مصر: خلاف الإسلاميين والعلمانيين يعطّل الإصلاح السياسي

متظاهرون مصريون من الاتجاهات المختلفة يطالبون بالتغيير.


انعقد أخيراً في القاهرة المؤتمر السنوي الثاني لحوار جيل الوسط بمبادرة من معهد  السلام الأميركي لتقليل أوجه التوتر بين التيارات الإسلامية والعلمانية بالعالم العربي وركزت محاوره هذا العام على مستقبل الديمقراطية في مصر وأشكال التعاون بين جماعات المعارضة السياسية.  وتميز المؤتمر بمشاركة منظمات وأحزاب سياسية مصرية عديدة منها: حزب الجبهة الديمقراطية، حركة كفاية، حزب الكرامة، الحزب الوطني الديمقراطي، حزب الوفد، حزب التجمع وحزب الوسط. ووفر المؤتمر فرصة لاكتشاف فرص تعزيز التعاون بين التيارات الآيديولوجية المتنامية على الساحة السياسية المصرية. وفي ختامه توصل إلى إمكانية أن يكون هناك تحالف بين الناشطين السياسيين الجدد من جيل الشباب من مختلف التيارات، ولكن هذا يحتاج إلى عدد من الإجراءات. وقال مشاركون إن استمرار الاستبداد  يُعزى، ولو جزئياً، إلى استمرار تجزئة المعارضة السياسية، فيغيب التعاون القوي والصادق والمستمر بين قوى المعارضة، للضغط من أجل الإصلاح السياسي.

 

 ويرى مصريون كثر داخل المعارضة والحزب الحاكم  أن أي انفتاح ديمقراطي في النظام السياسي المصري حتى وإن كان هشاً، سيمكن الإسلاميين من تحقيق نصر حاسم. ولكن هناك عدداً من المفكرين من ذوي التوجهات السياسية المختلفة يختلفون مع هذا الطرح. هذا إلى جانب أن هناك اختلافاً فكرياً وآيديولوجياً كبيراً بين الإسلاميين وجماعات المعارضة العلمانية حيال العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية، مما يُعقد إمكانية التحالف بين تلك القوى المختلفة حول أجندة الإصلاح الديمقراطي.

 

وقد أضرت محاولات النظام لتقويض الفرص الانتخابية للجماعة من خلال العديد من القيود القانونية والتلاعب الانتخابي بكل جماعات المعارضة السياسية سواء أكانت إسلامية أم علمانية.

 

وتُعد قضية إيجاد تعريف حاسم لمن هو إسلامي وعلماني داخل السياق السياسي المصري أحد تحديات الوقوف على الطبيعة الجدلية بين الإسلاميين وقوى المعارضة العلمانية، فمحاولة إيجاد وإصلاح الخطوط الفاصلة بين ما يمكن أن نطلق عليه المجتمع الإسلامي والعلماني تُعد إحدى القضايا الجدلية في الساحة السياسية المصرية.

 

وعلى الرغم من أن القوى الإسلامية يسهل تعريفها من قبل المراقبين للمشهد السياسي المصري، إلا أنها تتضمن اختلافات فكرية جوهرية. وبالقدر نفسه من الأهمية فإن العلمانية مصطلح متنازع حوله، وكثيراً ما يُوصف بأنه ذلك المعسكر الذي يضم قوى مختلفة مثل القوميين والليبراليين المختلفين في الكثير من القضايا، ولكنهم يتفقون في العلاقة العدائية مع الجماعات الإسلامية.

 

يرى الكثيرون أن مصطلح العلمانية غير موجود بمصر. فأحد المشاركين أشار إلى أن كل المصريين، بصرف النظر عن ديانتهم، يعترف بالتاريخ والهوية الثقافية الإسلامية للدولة، ولا يُتصور أن تنكر أي حكومة مصرية، سواء أكانت علمانية أم لا، التراث الثقافي الإسلامي للدولة أو التنصل من التزاماتها تجاه العالمين العربي والإسلامي. فإذا حدث فصل بين الإسلام والدولة، فإنه يصعب إحداث هذا الفصل بين الإسلام والمجتمع. بعبارة أخرى ستلعب الهوية الإسلامية دوراً حيوياً في أي نظام ديمقراطي مصري، والتي تعكس قيم وثقافة مجتمعها. ولكن أحد المشاركين رفض بقوة مقولة ان العلمانية ليس لها جذور بالمجتمع المصري.

الأكثر مشاركة