مشرّف يتسلّم منزله الجديد لحــظة مغادرته السلطة

مشرف لم يتخيل احتياجه للمنزل كملجأ بعـد إرغامه على الاستقالة من الحكم.       إي. بي. إيه

 

قال مقربون من الرئيس الباكستاني المستقيل برويز مشرف إن المنزل الجديد الذي بناه بات جاهزاً للسكن حيث لم يتبقَ سوى «ملء بركة حمام السباحة، وتركيب الستائر».

ومن غريب المصادفات أن مشرف شيد  المنزل المذكور في واحدة من اكثر ضواحي العاصمة الباكستانية اسلام اباد هدوءاً كمقر لاقامته مع زوجته بعد التقاعد. ولكن ما لم يتوقعه مشرف عندما شرع في بناء المنزل قبل نحو اربع سنوات انه سيحتاج اليه كملجأ له بعد ان اجبره خصومه السياسيون على الاستقالة.

 

ويكثر الحديث عن المكان الذي سيعيش فيه الرئيس بعد استقالته. وكان مشرف يعيش في منزل تابع للجيش في روالبندي قرب اسلام اباد منذ اصبح قائد الجيش عام 1999 وبقي هناك بعد ان استولى على السلطة عن طريق انقلاب. ولكن الان بعد تسع سنوات في عمله الخطر تعين عليه وعائلته ان يعود الى الحياة المدنية واذا لم تمنحه السلطة السياسية نوعاً من الحماية ربما يغادر باكستان.

 

وقال مسؤول باكستاني كبير إنه ربما يذهب الى لندن أو الى تركيا.

وكان مشرف قد امضى طفولته في تركيا. ولكن يبدو ان هذه الاخيرة لاتريد إقحام نفسها في مشكلات مشرف وحمايته.

 

ويقول متابعون للشأن الباكستاني «إن مشرف مصمم على البقاء في منزله الذي بناه على مساحة من الارض تبلغ نحو هكتارين».

 

 وقال المهندس حماد حسين والذي وضع بصماته المعمارية على المنزل إنه يحوي بركة لتربية السمك، وممرات للمشي والكثير من الأسلاك الشائكة.

 

وتابع «كان مشرف يتدخل في تخطيط المنزل وبنائه وزار المكان أكثر من مرة».

وقال حسين، وهو صديق لعائلة مشرف، إن زوجة الرئيس سهبا اختارت الستائر والتشطيبات الاخرى داخل المنزل.

 

واستطرد حسين «ان مشرف كان يتمتع بذوق رفيع في حبه للمناظر الخضراء وكان يريد ان يكون لكل غرفة اطلالة على المنطقة المحيطة. وتم تخطيط هذا المنزل بحيث يكون اقتصادياً في استهلاك الطاقة، كما ان هناك شرفة خاصة ومسقوفة تسمح لمشرف بأن يجلس فيها كي يدخن سيجاره».

 

وقارن حسين بين أذواق وسلوكيات الطبقة السياسية الباكستانية، وسخر من رئيس الوزراء السابق ومعارضه نواز شريف الذي يحب التفاخر بالاثاث الفخم ومن خصمه زردار  آصف الذي بنى قصراً كلفه 4.5 ملايين جنيه استرليني. وقال حسين «إن منزل مشرف لم يكلف  ملايين الدولارات كما هو الشأن مع معارضيه الذين اصبحوا الان في السلطة، فقد كان مشرف احياناً يشعر بالقلق من ارتفاع بعض المواد».

 

على أية حال فإنه من العجلة تقديم مشرف بهذه الصورة المثالية، فقبل فترة قصيرة من قيام الرئيس المستقيل مشرف رئيس المحكمة افتخار شودري  اتخذ الاخير اجراءات ضد مشرف لأنه شيد المنزل إياه في منطقة «شاك شهزاد» التي  تعتبر اراضيها زراعية فقط. ولم تحل هذه القضية حتى الان.

 

ولكن كيف سيشعر سكان هذه المنطقة ازاء جارهم الجديد؟ يقول الشيخ احسان الذي يملك مزرعة هناك «اعتقد انه لن يكون هناك اي مشكلة، او ربما سيكون افضل بالنسبة لنا، لأن الأمن سيكون أفضل».

تويتر