مراجعون: ازدحام شديد بمكتب «الخارجيـة» في دبي

 

يشهد المكتب التابع لوزارة الخارجية في دبي منذ ايام ازدحاما شديدا بالمراجعين  الذين يرغبون في تصديق أوراقهم الرسمية، ويضطرون للانتظار ساعات طويلة قبل أن يتمكنوا من الحصول على موعد للمراجعة، فيما عزت الوزارة الازدحام إلى ازدياد كبير في أعداد القادمين إلى الدولة في الاسابيع القليلة الماضية، وتعهدت بحل المشكلة بعد شهر رمضان المقبل.
وتفصيلا فقد أفاد مراجعون في مكتب وزارة الخارجية في دبي بأنهم «ينتظرون أكثر من أربع ساعات واقفين في مكتب وزارة الخارجية لإجراء التصديق على معاملاتهم من قبل موظفي الوزارة». وأضافوا أنهم «يقفون على المدخل الرئيس للمبنى الذي يوجد به مكتب الوزارة، مروراً بسلم البناية من الطابق الأول وصولاُ إلى الطابق السابع، وذلك لشدة الازدحام».

وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إنهم يقفون منذ الساعة السابعة والنصف صباحاً وحتى الحادية عشرة لأخذ موعد لليوم التالي  لتصديق الأوراق المطلوبة».

 

وقال محمد أمين «انتظرت في المكتب منذ الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة الحادية عشرة  في طابور طويل من أجل أن أصدق شهادة الثانوية العامة، وبعد وصولي إلى مكتب الموظف الذي يدقق على الشهادة قال إنه اكتفى، وعليّ المجيء غداً لأصدق الشهادة»، مضيفاً أن  «مكتب الوزارة لا يوجد به تكييف ولا كراسي كافية للجلوس والانتظار، وبصراحة مكتب وزارة الداخلية من أسوأ المكاتب الحكومية في الإمارات».

 

وأشارت ريم الحلبي إلى أنه «من غير اللائق أن أقف بين المئات من الشباب دون أن يكون في مكتب الوزارة مكان مخصص للنساء، فمنذ دخولي إلى البناية وأنا في وسط الازدحام وبين العشرات من الشباب الذين يتدافعون وينظرون إلى كل فتاة موجودة في المكتب».

 

وذكر أبو حمد «أنا رجل كبير في السن لماذا أنتظر لأكثر من ثلاث ساعات حتى أصل إلى مكتب الوزارة في الطابق السابع لأصدق ورقة واحدة»، متسائلاً «لماذا لا يكون للمواطنين ولكبار السن شباك خاص بدلاً من الانتظار ساعات عدة، وأضاف «بعد أن انتظرت لأكثر من ثلاث  ساعات حصلت على تذكرة انتظار أخرى لأصدق الورقة التي بحوزتي، والأغرب من ذلك أنه لا يوجد سوى ثلاثة  شبابيك لتصديق الأوراق، وفي بعض الأوقات يذهب أحد الموظفين ولا يعود، أليس هذا استهتاراً بالمراجعين؟».

 

وأيّدته المواطنة، أم فاطمة قائلة «مكتب الوزارة صغير ومزدحم طوال اليوم، وبعض الموظفين يتركون مكاتبهم ولا يعودون إلا بعد زمن طويل، ولا أحد يحترم كبار السن من المراجعين لأني وقفت لأكثر من ساعتين قبل أن أجلس على الأرض، متسائلة «لماذا لا يوجد مكان مخصص للنساء، ألا يعرفون أن الاختلاط منافٍ لعاداتنا؟».

 

وقال عبدالله السويدي «أتيت مكتب وزارة الخارجية لأصدق بعض الأوراق، ولكني فوجئت بعدد المراجعين الموجودين في المبنى من بداية الطابق الرابع إلى  الطابق السابع»، وأضاف السويدي «تعرضت للاختناق نتيجة الازدحام الشديد وعدم توفير مكيف في سلالم المبنى».

 

بدوره قال موظف في مكتب وزارة الخارجية «نواجه ازدحاما شديداً كل يوم، ونحن نعمل بسرعة حتى نوفر الوقت ونسهّل عملية التصديق على المراجعين»، وأضاف أنه «من حق الموظف أخذ قسط من الراحة والذهاب لقضاء حاجته، ولكن المراجعين لا يقدرون ذلك، وكثيراً ما واجهنا متاعب بسبب كثرة المراجعين الذين يسببون الضغط والازدحام الشديد».

