أبوظبي تهدي درويش «شقائق النعمان»
محمود درويش أ.ب -.أرشيفية
قال مدير إدارة الثقافة والفنون في هيئة ابوظبي للثقافة والتراث، عبدالله العامري، إن الأمسية التأبينية «تأتي تقديرا لمكانة الشاعر محمود درويش، وتعبيرا عن الحب الكبير الذي تحمله دولة الإمارات له، والذي عبّرت عنه مبادرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بنقل جثمان الشاعر بطائرة إماراتية»، مشيرا إلى مكانة درويش كونه علما شعريا استثنائيا، سواء في مجال الإبداع الذي تجاوز حدود الوطن العربي عبر ترجمة أعماله لكثير من لغات العالم، أو على المستوى السياسي.
واضاف العامري في حفل التأبين الذي نظمته الهيئة، اول من امس، «قال درويش في احدى قصائده: (لا تضعوا على قبري زهر البنفسج، فهو زهر المحبطين، وضعوا على التابوت سبع سنابل خضراء وشقائق النعمان إن وجدت)، ولا شك أن السنابل الخضراء وشقائق النعمان قد وجدت اليوم في حضور هذه الكوكبة من الشعراء والجمهور».
وفي الامسية التي شارك فيها شعراء مشاركون في برنامج «أمير الشعراء»، قال الشاعر سامح كعوش، مخاطبا الشاعر الراحل «ها أنت الآن تغمس خبزك في الموت، صديقك منذ سنوات تنبئنا بقربه منك حدّ التوحّد بك، كأنك كنت تعلمه وتتعلم منه. قبل قليل قلت: (أعلم أن الوحش أقوى مني في صراع الطائرة مع الطائر، ولكنني أدمنتُ، ربما أكثر مما ينبغي، بطولة المجاز). نعم أيها الجميل أدمنت وأدمنّا هذا النوع من البطولات، حتى موتك الآن يأتي مجازاً، كأنه غيبوبة قليلة، لا تطول، أو هو الذهاب في رحلة المسافر ننتظر عودته القريبة، أو هجرة الطائر جنوباً ليعود مع الربيع، لتعود إلينا وتبقى، وتبقى، وتبقى».
واضاف كعوش في تقديمه للأمسية «ها أنت الآن أكثر وضوحاً وصراحةً من قبل، ها أنت الساطع تماماً كهذا الصباح الوحيد، في عتمة القلب، وقلة حيلة الشعراء»، مستطردا «نعم لا يسأل الذين يقرأونك من أي كرم أتيت بعنب شعرك، لكنهم يعلمون تماماً أنك ابن طولكرم ونابلس وجنين والقدس وكل فلسطين، وطول هذا الكرم امتداد لمسيرة الشعب العربي محتفياً بحضورك الساحر، المشاغب، الراغب، المثير للدهشة حدّ الانهمار. ولأنك كتبت بالنار، يا فينيق فلسطين، لم يعطوك حيزاً في (نوبل) كرمهم».
من جانبه، القى الشاعر الاماراتي كريم معتوق قصيدة كتبها عقب إعلان وفاة محمود درويش مباشرة بعنوان «جدار لجدارية درويش». وقال: «نحن لا نؤبن الشاعر الكبير، ولكننا نحاول، واتمنى ان نظل نحاول على مدار السنوات المقبلة، ان نتلمس في كتاباته ما يجعله حاضرا بما يليق بقامته».
وفي كلمته عبر الشاعر المصري أحمد بخيت عن كراهيته لكتابة قصائد الرثاء، مشيرا إلى إعجابه بموقف درويش عند وفاة الزعيم جمال عبدالناصر، حيث سارع الشعراء لرثائه بقصائد حزينة، بينما كتب درويش «نعيش معك، نسير معك، نجوع معك، وحين تموت نحاول الا نموت معك».
والقى بخيت قصيدة، قال فيها: «دم في السهل يا أختاه من اجرى دمي في السهل وارسلني وراء العلم اركض في فيافي الجهل». والقى الشاعر الاردني مهند ساري مقاطع من نص لم يكتمل بعد، بدأها بقوله: «اخيرا على تلة ستنام السماء وتخلع زينتها قمرا قمرا نجمة نجمة ويغفو الضياء يموت من الناس ناس ويرتجف الموت اذ يبرز الشهداء».
في حيت قدم الشاعر التونسي خالد الوغلاني قصيدة بعنوان «صمت القصيدة»، وقال ان «الشعراء الكبار او كبار الشعراء لا يموتون، ولكنهم يصمتون ليستمعوا إلى صدى اصواتهم عبر الاجيال التالية». وقدم الشاعر العراقي عمر حماد هلال كلمات رثاء وصف فيها رحيل الشاعر درويش «كانسلال الفجر من حضن السماء». وقدم كعوش قصيدة طويلة بعنوان «ابدا ابدا»، في حين اكتفى الشاعر العراقي عامر رقيبة بكلمة عن درويش، متمنيا» ان يهيئ لشعراء الامة العربية من يكمل مسيرته فهو بحق اب لهم».
والقت الشاعرة الجزائرية شفيقة وعيل قصيدة بعنوان «مرثية الزمن الاخير، سارازين» في اشارة إلى العمل الذي كتبه بلزاك، واشارت إلى ان «درويش حمل بداخله قضيتي الشعر والوطن، وهما قضيتان خالدتان فخلدتاه، ولا تستطيع كلماتي ان توفيه حقه ولكنها تحية له». بينما ختمت الامسية الشاعرة الفلسطينية نعيمة حسن بأبيات رثاء. |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news