زياد الرحباني فوجئ باستقبال «فــوق تصوره» في دمشق

الرحباني غنى في دمشق لأكثر من 3000 شخص.     أ.ف.ب


قال الفنان اللبناني زياد الرحباني للجمهور: «بصراحة ما كنت متوقع هيك شي ولا شايف هيك شي من قبل»، مؤكداً انه فوجئ بالاستقبال الحار الذي خصه به السوريون في اول حفلة يقدمها في دمشق.

 

وأحيا زياد الرحباني، اول من امس، في قلعة دمشق التاريخية حفلة، كانت اول لقاء يجمعه بالسوريين. وقال ان حفاوة الجمهور كانت «فوق تصوري». ورافقت عاصفة من التصفيق ظهور زياد الرحباني على المسرح ليفتتح الحفل بمقطوعة موسيقية قبل ان ينشد «شو هالايام اللي وصلنالا..».

 

وغنى الرحباني ومعه الجمهور الذي يحفظ معظم اعماله غيباً زياد «تلفن عياش»، «عايشة وحدها بلاك»، «بلا ولا شي»، كما قدم مجموعة من المقطوعات الموسيقية مع اوركسترا بقيادة المايسترو الارمني كارين دورغريان، تضم عازفين معظمهم من سورية وأرمينيا الى جانب عازفين من فرنسا وهولندا.

 

وشاركت زياد الغناء جوقة مكونة من ست مغنيات سوبرانو سوريات، منهن رشا رزق وليندا بيطار.

 

وأوضح الرحباني قبل ختام الحفل الاول انه سمع كثيراً عن تشوق الجمهور واستعداده للقائه. وقال: «حاولنا نتصور (حالة الجمهور) قد ما فينا»، على حد تعبيره. وتابع انه عندما كان يسأل ما اذا كان لدى امانة احتفالية دمشق الثقافية التي تستضيف الحفلات اقتراحات للبرنامج، كان الجواب يأتيه ان الجمهور يحفظ كل اعماله، وقال: «جايين نسمعكم (للجمهور) طلعنا عم نسمعلكم».

 

وعبر الموسيقي اللبناني المعروف عن تقديره للجمهور. وصرح «سأقول شيء بصراحة: لست متوقع هيك شي.. ولا شايف هيك شي من قبل». واحتشد ما يزيد على 3000 شخص في قلعة دمشق في الحفل الاول لزياد.

 

وكان المنظمون حرصوا على فتح الابواب قبل ساعة ونصف الساعة من بدء الحفل، وإغلاقها قبل نصف الساعة منه تجنباً لحدوث اي تدافع او تزاحم. وقد قدم الجزء الاكبر من الجمهور مبكراً لحجز الاماكن الاقرب الى المسرح.

 

ومع ان المنظمين وضعوا عدداً كافياً من الكراسي في ساحة القلعة بشكل «يمكن الجميع من الرؤية والسمع على احسن وجه»، كما قالوا، لكن رغبة الحضور في الاقتراب ما امكن من المسرح اطاحت بهذا التنظيم.

 

ورغم ان التصوير كان ممنوعاً، باستثناء مصوري وسائل الاعلام والتلفزيون الذي سمح لهم بتصوير خمس دقائق بداية الحفل، وجد هؤلاء في الجو الاحتفالي فرصة لالتقاط نبض الجمهور للتعويض عن النقص في «حيوية» تغطيتهم «المحدودة»، على حد قولهم، اما خلال الحفلة فلم يكن الجمهور يحتاج الى اكثر من الجملة الموسيقية الاولى ليبدأ الاغنية ويمضي معها، وخلال المقطوعات الهادئة فكان يصغي باهتمام وقالت «السوبرانو» السورية التي شاركت في الجوقة، منال سمعان: «عادة نغني في دار الاوبرا وهناك لا نرى جمهوراً بهذا الانفعال»، مؤكدة ان الجمهور هنا رائع، كان يقشعر بدني وأنا اغني وأحس اني اريد البكاء». وعبرت سمعان عن سعادتها للعمل مع زياد الرحباني، مؤكدة انه «شخص رايق وفنان وإنسان في ذات الوقت، يتعامل مع الكل بنفس السوية وإذا سألته يشرح ويشرح لك ويحسسك بقيمتك».

 

اما عازف «الكونترباص» السوري خالد عمران، احد الموسيقيين السوريين الذين كان العمل مع زياد «حلماً» بالنسبة لهم، فقد اوضح انه يعمل مع الرحباني منذ ستة اشهر، وشارك معه في حفلات في بيروت وتسجيلات في الاستوديو. وأضاف ان «زياد اثر فيّ كثيراً منذ طفولتي. انه فنان شامل على غير ما اعتدنا من اوركسترا وبيغ باند انا اعزف معه وانتبه لما يفعله في التنويعات والتوزيع.. كنت مشدوهاً ومنبهراً بالادوار».

 

وأشار عمران الى ان عزفه في الحفـلة كان الى حد ما تجاوباً مع تفاعـل الجمـهور الرائـع، «ولم اكترث بمسـند النوتـة الذي كاد يطـير من امامي». ورغم ان الرحباني اعاد تقديم مقطع من الاغنية الاخيرة في الحفل «عودك رنان»، الا ان الجمهور طالب بالمزيد. وغادر الرحباني المسرح سريعاً وفي شكل خاطف، وبقي الحضور يرددون اغانيه أملاً في عودته لكن دون جدوى.

 

وتتواصل حفلات زياد الرحباني حتى بعد غد الثلاثاء بعد ان تم تمديدها يوماً اضافياً تلبية لطلب الجمهور.
تويتر