أقول لكم
ما أجمل أن نستفتح برمضان، شهر الخير والبركة والغفران، وهو أفضل أشهر السنة عملاً وتضحية، على عكس ما استقرّ لدى البعض في هذا الزمان، فاعتبروا رمضان شهر راحة وتأفّف وتأجيل للضرورات واتكالية على الغير، وسهر في الليل، ونوم في النهار، اتّقاءً لتوتّر الأعصاب وتبعات الامتناع عن الأكل والشراب والبقية الباقية ممّا تشتهي النفس ويميل إليه الخاطر، واسـتعداداً لمتابعة المسلسلات والتنقّل ما بين النواح والعشق والوله والقتل واستعراض «الإمكانات». اليوم هو الأول من شهرنا الكريم، هذا ما قررته لجان التحرّي هنا وهناك، فنحن لانزال نعتمد على من يشبهون «زرقاء اليمامة» في حدّة النظر ودقته، فإن وجد هذا وما اشتبه عليه ضوء طائرة بنور الهلال، وما انعكس بريق «لمبة» كهرباء على طائر في السماء أو غيمة، وإن كلّف نفسه وتطوّع مقسماً بأغلظ الأيمان أنه رأى هلال الشهر الفضيل، أقول لكم، إن كان ذلك واقتنعت اللجنة بالشهادة كان يوم أمس هو الأول من شهرنا المبارك، ولأنه لم يظهر أتممنا شعبان وانتقلنا برمضان إلى اليوم وقد اطمأنّ الجميع درءاً للشبهات والقيل والقال، خصوصاً بعد أن أقسمت بعض دور الإفتاء بأنها لن تأخذ بعلم أو دراسة أو حسابات فلكية، ولن ترصد بزوغ أو ولادة الهلال بالمناظير والمسابر، فتلك بدعة مقبولة فقط عند الإعلان عن الكسوف والخسوف، ولم يحدث أن خابت توقّعات العلماء بنسبة واحد إلى المليون من حيث اللحظة والدقيقة والساعة واليوم، كما أنها تصلح لرصد النيازك وتحركات الكواكب، ولكن الهلال شيء آخر، نشغل به الناس، ونتركهم يعيشون على «إن كان» و«لو كان» و«إذا دخل الشهر يوم كذا فعلت كذا وكذا» و«إذا لم يكن الأحد كان الإثنين» وتتراكم الأعمال، وتختلط المصالح مع «لو» و«إذا»، وتتأجل دورة العمل في كل القطاعات، ونحن سعداء، ليس للفتوى الرافضة للعلم المؤكد، ولكن لشوقنا إلى رائحة رمضان وطعم رمضان وحياة رمضان وبركات رمضان، ولهذا أعود إليكم مع تباشير شهرنا الذي نحب أن نعيشه بكل معانيه، ومع تلك المعاني نتدارس قضايانا وهمومنا وخواطرنا التي تخطر على بالنا.
رمضان كريم، وكل عام وأنتم بخير وصحة وسلامة. myousef_1@yahoo.com
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news