«مستنقعات» الصـرف الصحي تهدد الصحة العامة في ند الشبا
سائقو الشاحنات اعتادوا القـدوم في أوقات مبكرة من الصباح أو متأخرة من الليل لتفريغ حمولاتهم. الإمارات اليوم
ذكر سكان في منطقة ند الشبا في دبي، أن الساحات الرملية تحولت إلى «مستنقعات»، بسبب تكرار تفريغ بعض سائقي صهاريج الصرف الصحي شحناتهم في المنطقة، بدلاً من نقلها إلى محطة العوير للصرف الصحي، مؤكدين أن «هذه التصرفات تؤدي إلى تلوث البيئة، وانتشار الأمراض والروائح الكريهة في المنطقة، وتهديد الصحة العامة»، مطالبين بلدية دبي بـ«التدخل لوقف السلوكيات الضارة بصحتهم والمدمرة للبيئة، من جانب السائقين».
فيما أقر مدير دائرة الصرف الصحي والري في بلدية دبي طالب جلفار بـ«وجود تلك المخالفات»، منوهاً بأن «البلدية ضبطت بالفعل حالات كثيرة مــنها، وطبــقت عليهم عقوبات مشددة، حيث تتراوح الغرامة المالية لارتكاب مثل هذه المخالفة ما بين 10 آلاف و100 ألف درهم، إضافــة إلى تغلــيظ العــقوبة في حال التكرار مــثل حجز السيــارات المخالفة ومصادرتها»، مطالباً الجمهور بـ«التعاون مع البلدية والإبلاغ عن مثل تلك الحالات لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدها».
وتفصيلاً، شكا المواطن خلفان بن ثعيلب الهاجري، من سكان منطقة ند الشبا، من تفريغ بعض سائقي صهاريج نقل مياه الصرف الصحي، من ذوي الجنسية الآسيوية، الشحنات في المنطقة»، مؤكداً أن «هذا التصرف يؤدي إلى تكون «مستنــقعات» من المياه الراكدة في الساحات داخــل المناطق السكنية، وتتسبب بدورها في انتشار الروائح الكريهة والحشرات والقــوارض، الأمر الذي بات يهدد الصحة العامة لسكان المنطقة».
وتابع «اعتاد سائقو تلك الشاحنات القدوم في أوقات مبكرة من الصباح أو متأخرة من الليل، إلا أنني صورت اثنين منهم أثناء عملية التفريغ، وقدمت شكوى في الشرطة ضدهما»، متسائلاً «ما آلية الرقابة المتبعة من قبل البلدية لوقف مثل تلك السلوكيات». وأيده المواطن محمد الجافلي، قائلاً «اتصلت بالبلدية للإبلاغ عن الأمر، فطلبوا مني مراقبة تلك السيارات والإبلاغ عن أرقامها، إلا أنها حتى اليوم لم تتخذ أي إجراء ملموس تجاهها، وما زالت مستنقعات المياه تغرق المنطقة، وتشكل عامل قلق دائم للسكان، خوفاً من تفشي الأمراض والأوبئة» .
وعزا جلفار لجوء تلك الشركات لارتكاب مثل هذه المخالفات إلى «الازدحام الشديد الذي يشهده المكب الخاص باستقبال شحنات الصرف الصحي في منطقة العوير، حيث يعاد تدويرها مرة أخرى واستخدام المياه الناتجة عنها في عمليات الري الخاصة بمشروعات البستنة التي تقوم بها البلدية»، مشيراً إلى أن «عدد سيارات الصهاريج في دبي قرابة 1000 سيارة تابعة للقطاع الخاص و40 تابعة للبلدية فقط».
وطالب السكان بالتعاون مع بلدية دبي بالإبلاغ عن أية مخالفة من ذلك النوع، بالاتصال على رقم البلدية 800900 ليتم اتخاذ اللازم في أسرع وقت.
من جانبه اعتبر مدير عام الهيئة الاتحادية للبيئة الدكتور سالم الظاهري، هذه السلوكيات «جريمة بيئية، تتطلب المزيد من الرقابة والإجراءات العقابية المشددة لردعها من قبل بلدية دبي لكونها السلطة البيئية المختصة في هذا الشأن، ولكونها تعد جريمة ذات أثر تراكمي سلبي على البيئة وعلى صحة الإنسان».
ولفت الظاهري إلى أن «تلك الممارسات تعد مخالفة صريحة للمادتين 81 و35 من قانون حماية البيئة، اللذين بموجبهما يحظر على جميع المنشآت من «محال عامة ومنشآت تجارية وصناعية وزراعية وسياحية وخدمية، تصريف أو إلقاء أية نفايات أو سوائل غير معالجة من شأنها إحداث تلوث في البيئة المائية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وفي حال ضبط أية مخالفة من هذا النوع يعاقب المخالف بغرامة لا تقل عن 10 آلاف درهم ولا تزيد على مائة ألف درهم» .
وكانت «الإمارات اليوم» قد نشرت في أعداد سابقة حدوث تلك السلوكيات من سائقي بعض سائقي صهاريج الصرف الصحي الخاصة، حيث يفرغون شحناتهم في بالوعات المياه المؤدية إلى محمية الشيخ محمد بن راشد للطيور، وعقب اتخاذ البلدية الإجراءات العقابــية ضــدهم وملاحقتهم، توجهوا إلى صحراء البرشاء لتفريغ شحناتهم بها، إلى أن تم ضبط بعض المخالفين وتوقيع الغرامات المالية عليهم. |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news