 

من جانبه أفاد مدير مكتب وزارة الخارجية في دبي، عبدالرحمن الشملان بأن مكتب الوزارة يستقبل أكثر من 2000 مراجع يومياً، وسبب الازدحام يرجع إلى كثيرة عدد المراجعين وإلى أن مكتب الوزارة لا يستوعب تلك الأعداد الهائلة من المراجعين يومياً».

 

 وأضاف أنه «منذ ثلاثة أسابيع زاد عدد المراجعين أربعة أضعاف، وهذا يرجع إلى دخول أكثر من 98 ألف مقيم للدولة منذ 10 أيام فقط». وأكد الشملان أن «مكتب الوزارة بصدد الانتقال للمبنى الجديد في بر دبي بعد شهر رمضان، بعد استكمال المبنى وتجهيزه بشكل كامل، والذي صمم لاستيعاب أكبر عدد من المراجعين في اليوم الواحد».  وذكر أن «موظفي الوزارة يقومون بعملية فرز لأوراق المراجعين منذ دخولهم من الباب الرئيس للمكتب، وذلك للتدقيق والتأكد من أن جميع الأوراق التي يرغب المراجعون في تصديقها كاملة، وذلك لتوفير الجهد والوقت على المراجعين».

 

وأوضح أن «بعض المراجعين يتسببون في تأخير معاملاتهم نتيجة لعدم استكمال تصديق شهاداتهم من قبل سفارات بلادهم ، وانتظارهم في الطابور لساعات عدة، من دون فائدة».

 

 وقال مدير مكتب وزارة الخارجية إن «الوزارة حاولت في الفترة السابقة تسهيل الإجراءات على المراجعين، إلا أننا لم نستطع لشدة الازدحام وتضاعف عدد المراجعين لمكتب الوزارة، حيث ان المكتب مخصص لاستيعاب 500 مراجع»، وأشار إلى  أن «أحد أسباب التأخير والازدحام أيضاً أن بعض المراجعين يأتي لإنهاء أكثر من معاملة، وهذا يتطلب وقتاً إضافياً ويتسبب في تأخير المراجعين».

 

وحول تجهيزات مبنى الوزارة الجديد أوضح أنه «يضم ساحة انتظار واسعة يوجد بها 300 كرسي، إضافة إلى تنظيم عملية دخول المراجعين من خلال استخدام بطاقات انتظار إلكترونية ملونة، بحيث تكون البطاقة السوداء للتدقيق في استكمال الأوراق، والزرقاء تمنح للمراجع لإثبات أن جميع أوراقه مكتملة وتوجيهه لقسم التصديق». وأشار إلى أن «تلك الإجراءات التي سيتم العمل بها في المبنى الجديد هي من ضمن إستراتيجية الوزارة في إجراء معاملات المراجعين بأسرع وقت ممكن، ويصل عدد شبابيك موظفي المكتب في المبنى الجديد إلى ثمانية شبابيك، إما المكتب الحالي فيضم ثلاثة شبابيك».

 

 ولفت  إلى أنه «سوف ينهي الموظفون  جميع المعاملات، من دون الرجوع إلى موظف آخر لكي يوقع على المعاملة بعد التصديق، ومن بينها شباك خاص للنساء وآخر لكبار السن، إضافة إلى شباك للمواطنين ورابع للجنسيات الأوروبية».

 

وأوضح الشملان أنه «إذا اكتشفنا في المستقبل أن المبنى الجديد غير قادر على استيعاب المراجعين نتيجة لزيادة عدد المقيمين والوافدين في الدولة فإن الوزارة ستعمل على إنشاء مكتب آخر يتم من خلاله تسليم وتسلم المعاملات لتخفيف ضغط المعاملات وإنجازها في الوقت نفسه، من دون الرجوع في اليوم التالي».

 

 وأضاف أن «قاعة الانتظار الخاصة بالمراجعين مكيفة بأعلى مستوى، إضافة إلى وضع جهاز لشراء المرطبات وجهاز صراف آلي لخدمة المراجعين».

 

ولفت إلى أن «الوزارة لديها خطة إستراتيجية للبدء في إحصاء المستندات ومعاملات المراجعين المقيمين في الامارات الأخرى، بهدف فتح مكاتب تابعة لوزارة الخارجية لتصديق المعاملات في كل من العين والفجيرة والإمارات الغربية، إذا اقتضت الحاجة، وتبين أن عدد المراجعين في تلك الإمارات يجبر الوزارة على فتح مكاتب لتسهيل عملية الوصول للمراجعين لتصديق معاملاتهم بأسرع وقت».

الأكثر مشاركة