مخاوف من ارتفاع أســـعار الدجــــــاج في رمضان

أبدى مستهلكون تخوفهم من ارتفاع أسعار الدجاج بأنواعه المختلفة في منافذ بيع الجمعيات التعاونية والمحال التجارية خلال شهر رمضان، معربين عن خشيتهم من «أن تحدث زيادة الأسعار في إطار ارتفاعات متوقعة تطال عدداً كبيراً من المواد الغذائية».

 وأضافوا أنهم «اشتروا المزيد من المواد الغذائية ذات الاستهلاك اليومي من اللحوم والدجاج، تحسباً لأية زيادات جديدة في الأسعار خلال رمضان، في ظل تردد  شائعات عدة عن وجود زيادات سعرية جديدة  للدجاج خلال شهر رمضان واتجاه بعض المحال التجارية للتنويه بوجود زيادات جديدة».

وأوضحوا أن «ارتفاع سعر الدجاج العام الماضي وخصوصاً بعد ظهور مرض انفلونزا الطيور، جعلهم يتجهون لتوفير الكميات اللازمة لتلبية احتياجاتهم من الدجاج تحسباً لزيادة الأسعار من قبل بعض التجار».

فيما أكد مدير إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد الدكتور هاشم النعيمي أن «اللجنة العليا لحماية المستهلك أصدرت  قبل ثلاثة أشهر تقريباً إجراءات وقرارات احترازية بخصوص سعر الدجاج النهائي خلال رمضان، بحيث يتم تثبيت سعر بيع الدجاج الطازج عند 14 درهماً، بينما يبلغ سعر الدجاج المجمد نحو 10 دراهم للكيلو».

 وأضاف  النعيمي أنه «لا يوجد نقص في كمية الدجاج  المعروضة في الأسواق حالياً»، موضحاً أن «السوق المحلية سوف تشهد اكتفاء من إنتاج الدجاج وخصوصاً بعد القرار الوزاري الذي أصدرته وزارة البيئة والمياه بخصوص رفع الحظر عن استيراد الدجاج من السعودية، ولذا من المتوقع أن تستورد الجمعيات التعاونية الدجاج من المزارع السعودية خلال الأيام القليلة المقبلة».

شراء بالجملة

قال مستهلكون لـ«الإمارات اليوم» إن «بعض المحال التجارية وضعت لافتات تعلن فيها عن ارتفاع أسعار الدجاج، ما دفعهم  إلى توفير احتياجاتهم من تلك المنتجات قبل شهر رمضان، وذكرت  أم خالد ـ مواطنة، أنها «اشترت أكثر من 30 كيلوغراماً من الدجاج تخوفاً من زيادة الأسعار»، مضيفة أن «ثمن الدجاج الطازج أعلى خمسة دراهم من الدجاج المجمد».

وأفاد جهاد برهوم بأن «معظم الجمعيات التعاونية بدأت  تبيع الدجاج بسعر مرتفع لذا لا نستطيع شراء ما نحتاجه من الدجاج في شهر رمضان»، مشيراً إلى انه «من المفترض أن  يفتح أصحاب المزارع محال لبيع الدجاج الطازج مباشرة من دون الذهاب للجمعيات التعاونية التي ترفع سعر الدجاج الطازج، فيما تبيع الدجاج المستورد بثمن أقل».

 ولفت إلى أن «بعض المحال التجارية أعلنت عن وجود زيادات جديدة في الأسعار»، متوقعاً فرضها مع بداية شهر رمضان وهو ما أسهم في تأكيد وجود تلك الزيادات» مطالباً وزارة الاقتصاد بـ«سرعة التدخل لضبط الأسواق».

وأيده المستهلك محمود عبدالله قائلاً إنه «توجه إلى أكثر من ثلاثة منافذ بيع تجارية كبرى لشراء الدجاج الطازج، ولكنه اكتشف أن ثمن الدجاج أصبح مرتفعاً  للغاية». مشيراً إلى أن «معظم انواع الدجاج الموجودة حالياً في الأسواق من النوعيات كبيرة الحجم التي لا تصلح بشكل جيد  للطهي».

 وطالب  عبدالله «بضرورة تفعيل أنظمة ودور رقابة الجهات المسؤولة عن نوعية الدجاج المذبوح المتداول في الأسواق  حتى لا يتم تسريب أنواع سيئة للتداول خلال الموسم الرمضاني».

تغطية النقص

ومن جانبه أفاد مدير المشتريات في جمعية الاتحاد التعاونية محمد الشحي، بأن «الجمعية تستورد الدجاج من البرازيل وهولندا لتغطية النقص الحاصل في المزارع المحلية التي لا تستطيع تغطية احتياجات السوق المحلية من استهلاك الدجاج وخصوصاً في شهر رمضان»، مضيفاً أن «المزارع ليست لديها خطة توسعية لزيادة الإنتاج لأنهم توقعوا أن يتم رفع الحظر عن استيراد الدجاج من السعودية، وهذا ما حصل من خلال القرار الذي أصدرته وزارة البيئة والمياه».

