طـرائف
حكى الأصمعي قال: كنتُ أسير في أحد شوارع الكوفة فإذا بأعرابيّ يحمل قطعةً من القماش، فسألني أن أدلّه على خياطٍ قريب. فأخذته إلى خياطٍ يُدعى زيداً، وكان أعور، فقال الخياط: والله لأُخيطنّه خياطةً لا تدري أقباء هو أم دراج، فقال الأعرابيّ: والله لأقولن فيك شعراً لا تدري أمدحٌ هو أم هجاء، فلما أتمّ الخياط الثوب أخذه الأعرابي ولم يعرف هل يلبسه على انه قباء أم دراج! فقال في الخياط هذا الشعر: خَاطَ لي زَيْدٌ قِبَاء ليتَ عينيه سِوَاء. فلم يدرِ الخياطُ أدُعاءٌ له أم دعاءٌ عليه.
حضر أعرابـي سفـرة سليـمان بــن عبـدالملـك، فلمـا اُتـي بالفالوذج جعل يسـرع فيه، فـقال سليـمان أتـدري ما تـأكل يـا أعـرابـي، فقال بلـى يا أمـير المـؤمـنين، إني لأجـد ريقاً هنيئاً ومزدرداً ليـناً، فضـحك سليمان وقـال أأزيدك منه يا أعـرابي فإنهم يذكرون أنه يزيد في الدماغ؟ قال كذبـوك يا أمـير المؤمـنين لـو كان كذلك لكـان رأسـك مثـل رأس البـغل.
|