مهرجان في تونس للموسيقى المتوسطية

المدرج الروماني في مدينة الجم التونسية.   أرشيفية

قال منظمو مهرجان «اكتشافات تونس 21» الذي يقام سنوياً في ساحة القصر الروماني في مدينة الجم الواقعة على بعد نحو 190 كيلومترا من العاصمة ان المهرجان أصبح أحد ابرز الأحداث الثقافية التي يتطلّع اليها الموسيقيون على جانبي البحر الأبيض المتوسط، بهدف التلاقي، ومزج تجاربهم.

 

ينطلق المهرجان الذي يحتفل هذا العام بعيد ميلاده العاشر يوم 28 من اغسطس الجاري، ويستمر ثلاثة ايام بمشاركة موسيقيين ومغنين وراقصين من ايطاليا وتونس وفرنسا ومصر والمغرب. وقال مدير المهرجان، علي العكروت، «يسعى المهرجان في عيد ميلاده العاشر الى تدعيم مفهوم التلاقي الذي اسسه بين فنانين من المتوسط في مختلف الاختصاصات، في مسعى للانفتاح على ثقافات وحضارات اخرى بكل صدر رحب ومن دون تقوقع على الذات».

 

وأضاف «اخترنا ان تكون مدينة الجم العريقة بمعالمها السياحية لوحة فسيسفاء مزخرفة بفنون المتوسط من رقص قادم من جنوب ايطاليا، ومن انماط موسيقية متنوعة تشمل الجاز والألوان التراثية البدوية، الى الموسيقى الشرقية، والموسيقى الغربية الإيقاعية».
ويشارك في الدورة الحالية مجموعة محمد علي كمون ووليد الغربي وسفيان سفطة من تونس، ومجموعة سبيد كارفان من فرنسا، ومجموعة تارنتا للرقص من ايطاليا، اضافة الى عرض بيتش ورك الذي يشترك فيه موسيقيون من تونس ومصر وفرنسا والمغرب، ضمن انتاج خاص سيقدم لأول مرة في الجم. ويرى العكروت ان الانفتاح على موسيقات العالم «اصبح ضروريا اكثر من اي وقت مضى، بهدف نشر الموسيقى التونسية خارج الحدود، واستقبال انماط موسيقية اخرى من الخارج تثري معارفنا».

 

لكن المهرجان الذي يعمل على تنظيمه شبان متطوعون يعنى ايضا باحتضان المواهب الموسيقية المغمورة، والتعريف بها في تونس وخارجها، ويصدر اسطوانات لأفضل المجموعات المشاركة فيه.  وأسهم المهرجان الذي اصبح يصنّف في تونس على انه أحد أبرز الاحداث الموسيقية الهادفة في شهرة عدد من الفرق الموسيقية والفنانين مثل مجموعة أجراس ومنير الطرودي ومريم العبيدي من تونس، وزهرة لجنف ومجموعة لاس ميجاس من اسبانيا، وكارلو ريزو من فرنسا.

 

وقال العكروت ان «نشر الثقافة الموسيقية التونسية بالخارج هو احد اسمى الأهداف لهذا الحدث الموسيقي، حيث نحاول انتقاء عناصر مغمورة في اي مكان من البلاد، ونجد لها فرصا في مهرجانات في دول متوسطية».  وتقام على هامش المهرجان ورشات في الدمى العملاقة والرقص والإيقاع تجتذب شبانا من تونس والمغرب وفرنسا واسبانيا. وعادة ما يحضر هذا المهرجان عدد من مديري المهرجانات في اوروبا والوطن العربي بغاية اكتشاف مواهب جديدة واشراكها في عروض خاصة.

 

وتتحول مدينة الجم الصغيرة والمتميزة بآثارها القديمة مثل القصر الروماني المصنف ضمن الآثار المعترف بها من «اليونسكو» الى قبلة سياحية متميزة، حيث يتوافد عليها شبان من الخارج لحضور عروض المهرجان. واعتبر العكروت ان قدوم شبان من اوروبا لحضور المهرجان او المشاركة في أنشطته يعطي دافعا للتنمية الاقتصادية في المدينة، اضافة لكونه عاملا مهما لتعزيز السياحة الثقافية في تونس. 

تويتر