إسلام آباد تحظر «طالبان باكستان»

  منزل البرلماني الذي قصفته صواريخ «طالبان» في سوات.       ا.ب

 

أعلن مسؤول في الحكومة الباكستانية ان اسلام آباد منعت حركة طالبان الرئيسة المسؤولة عن موجة لا سابق لها من الاعتداءات التي اسفرت عن سقوط نحو 1200 قتيل في البلاد منذ اكثر من عام فيما لقي ثمانية اشخاص مصرعهم في هجوم للحركة علي منزل في سوات.

 

وقال رحمن مالك مدير ادارة الداخلية في مكتب رئيس الوزراءان «حركة طالبان باكستان»، التي يقودها بيعة الله محسود وتعتبر واشنطن انها فرع من تنظيم القاعدة، «حُظرت بسبب تورطها في سلسلة هجمات انتحارية».

 

وأعلن التلفزيون الحكومــي «باكستان تي في» ان «مرسوماً من ادارة الداخليــة «صدر ويأمر بتجميد كل حسابات المنظمــات (الاعضاء في حركة طالبان باكستان) المصرفية وكل ممتلكاتها».

 

و«طالبان باكستان» تحالف لمجموعات مسلحة جعلت من المنطقة القبلية شمال غرب باكستان معقلاً لها.

 

وتبنت الحركة الاسبوع الماضي مباشرة - وهو امر غير عادي - ثلاثة هجمات انتحارية اسفرت عن سقوط نحو 100 قتيل خلال ستة ايام. على صعيد متصل أعلنت الشرطة الباكستانية أمس ان عناصر من حركة طالبان هاجموا منزل نائب محلي من الغالبية البرلمانية في شمال غرب باكستان، ما تسبب بمقتل ثمانية اشخاص في الاسبوع الثالث من العملية العسكرية الواسعة التي ينفذها الجيش ضد اسلاميين في المنطقة.

 

وقال الضابط في الشرطة رحيم بادشاه ان بين القتلى شقيق النائب في برلمان ولاية الحدود الشمالية الغربية وقار احمد خان واثنين من ابناء اشقائه.

 

وأوضح ان عناصر من طالبان «هاجموا منزل النائب بالقذائف الصاروخية» في منطقة سوات.

وأكد وقار احمد خان الذي لم يكن في منطقته لدى وقوع العملية، هذه الحصيلة.

وتبنى متحدث باسم حركة طالبان باكستان مسلم خان الهجوم في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس».

 

وقال ان «الحزب الوطني عوامي يرتكب مجزرة في حق الشعب الباشتوني ويقتل اطفالاً ونساء ابرياء. اننا نستهدفهم لكي يشعروا بالألم نفسه».

 

وأحمد خان عضو في الحزب الوطني عوامي، الحزب القومي الباشتوني. ومعظم سكان شمال غرب باكستان من اتنية الباشتون، والحزب الوطني عضو في الائتلاف الحاكم في باكستان.

وتتعرض باكستان لضغوط كبرى خصوصاً من الولايات المتحدة للسيطرة على المسلحين في المناطق القبلية الحدودية مع افغانستان التي تطلق منها طالبان هجماتها على القوات المتعددة الجنسيات المتمركزة في افغانستان.

 

وبدأ الجيش الباكستاني في بداية اغسطس هجوماً واسعاً على المقاتلين الاسلاميين في باغور ووادي سوات ادى حتى الآن الى مقتل 500 عنصر من الاسلاميين، بحسب الجيش. ولا يمكن التحقق من هذه الحصيلة من مصادر مستقلة.

 

وترد «طالبان» بتكثيف اعتداءاتها التي ادت خلال سنة الى مقتل 1200 شخص في كلانحاء البلاد.

 
«طالبان» الباكستانية 
 
 

 حركة تضم عدداً من الجماعات الإسلامية العريقة المتحالفة مع شيوخ القبائل، ظهرت على مسرح الأحداث قبل نحو عامين، ويقودها بيعة الله محسود الذي ينتمي الى قبيلة محسود الكبيرة التي تشكل 60% من سكان الجانب الباكستاني من المناطق الحدودية المشتركة مع افغانستان التي تعرف بالحزام الباشتوني.

 

 وتضم الحركة أكثر من 10 آلاف مقاتل. وأسهمت الطبيعة الجغرافية القاسية للمنطقة وشح مواردها في ظهور جماعات متطرفة وعصابات للجريمة.

 

ويقول حلفاء محسود وأنصاره عنه إنه سياسي بالفطرة رغم أنه لم يتلق تعليماً في أي من المدارس سواء الدينية أو الحديثة، وإن أعماله وإنجازاته وحزمه كانت جواز مروره لتلقي دعم قبيلته والتفاف القبائل الأخرى حوله.

 

ويتصف الرجل أيضاً بالحذر الشديد على المستوى الأمني والصلابة والثقة في المسائل الشرعية، ولا يحب الظهور الإعلامي ويقول محللون إنه نجح في استعادة القانون والنظام في شمال وزيرستان وجنوبها.

 

وتتركز أهداف حركة طالبان الباكستانية حول المسائل الدينية بشكل عام مثل تطبيق الشريعة وقتال من تعتبرهم كفاراً، كما عقد محسود ومساعدوه لقاءات عدة مع قادة حركة طالبان الأفغانية للتنسيق والتعاون في قتال القوات الأجنبية في افغانستان. ورغم توصل حركته الى اتفاق هدنة مع الحكومة الباكستانية إلا أن محسود أكد في تصريحات له أن «الجهاد في افغانستان» سيستمر وأن حركته لا تعترف بالحدود. وقد أثار هذا الاتفاق سخط الأميركيين وشكوكهم في توجهات القيادة الباكستانية الحليف القوي لهم في الحرب على الإرهاب وملاحقة القاعدة وطالبان الأفغانية. ويعتقد الأميركيون بأن تنفيذ برنامج انمائي على مدى خمسة أعوام في منطقة الحزام الباشتوني يمكن أن يحل مشكلاته كالفقر والتطرف.  
 إعداد: عقل عبدالله

 

 

تويتر