وأشار الشحي إلى  أن «الجمعية أرسلت  طلبات عدة لاستيراد الدجاج من بعض المزارع السعودية، ولكننا فوجئنا بأنها  تطلب زيادة في سعر الدجاج نتيجة ارتفاع أسعار الشحن والنقل».

وأضاف أن «الجمعية ستبقي على السعر الموحد للدجاج خلال شهر رمضان، وتلتزم بالسعر الذي حددته وزارة الاقتصاد واللجنة العليا لحماية المستهلك، وذلك بتخفيض سعر الدجاج من 17 درهماً بحيث يصبح السعر الثابت لكيلو الدجاج الطازج 14 درهماً، بينما يبلغ سعر دجاج الاتحاد المستورد من البرازيل وهولندا 12 درهماً  للكيلوغرام».

 وأشار الشحي إلى أنه «من المتوقع أن تبيع الجمعية أكثر من 50 ألف دجاجة خلال شهر رمضان»،لافتاً إلى أن «مفاجأة الجمعية ستكون من خلال تخفيض سعر بعض السلع بما فيها الدجاج».

 وأوضح أنه «لا داعي أن تشتري العائلات كمية كبيرة من الدجاج لأن الجمعية ستشهد انخفاضاً ملحوظاً في أسعار الدجاج خلال شهر رمضان».

وقال مدير العلاقات العامة بمجموعة اللولو هايبرماركت عمر كريم إن «المجموعة استوردت أكثر من 15 طناً من الدجاج من الدول الأوروبية لتغطية احتياجات المستهلكين في شهر رمضان».

 وأضاف أن «الهايبرماركت سيبيع الدجاج الطازج بـ15 بدلاً من 17 درهماً للكيلوغرام، وذلك بناء على طلب وزارة الاقتصاد»، مشيراً إلى أنهم «تعرضوا لخسارة درهمين في كل كيلو دجاج وذلك لإرضاء المستهلكين وتماشياً مع السوق المحلية في مكافحة غلاء الأسعار».

دجاج برازيلي

ومن جانبه أكد مصدر مسؤول في شركة «فيدرال فوود» لاستيراد الدجاج واللحوم البرازيلية (فضل عدم ذكر اسمه) أن «الشركة زادت من حجم شحنات الدجاج البرازيلي أخيراً بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بالفترات السابقة لمواجهة زيادة الطلب على تلك المنتجات خلال شهر رمضان في أسواق الدولة».

وأضاف أن «أسعار الدجاج البرازيلي ثابتة طوال الموسم الرمضاني ولا توجد نية لفرض زيادة سعرية عليها حاليا» لافتاً إلى أن «رفع الحظر عن استيراد الدجاج من دول خليجية مجاورة لن يكون له تأثيرات كبيرة في حجم حصص الدجاج البرازيلي في الأسواق».

وقال إن «تأثير توسيع استيراد الدجاج من الأسواق الخارجية ستتركز بشكل محدود في الفروق السعرية التي من الممكن أن تنخفض لبعض الأنواع المستوردة الجديدة بنسب بسيطة للغاية، وهو ما سيشكل فارقاً لدى بعض المستهلكين الذين يهتمون بمعايير التسعير من الدرجة الأولى». مشيراً إلى أن «حصص الدجاج البرازيلي هي الأكثر انتشاراً في أسواق الدولة، منذ فترة كبيرة، مع بعض الأنواع الأخرى المستوردة من دول أوروبية، وهو ما يجعل لفتح الاستيراد تأثيرات منخفضة بالنسبة لحصص استحواذ الدجاج المستورد على الأسواق».

ولفت إلى أن «الموسم الرمضاني يشكل ضغطاً كبيراً على احتياجات المستهلكين من الدجاج وهو ما جعل الشركة التي تعد مستورداً رئيساً للدجاج البرازيلي تخطط لزيادة شحناتها الاستيرادية من تلك المنتجات خلال الشهر المقبل الذي يتواكب مع موسم العودة للمدراس، بما يشكل طلبا كبيراً على احتياجات المستهلكين من الدجاج واللحوم».

وأوضح أن «الشركة لديها خطط توسعية لاستيراد منتجات الدجاج بشكل سنوي لمواكبة تزايد حجم الطلب في الأسواق بما يتفق مع خطط الإنتاج السنوية في دولة المنشأ البرازيل» متوقعاً «ألا تكون هناك أية مفاجآت في أسعار تداول الدجاج خلال الموسم الرمضاني في ظل توافر مختلف أنواع الدجاج في الأسواق».

 وأشار إلى أن «المزرعة ستحتفظ بالسعر المعلن لكيلو الدجاج المحلي الطازج في المزارع بسعر بيع يبلغ 16 درهماً من دون أن يتم رفع السعر خلال شهر رمضان».