من المجالس

عادل محمد الراشد


اكتظ مركز توزيع الأرز التابع لبلدية أبوظبي بالمراجعين، إلى درجة دفعت موظفي المركز إلى رفع سماعات كل الهواتف، وقطع الاتصال بالعالم الخارجي، واستنفار جهود كل العاملين لتلبية طلبات المراجعين الذين قُدّر عددهم بنحو 800 مواطن يوم أمس فقط.

 

الإقبال حدث في صورة هلع، ربما بسبب انقطاع الأرز عن المركز أياماً عدة، الأمر الذي أخاف الناس من احتمال معاودة الانقطاع بعد نفاد الكميات الواصلة، وربما بسبب قرب قدوم شهر رمضان، إذ صار التكالب على الأكل البند الأول في مراسم استقبال الشهر.

 

ولكن السبب الأكثر وجاهة في زيادة إقبال المواطنين على الأرز المدعوم هو الارتفاع غير المسبوق في أسعار الأرز المعروض في الجمعيات والأسواق. فهذا الارتفاع جعل الكثيرين من المواطنين الذين كانوا عازفين عن الأرز الحكومي يتجهون للانضمام إلى «نادي المدعومين»، خصوصاً شريحة الموظفين والمتقاعدين الذين صاروا يتقنون فن الحساب لتوزيع الراتب على أيام الشهر بلا ضرر ولا ضرار. فقد وصل الرقم إلى 28500 عائلة مواطنة تمثل في المتوسط أكثر من 140000 شخص في مدينة أبوظبي وحدها.

 

وحسب قوائم المسجلين فإن الرقم في زيادة مطّردة. والسؤال: هل سيستطيع مركز التوزيع مجاراة هذا النمو في عدد المواطنين الراغبين في الأرز المدعوم؟ وهل دور البلدية والمركز القيام بعمل منفذ بيع أو محل «سوبر ماركت»؟ المنطق يقول إن دور المركز وموظفيه إداري تنظيمي خدمي، أما البيع على الناس فله آليات أخرى يمكن أن تتم عبر إبرام اتفاقيات مع الجمعيات التعاونية الاستهلاكية لبيع الأرز بالسعر المدعوم لحاملي بطاقة الدعم التي يصرفها مركز التوزيع التابع للبلدية.

 

هذه التجربة مطبقة في دول مجاورة توفر الدعم لعدد من السلع الاستهلاكية الرئيسة، ولكنها لا تقدمها عبر منافذ تابعة للبلديات، وإنما عبر الجمعيات التعاونية. فلا يُرى ازدحام، ولا تدافع. بل لايكاد يستشعر الناس أي شيء غير عادي. وللجمعيات أدوار وطنية وأهلية يجب أن تسهم فيها لمساعدة الجهات الرسمية على توصيل الخدمة بأفضل المواصفات، وبعيداً عن مشاهد «طابور الجمعية»، والاستنجاد بالشرطة لتنظيم الصفوف.   

 adel.m.alrashed@gmail.com
تويتر