آلان ديلون.. عودة كازانوفا السينما الفرنسية
آلان ديلون في لقطة من فيلم «أستريكس في الألعاب الأولمبية». آوت ناو
على الرغم من إعلانه مراراً التوقف عن التمثيل، إلا أنه سرعان ما يظهر وتأخذه غواية هذه المهنة، وعلى شيء يشبه الإدمان من دون أن ينجح أي علاج في إيقافه، على الرغم من الإيحاء بأن ذلك تحقق مراراً، خاصة أن من نتحدث عنه هنا هو الممثل الفرنسي آلان ديلون وقد بلغ الثالثة والسبعين، مظهراً بما يدفع للغيرة والإعجاب قدراً هائلاً من الشباب المتجدّد جسداً وروحاً، مع إصرار متواجد لديه دائماً على قهر مرور الزمن العاتي على جسده الذي قد يوحي بأنه مازال في الخمسين أقل لا أكثر.
يمكن الإطلالة على هذه العودة عبر مشاهدة فيلم Asterix at the Olympic Games (استريكس في الألعاب الأولمبية) الذي يعرض حالياً في دور العرض المحلية، والتعرف إلى شخصية يوليوس قيصر التي يقدمها ديلون، مع جيرارد ديبارديو الذي يلعب شخصية استريكس الشهيرة سواء على الشاشة أو في سلسلة كتب «الكوميك» التي ولدت في رحمها هذه الشخصية، ولعل الفيلم يطمح، وخلال انتاج أوربي مشترك، إلى تقديم فسحة من الكوميديا من خلال تجسيد هذه الشخصية الأثيرة لدى الملايين حول العالم وإحيائها من جديد في فيلم.
نعود إلى ديلون الذي على ما يبدو سيشارك في فيلم آخر بعنوان (الدائرة الحمراء) يتوقع أن ينتهي تصويره العام المقبل، ولا تتوافر عنه من معلومات سوى أنه من إخراج جوني تو ويشارك ديلون التمثيل أورلندو بلوم، وليكون ديلون بمثابة العائد، أو يمكننا توصيف ذلك بالاستعانة بفيلم قدمه عام 1993 بعنوان «عودة كازانوفا»، على اعتباره، كما لا يخفى على أحد، كازانوفا السينما الفرنسية، الذي كان على موازاة مع جميس دين كازانوفا السينما الأميركية الذي مضى مبكراً جداً بحادث سيارة، وليمتد العمر بديلون، لدرجة يقول فيها: «لا أفكر في الموت.. فكل ما أعرفه هو العيش»، ولعل ما سبق ذكره عن فيلميه لا شيء مقارنة بحضوره الدائم سواء انتاجياً كونه أسس لكثير من شركات الانتاج، أو في عطر يحمل اسمه والمعروف بـ«أيه دي» اختصاراً لاسمه، وغيرها من منتجات كثيرة بهذا الاسم كالساعات والشمبانيا وغيرهما، والتي تنتجها حالياً شركة يمتلكها.
ديلون جاء إلى السينما من حيث لا يدري، كان يحلم بأن يصير لحّاماً مثل والده، وبعيداً عن الحلم فقد كان مقاتلاً محترفاً، شارك في حرب «الهند الصينية» مع الجيش الفرنسي، وحياته حافلة بالاتهامات والفضائح المتعلقة بالجنس والمخدرات، وصولاً إلى الجريمة دون أن تثبت ادانته في أي من القضايا الكثيرة التي واجهها، وقد عمل أيضاً نادلاً، وحمّال أمتعة في فندق، ولم يكمل دراسته، بل طرد من ست مدارس ثانوية، ليصبح ممثلاً من جراء مراقبته تصوير فيلم من بطولة رومي شنايدر التي بقي على علاقة معها لخمس سنوات. الظهور الحقيقي لديلون كان على يد المخرج الإيطالي لوتشينو فيسكونتي في فيلمه «روكو وأخوته»، وتحديداً أن هذا الفيلم حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان البندقية عام 1961 ولفت أنظار الكثيرين إلى ولادة نجم، ومن ثم؛ توالت أدواره في ما تجاوز الآن 83 فيلماً ومنها «الخسوف» اخراج الإيطالي مايكل انجلو انطونينوني وغيره من أفلام لا مجال لذكرها تنوعت وتعددت، وخاصة تلك التي كانت تدور عن عالم الجريمة والعصابات مع جان بول بلموندو، ولعل آخر فيلم لديلون يعود بنا إلى عام 1998 وشاركه البطولة حينها بلموندو، وحمل عنوان «نصف فرصة»، وليكون «استريكس..» المعروض حالياً هو الفيلم التالي بعد «نصف فرصة».