كوبا «تنشغل» عن ميلاد كاسترو

 كاسترو.. نسيه كوبيون كثيرون وتذكرته طائفة «السانتيريا». أ.ب


احتفل الزعيم فيدل كاسترو الذي تولى قيادة كوبا نحو نصف قرن، وانسحب من السلطة منذ سنتين لاسباب صحية، بعيد ميلاده الـ82 بصمت، بينما كان مواطنوه مشغولين بأداء فرق بلدهم في دورة الالعاب الاولمبية في بكين. ولم ينظم اي احتفال رسمي بعيد ميلاد «القائد الاكبر» الذي لم يحضر اي تجمعات عامة منذ اصابته بالمرض في يوليو 2006، لكنه مازال يتمتع بنفوذ عن طريق «الافكار» حول الاحداث العالمية او المحلية، التي تنشر باستمرار في الصحف المحلية. وقد دفعته المشكلات الصحية التي يعاني منها، وهي مرض ما في الامعاء مازال من اسرار الدولة في بلد تخضع فيه الاخبار لرقابة صارمة، الى الانسحاب من السلطة رسميا في فبراير الماضي ليترك مكانه لشقيقه راؤول (77 عاما). وتزامن عيد ميلاد كاسترو هذه السنة مع دورة الالعاب الاولمبية.

 

ففي الكثير من المكاتب في هافانا، تابع الموظفون بشغف مباراة بين كوبا واليابان في البيسبول الرياضة التي تتمتع بشعبية كبيرة في كوبا، بثها التلفزيون مباشرة ونسوا عيد ميلاد «القائد».

 

وقال بيدرو ـ وهو موظف ـ انه سعيد بفوز فريق بلده 4-.2 الا ان مسؤولة ادارية في الـ61 من عمرها رأت ان «الجميع في كوبا يعرفون انه يوم عيد ميلاده، لكن لم يأت احد على ذكره»، موضحة ان كل الكوبيين كانوا  منشغلين بأداء الفريقين الكوبيين للبيسبول والكرة الطائرة في الالعاب الاولمبية.

 

وكان كاسترو كتب في يونيو الماضي «ماذا افعل حاليا؟ اجمع الاخبار والمعلومات لتحليل المشكلات الملحة في العالم وانقل هذا بعد ذلك الى الحزب (الشيوعي) وقيادته».

 

واضاف «وفي بقية الوقت، اقرأ واطلع واتحدث هاتفيا مع زملائي واقوم بتدريبات لإعادة التأهيل حددها الاطباء». وقد اكد شقيقه راؤول ان فيدل الذي يقيم في مكان سري في محيط العاصمة، يقوم بتدريبات رياضية ساعتين يوميا. ومع انه لم تنظم اي حفلة رسمية، اشادت الصحف الكوبية «بأكثر الثوريين سعادة» و«سيد السخاء»، كما كتبت «خوفنتود ريبلدي» و«غرانما».

 

 قامت مجموعة من النساء بعمل تطوعي لايام عدة تكريما «للقائد»، ونظم عدد منالحفلات الموسيقية والمهرجانات على شرفه، خصوصا في هافانا. وقام اساقفة من «السانتيريا» وهي ديانة كوبية منشأها افريقي تمارس شعائرها بشكل واسع في كوبا، بتقديم اضاحي من الحيوانات، وقرعوا طبولهم في كل مكان تقريبا  لابعاد المرض الذي يعاني منه فيدل كاسترو. لكن يولندا (43 عاما) التي تعمل بائعة بسوق في هافانا اكدت انها منشغلة بمشكلاتها اليومية.

 

وقالت: «بالتأكيد انه عيد ميلاد القائد، لكن لدينا مشاغل اخرى لأن الحياة صعبة هنا ايضا». واضافت ان «هناك اشخاصا متمسكون بالحياة، لكن لكل شيء نهاية وفيدل لعب دوره». 

الأكثر مشاركة