استنفار غربي ضد اعتراف روسيا بـ «أوسيتيا وأبخازيا»

أوسيتية تحتفي بقرار موسكو الاعتراف باستقلال بلدها.أ.ب

اصطدم اعتراف روسيا بجمهوريتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية أمس، برفض غربي وأكدت موسكو عدم خشيتها من «حرب باردة جديدة»، فيما اعتبر قادة الجمهوريتين محل النزاع قرار موسكو بأنه تاريخي. وقال الرئيس الابخازي سيرغي باغاش «انه يوم تاريخي لشعبنا»، معبرا عن شكره لروسيا.

 

وندد سكرتير مجلس الامن القومي الجورجي الكسندر لومايا على الفور باعتراف روسيا باستقلال ابخازيا واوسيتيا الجنوبية، معتبرا أنه «لا قيمة قانونية له»، وستكون له «انعكاسات سياسية شديدة» على روسيا.

 
 من ناحيتها، قالت الرئاسة الفرنسية للاتحاد الاوروبي إنها تتشاور مع شركائها لاستصدار ادانة مشتركة للقرار الروسي الذي وصفه متحدث باسم الخارجية الفرنسية بـ«المؤسف». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية اريك شوفالييه «نعتبر انه قرار مؤسف ونذكر بتمسكنا بوحدة أراضي جورجيا». كما اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس أن اعتراف روسيا باستقلال اوسيتيا الجنوبية وأبخازيا امر «مؤسف». وقالت «بالنسبة الى النية الروسية الواضحة بالاعتراف بجزأين، بمنطقتين كانتا في نزاع، وهما بشكل واضح داخل الحدود الجورجية المعترف بها دوليا بموجب قرارات عدة عن مجلس الامن الدولي، اعتقد انه امر مؤسف».

 

ومن جهته، عبر الامين العام لحلف شمال الاطلسي ياب دي هوب شيفر  أمس، عن «رفضه» لاعتراف روسيا باستقلال اوسيتيا الجنوبية وابخازيا، معتبرا ان ذلك«ينتهك» وحدة اراضي جورجيا.

 

 بدورها وصفت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل القرار الروسي بأنه «غير مقبول» لأنه «يتناقض مع مبدأ وحدة الاراضي وهو مبدأ اساسي في القانون الدولي للشعوب». وفي لندن حذر وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند من ان اعتراف روسيا باستقلال ابخازيا واوسيتيا الجنوبية «غير مبرر وغير مقبول، وسيؤدي الى تفاقم وضع متوتر في المنطقة». ودعا ميليباند الى تشكيل ائتلاف دولي للتصدي لهذا القرار.

 

وقال في بيان « سأجري محادثات اليوم «مع شركاء دوليين وسأزور أوكرانيا غدا لضمان اوسع ائتلاف ممكن ضد العدوان الروسي في جورجيا». في السياق ذاته، اشار وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني الى «بلقنة على أسس عرقية في القوقاز»، واعتبر ان القرار الروسي «الاحادي» لا يستند الى «اطار قانوني دولي»، ويشكل «خطرا جديا علينا جميعا».

 

وقال نظيره السويدي كارل بيلدت «ان هذا القرار يشكل انتهاكا واضحا ومتعمدا للقانون الدولي وللمبادئ الاساسية للاستقرار في أوروبا». كما نددت الرئاسة الفنلندية لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا باعتراف موسكو بالجمهوريتين الانفصاليتين باعتباره «انتهاكا لمبادئ منظمة الامن والتعاون في أوروبا» التي من المقرر ان ترسل 20 مراقبا عسكريا الى جورجيا لينضموا الى ثمانية كانوا ارسلوا قبل الازمة الاخيرة.

 

على الجانب المقابل، قال الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أمس، إن بلاده «لا تخشى شيئا»، بما فيه قيام «حرب باردة» جديدة مع الغرب، مؤكدا في الوقت نفسه انها لا تريد هذه الحرب.

 
وأضاف  مدفيديف «في هذه الحال كل شيء رهن بشركائنا، بالمجتمع الدولي وبشركائنا فيالغرب»، مؤكدا انه «اذا اراد الغربيون المحافظة على علاقات طيبة بروسيا فهم سيفهمون اسباب قرارنا» الاعتراف باستقلال جمهوريتي اوسيتيا الجنوبية وأبخازيا عن جورجيا.

 

وجدد مدفيديف تأكيده أن بلاده طبقت بالكامل خطة السلام التي توسط فيها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، بما يتعلق خصوصاً بانسحاب القوات الروسية من جورجيا.

 
تشخنفالي مستعدة لاستضافة قاعدة روسية  
ابدت أوسيتيا الجنوبية استعدادها أمس، لاستقبال قاعدة عسكرية روسية على اراضيها، بعد اعتراف موسكو باستقلالها، كما اعلن رئيسها ادوارد كوكويتي لوكالة انترفاكس. وقال «نحن مستعدون لابرام معاهدة صداقة مع روسيا». 


وأضاف «اود ايضا ان اقترح على روسيا اقامة قاعدة عسكرية روسية على اراضي أوسيتيا الجنوبية، والقرار بهذا الصدد سيكون رهنا بخيار روسيا». 
موسكو ــ أ.ف.ب
 
تويتر