ليس لدى الجنرال من يناصره

 

يعتبر الرئيس الباكستاني برويز مشرف الذي استقال أمس الحليف الرئيس للولايات المتحدة في حربها ضدالارهاب، والعدو اللدود للحركات الاسلامية المتشددة في بلاده وفي البلدان المجاورة.

وتمكن الائتلاف الحكومي الذي شُكل في مارس الماضي من آصف علي زرداري زوج الراحلة بي نظير بوتو ومن رئيس الحكومة السابق نواز شريف من اقصاء مشرف من رئاسة الجمهورية من دون إراقة دماء.

 

وأمام تهديد البرلمان بالعمل على اقالته، وأمام التحركات المكثفة في الشارع ضده اختار مشرف «65 عاما» هذا الضابط في فرق النخبة الاستقالة، بعد ان حكم باكستانطيلة تسع سنوات.

 

وللحفاظ على سلطته، اعلن مشرف حالة الطوارئ في البلاد في نوفمبر2007، مبرراً هذا الاجراء بتصاعد المد الاسلامي وبـ«تدخلات» المحكمة العليا التي كانت تسعى لنزع الشرعية عن اعادة انتخابه رئيسا في السادس من اكتوبر.2007

 

وبعد اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001 اصبح مشرف الحليف الاساسيللولايات المتحدة في«حربها ضد الارهاب»، وهو ما يرغب في التشديد عليه في احاديثه الصحافية.

ويبدي مشرف اعجابه الكبير بكل من القائد الفرنسي نابوليون بونابرت، والرئيس الأميركي السابق  ريتشارد نيكسون، الاول بسبب صراحته وتفكيره العسكري، والثاني بسبب قدرته على استيعاب الاوضاع والتأقلم معها.

 

اما منتقدوه فهم يعتبرون انه وقع في المطب المرضي الاساسي لدى الطغاة، اي من يعتبر ان البلاد من دونه لا يمكن الا ان تتجه نحو الكارثة.

 

وتعرض مشرف لمحاولتي اغتيال فاشلتين، نسبتا الى «القاعدة»، وتخلى عن منصب قيادة الجيش منذ نهاية عام .2007 وقال «اعتبر نفسي محظوظا، نابوليون كان يقول، إضافة الى كل الكفاءات المطلوبة، على الزعيم ايضا ان يكون محظوظا لينجح، لذلك عليّ ان انجح».

ولد في نيودلهي في الهند في الحادي عشر من اغسطس  1943وهاجر مععائلته الى دولة باكستان الجديدة في منتصف اغسطس 1947 التي اعلنت انفصالها عن الهند اثر صدامات دامية.

دخل الكلية العسكرية وهو في الـ18 من العمر ولم تفارقه البزة العسكرية طيلة اكثر من 45 عاما.

 

حصل على وسام شرف لشجاعته خلال الحرب ضد الهند عام 1965، وفي عام 1966 انضم الىفرقة نخبة داخل الجيش الباكستاني.

 

في السابع من اكتوبر 1998 عينه رئيس الحكومة نواز شريف قائداً للجيش، إلا ان الرجلين سرعان ما اختلفا بعد سنة خلال مواجهات عسكرية جديدة مع

الهند في كارغيل في كشمير الهندية.

 

فقد امر شريف بسحب الجيش الباكستاني من هذه المنطقة بضغط من واشنطن، ما فسر على انه صفعة  لشريف.

 

وحاول شريف اقالته إلا ان العسكريين الاوفياء لقائدهم مكنوه من السيطرة على السلطة في انقلاب عسكري في الثاني عشر من اكتوبر 1999 من دون اطلاق نار او اراقة دماء.

ووعد مشرف باعادة الديمقراطية بعد استئصال الفساد وانتخب لولاية جديدة من خمس سنوات في عام .2002

 

إلا ان ولايته الجديدة من خمس سنوات لم تصمد اكثر من سنة امام الضغوط السياسية التي فرضها عليه خصومه في الداخل، وأمام تأكيد واشنطن ان الخلافات في هذا البلد هي«مسألة داخلية باكستانية».

 

 

 

تويتر