مقتل 18 بينهم 9 جنود بانفجار في طرابلس
|
|
آثار الدماء على الأرض إثر الانفجار في طرابلس. أ.ب
استهدفت قنبلة موقفاً للحافلات في طرابلس في شمال لبنان أمس، ما أسفر عن سقوط 18 قتيلاً على الأقل بينهم تسعة جنود، وأصيب ما لا يقل عن 45 شخصاً في الانفجار الذي أسقط أكبر عدد من القتلى العسكريين منذ المعارك التي خاضها الجيش مع مسلحين في مخيم نهر البارد العام الماضي.
وقال الجيش اللبناني في بيان «ان هذا الانفجار الإرهابي يستهدف بشكل مباشر الجيش ومسيرة السلم الاهلي في البلاد»، مشيراً الى ان الانفجار سببه «عبوة ناسفة كانت موضوعة داخل حقيبة عند نقطة توقف لباصات يقصدها العسكريون للانتقال الى مراكز عملهم». وأضاف ان الانفجار أوقع 11 قتيلاً، لكن وسائل إعلامية ومصادر أمنية قالت «إن الأعداد ارتفعت جراء وفاة البعض متأثرين بجراحهم».
ووقع الانفجار صباحاً ، بينما كان الناس يتوجهون الى أماكن أعمالهم، ونقل الصليب الأحمر الضحايا الى المستشفيات، فيما بدت الأرض في موقع الحادث مغطاة بالدماء وقطع الزجاج. ووقع الانفجار في شارع المصارف في وسط طرابلس بالقرب من حافلة تقل بين ركابها جنوداً، ووضعت العبوة التي تبلغ زنتها، بحسب معلومات اولية، نحو 20 كيلوغراماً، في حقيبة الى جانب الطريق وانفجرت قرب الحافلة المدنية التي تؤمن رحلات بين شمال لبنان وجنوبه وغالباً ما يستخدمها عسكريون.
وقال مسؤول امني، رافضاً الكشف عن اسمه، ان «طفلاً في الثامنة من العمر يعمل ماسح احذية قرب موقع الانفجار توفي في المستشفى متأثراً بجروحه». ووجهت المستشفيات نداءات للتبرع بالدم.
ووصف الرئيس ميشال سليمان الانفجار بأنه جريمة إرهابية، وجاء في بيان لرئاسة الجمهورية «أن الجيش اللبناني والقوى الامنية لن تخضع لمحاولات إرهابها بالاعتداءات والجرائم التي تطاولها وتطاول المجتمع المدني».
وقــال فــؤاد السنيورة الذي يترأس الآن حكومة الوحدة الوطنية إن «الجريمة الآثمة في طرابلس اتت لكي تقول لنا وللبنانيين إن المجرمين المتربصين يريدون استمرار حال التوتر في لبنان»، فيما قال وزير الاعلام طــارق متري رداً على تحليلات إعلامية بأن الهجوم استهدف تقويض زيارة سليمان الى سورية «التحقيقات بدأت وهناك تفسيرات كثيرة.. تفسيرات سياسية».
واعتبر رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري ان توقيت هذه العملية يستهدف منع تصحيح العلاقة اللبنانية السورية.
الى ذلك قال بيان رسمي سوري في وزارة الخارجية إن دمشق «تدين وبشدة العمل الإجرامي الذي وقع صباح اليوم (أمس) في مدينة طرابلس شمال لبنان الشقيق، وذهب ضحيته عدد كبير من المواطنين الأبرياء».
ودان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي «الاعتداء الجبان والدنيء»، مؤكداً «دعم فرنسا الثابت» للبنان، وفي بيان صدر عن الرئاسة الفرنسية للاتحاد الاوروبي دان الاتحاد بحزم اعتداء طرابلس. وعبر عن «تضامنه في هذه المحنة مع الشعب اللبناني»، وجدد «تأكيد التزامه الى جانب لبنان وجميع اللبنانيين في معركتهم ضد الارهاب». وشدد على وجوب ألا يقف «اي عائق في طريق تطبيــق عمليــة الخروج من الازمة التي وضعهــا اتفاق الدوحة»، مؤكداً ان الاتحاد الاوروبي «سيواصل المشاركة في الجهود المبذولة من اجل امن لبنان ووحدته الضروريين لاستقرار المنطقة».
دمشق وبيروت تتفقان على علاقات دبلوماسية كاملة قالت مسؤولة سورية إن الرئيسين السوري بشار الاسد واللبناني ميشال سليمان اتفقا أمس على إقامة علاقات دبلوماسية على مستوى السفراء. وقالت مستشارة الرئيس الأسد، بثينة شعبان، إن الرئيسين وجها وزيري خارجية البلدين الى اتخاذ الخطوات اللازمة في هذا الصدد بدءاً من اليوم (أمس). وكان الرئيس اللبناني بدأ أمس زيارته الرسمية الاولى الى سورية، حيث سيحاول تصحيح العلاقات بعد ازمات متعددة الأوجه بين البلدين. وتستمر الزيارة يومين مثقلة بجدول أعمال يتضمن ملفات يعود بعضها الى اكثر من 60 عاماً مثل العلاقات الدبلوماسية وترسيم الحدود، كما يعود بعضها الآخر الى حقبة الوجود السوري في لبنان الذي استمر نحو 30 عاماً مثل ملف المفقودين والمسجونين. وكانت العلاقات بين لبنان وسورية قد تدهورت منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في فبراير 2005 وانسحاب القوات السورية في ابريل من العام ذاته.
وكان سليمان وصل ترافقه زوجته الساعة 00.17 بالتوقيت المحلي الى مطار دمشق الدولي، حيث استقبله الرئيس السوري وعقيلته، تلبية لدعوة الأسد التي حملها الى بيروت وزير خارجيته وليد المعلم. ولفت مصدر سوري الى «علاقات وثيقة» تربط الرئيس اللبناني بنظيره السوري «يمكن استثمارها لحل كثير من مشكلات المرحلة السابقة»، بينما وصف سليمان علاقته بالأسد بأنها «أخوية وجيدة ومميزة»، مشيراً في حديث صحافي الى ان القمة «يفترض ان تشكل خطوة أولى لا بل نقطة تحول نحو إعادة الأمور الى حالتها الطبيعية» بين البلدين. دمشق ـ وكالات |