«فضة قلبها أبيض» عن ذوي الاحتياجات على «أبوظبي» في رمضان

«فضة قلبها أبيض».. قضية إنسانية تخص ذوي الاحتياجات الخاصة.           من المصدر


انتهى المخرج غافل فاضل من تصوير أحداث الدراما الاجتماعية الكوميدية «فضة قلبها

أبيض» للكاتبة هبة مشاري حمادة، وبطولة سعاد عبدالله، وهدى حسين وعبير الجندي وحسين المنصور، وخالد أمين وخالد البريكي، ومرام، إلى جانب أسمهان توفيق، وشجون، ونخبة من النجوم الشباب، ويدور العمل حول امرأة تجاوزت الـ50 من العمر، لكن نموها العقلي توقف عند العشر سنوات، وكيفية تعاملها مع مجتمع تسوده الصراعات، وتحكمه المادة في ظل انعدام القيم، حتى بين أفراد الأسرة الواحدة.

 

 وعن دورها في العمل الذي يعرض في، شهر رمضان المقبل على شاشة تلفزيون أبوظبي، قالت الفنانة القديرة سعاد عبدالله أن مسلسل «فضة قلبها أبيض» اجتماعي كوميدي يميل إلى السخرية المُرة، ويتناول أكثر من خط، الرابط بينها جميعاً امرأة اسمها (فضة) تجاوزت الـ50 من العمر، لكن نموها العقلي توقف عند العشر سنوات، وتدور الأحداث الرئيسة حولها، وإن لم تكن محور العمل، فهناك قصص اجتماعية عدة، خصوصا أن النص مكتوب بالتساوي بين جميع أبطال العمل، بحيث لا تطغى شخصية على أخرى، فالكل أدوارهم رئيسة.

 

ورأت الممثلة الكويتية أن (فضة) تمثل قطاعا من ذوي الاحتياجات الخاصة في ظل معاناتها من إعاقة ذهنية وأخرى جسدية، لافتة إلى انها تتوقع تفاعل المشاهد مع العمل، وتعاطفه مع أبطاله، ولتلقائية الأحداث التي تميل إلى الكوميديا الموظفة بأسلوب يحترم المشاهد.

                

شخصية شريرة

من جانبها، قالت الفنانة هدى حسين «أجسّد شخصية الأخت الصغرى لفضة (فايقة) التي تقدم بها العمر ولم تتزوج، ولها أطماع ومحبة للحياة ومقبلة على الدنيا، عندها تطلعات للسيطرة على أختها والاستيلاء على ثروتها، خصوصاً أن (فضة) تمتلك إرثاً ضخماً من أبيها وأمها اللذين توفيا وتركاها في عهدة مربية ضحت كثيرا من أجلها، وعندما تمر فايقة والأخت الثالثة ـ التي تجسّد شخصيتها الفنانة عبير الجندي ـ بضائقة مالية تلجآن إلى منزل (فضة)، وهنا تبدأ محاولات (فايقة) للسيطرة على (فضة).

 

وأوضحت هدى حسين أن الشخصية التي تلعبها شريرة، ولكن بنكهة كوميدية، وأكدت أن المؤلفة هبة حمادة رسمت الشخصيات على الورق بأسلوب جيد وسلس ومتمكن، أما المخرج غافل فاضل فكان متفهماً لجميع الشخصيات وتركيباتها وأبعادها النفسية.

 

وأضافت: «العمل يزخر بالأحداث الإنسانية التي نفتقد إليها في وقتنا الحالي، وفي الوقت نفسه يجمعني والفنانة سعاد عبدالله، وللمرة الأولى بعد مسيرتنا الطويلة في الساحة الفنية، ويأتي رداً على اسئلة كثيرين حول عدم مشاركتنا معاً في اي عمل درامي».

 

وعلّقت على تناول العمل قضية إنسانية تخص إحدى فئات ذوي الاحتياجات الخاصة قائلة: «بالفعل نفتقد هذا الطرح، ولكن هناك خطوطاً أخرى تساند الفكرة الرئيسة، وتتسم بطابع إنساني بحت، كما أن النص مكتوب للتركيز على سلوكيات المحيطين بفضة واخلاقياتهم، ومحاولة البعض استغلالها».

