من احتفالات الكوبيين بعيد الميلاد. أ.ف.ب
بين مظاهر الاحتفال بعيد ميلاد الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو الـ82، برزت شعيرة كوبية - إفريقية قديمة تتضمن زرع شجرة مقدسة للصحة والقوة، ولم يحضر كاسترو الاحتفالات التي أقيمت الاربعاء الماضي، وكان آخر ظهور علني له في 26 يوليو .2006
وجيء بالشجرة من منزل أسرة تانيا غونزاليز التي كانت ترقب بينما كان «البابالاوس» أو كهنة ديانة اليوروبي الكوبية - الافريقية يقومون بكل عناية بإعادة زرعها في حديقة عامة خارج هافانا. وقالت جونزاليث إن الـ «سيبا» أو الشجرة الكبيرة غرستها جدتها قبل 82 عاماً تخليداً لذكرى ابنها والد جونزاليث الراحل. وأضافت «أبي كان ثورياً ولذا فإنه ليس هناك أجمل من ذهاب الشجرة إلى فيدل».
وبدأ الاحتفال عند الساعة الثانية صباحاً وهو «الموعد الذي ولد فيه فيدل»، بحسب واحد من الـ 40 كاهناً الذين حضروا الحفل، وتطلب الامر من الكهنة ثلاث ساعات كاملة حتى انتهوا من إعداد الأرض التي ستغرس فيها الشجرة، ثم قاموا بأداء شعائر غامضة وذبح حيوان على سبيل التضحية. ورفض القس فيكتور بيتانكورت الكشف عن مزيد من التفاصيل عن التجهيزات مصراً على أنها كانت سرية. وزرعت الشجرة باسم الزعيم الكوبي المريض بمرض غير محدد في الامعاء اجبره على التخلي عن السلطة قبل عامين، وصاح الكاهن ماريو بيريز: «لقد خصصناها لكاسترو حتى يستمد منها القوة في عيد ميلاده الـ 82، لان كوبا والعالم في حاجة إليه». ولم يجد البابالوس غضاضة في إقامة احتفال ديني لشخص لم يشارك طائفتهم معتقداتها على الرغم من ذيوعها على نطاق واسع في كوبا. أوضح بيريز الامر قائلاً: «إننا نطلب شيئاً من أجل زعيم الثورة. الدين ليس ضد الصلاة من اجل القائد لانه هو الذي منح الاستمرارية لحرب الاستقلال». وقال الكاهن بيتانكورت «لدينا ممارسة بمقتضاها يتعين على القادة الدينيين الصلاة من أجل صحة الشخصيات المهمة في حالة إصابتها بالمرض وحتى شفاء الشخص بالكامل». وقام قسم آخر من الحضور بأداء أغنيات تطلب المباركة وتدعو من أجل «الصحة والقوة والوحدة والسلام والسكينة». بعدها طلب بيريز من الحضور المشاركة في الفعل النهائي. فبينما كانوا يلقون بالزيت حول الشجرة راحوا يصيحون «أشي أشي»، وهو تعبير يستخدم لطلب الحظ أو التقدم. وانتهى الاحتفال عند غروب الشمس وقام الكهنة بالدوران التقليدي حول الشجرة 16 مرة. وقال جونزاليث: «الان ستنمو سيبا بسرعة وبذا يستمتع الاطفال تحت ظلها الظليل». ويقول قسم كبير من الكوبيين إن فيدل لايزال لصيقاً بحياتهم، وتقول روسا المقيمة في هافانا: «إنه يظل بالنسبة لجميع الكوبيين القائد، أفكاره ترشدنا، ونحن راضون لان شجرة السيبا ستمنحه قوة عظيمة. نتمنى له الشفاء العاجل». |