 

أجواء أسرية

وأبدت الفنانة عبير الجندي سعادتها بالمشاركة في مسلسل «فضة قلبها أبيض» والعمل مع سندريلا الخليج الفنانة سعاد عبدالله، وذاك الحشد من النجوم، وقالت إنها تجسّد شخصية الأخت الوسطى (فوزية) المتعاطفة مع (فضة)، ولكن ظروفها تدفعها لاقتراف بعض الأخطاء وتلوم نفسها في ما بعد، ولكن طيبتها تغلب أي شر في داخلها «لأنه لا يصح إلا الصحيح»، وأشادت الجندي بالأجواء الأسرية التي تحيط بالعمل، وقالت «الفنانة سعاد حنونة جداً تبدي ملاحظاتها بودّ وحب».

 

وأعرب الفنان حسين المنصور عن سعادته لمشاركته في مسلسل يزخر بهذا الحشد من النجوم، في مقدمتهم الفنانة سعاد عبدالله، وقال «أشكر أم طلال على اختيارها لي لتقديم شخصيتين: الأولى، الأخ الكبير للفنان خالد أمين، والثانية، دور أب لابنتين». وأشاد بأجواء العمل التي طغى عليها الطابع الأسري، وتشوّقه لمشاهدة العمل في حلته النهائية، خصوصاً انه يعالج مشكلات عدة، وتمنى ان ينال اعجاب الجمهور.

 

ؤاوضح المخرج غافل فاضل أن مسلسل «فضة قلبها أبيض» يتعرّض لحالة انسانية تحاول التعايش مع من حولها، على الرغم من الظروف التي تمر بها، فهي امرأة شكلا، وطفلة عقلا، والخطوط الدرامية كثيرة، ما تطلب تكنيكا جديدا في الإخراج، فشخصية فضة اقرب للرومانسية، وحاولنا أن تكون الكاميرا اقرب للحس الرومانسي واللقطات البطيئة، وهناك قليل من المشاهد يطغى عليها التوتر العصبي فاستخدمنا الإيقاع السريع، لذلك؛ سيشعر المشاهد بالتنوّع البصري.

 

عمل مغاير

في حين أوضح الفنان خالد أمين أن المسلسل يتعرض  لقصة اجتماعية تناقش قضايا عدة كسائر الأعمال الدرامية، خصوصا ان شعوبنا العربية عاطفية، وتحب التوغل في مشكلاتها الاجتماعية التي تمر بها، والشروخ التي تتعرض لها مجتمعاتنا، وأضاف «لاحظت أن الكاتبة تناقش هذه القضايا من خلال خلق حوار بين كل شخصية ونفسها، حيث تحاسب نفسها، وتراجع ما اقترفته من ذنوب، والضرر الذي قد يتعرّض له المحيطون بها».

 

ويجسّد خالد شخصية عادل (طبيب نساء)، ويتعرض المسلسل، كما يقول، من خلال هذه الشخصية لقضية مهمة جدا، الا وهي النزوة بعد الزواج او البحث عن الحب، ويطرح تساؤلات عدة، منها: هل الزواج التقليدي هو الصحيح للرجل؟ وهل يسبب مشكلات مستقبلاً؟.

 

وتحدثت المؤلفة هبة حمادة عن فكرة العمل قائلة  «كان يراودني حلم تقديم عمل مغاير عن السائد في المجتمع الخليجي، وتحقق لي عندما عرجت إلى المنحى الإنساني في شخصية (فضة) كونها ناقصة الأهلية وجعلت الأشخاص يتعاطون معها سلبا وايجابا، بتدرج احداث سلس، واعتمدت على تقنية الحدوتة» .

 

وأشارت هبة حمادة إلى أنها درست الشخصية في ابعادها وسلوكها وردود أفعالها، وأضافت أن «أم طلال كانت تجسد بشكل مذهل كل ما كتبت، وكل الشخصيات تعاطت مع النص بأسلوب جيد».

وتحدثت الفنانة الشابة فاطمة الصفي عن دورها بالقول «أجسّد دور (مليكة) فتاة من امٍّ مغربية، ووالدها الفنان حسين المنصور، ربّتها جدتها بحكم ان اباها لا يكترث لها، فتحاول الاعتماد على نفسها، خصوصا ان الجدة امرأة كبيرة في السن، ومن هنا تبدأ معاناتها واختها الصغرى». وأعربت الصفي عن سعادتها للمشاركة في هذا العمل الذي يزخر بالنجوم ما يثري تجربتها.

 

الأكثر مشاركة