الصم يفتقدون لغـة الإشـارة في الإعلام المرئي

ضرورة الاهتمام بإنتاج برامج خاصة للأطفال الذين يعانون من الصم. أرشيفية

 

أعرب أشخاص مصابون بإعاقة الصمم عن استيائهم من «تهميش الإعلام المرئي» لهم، مشيرين إلى أنهم يشعرون بأنهم في حالة انقطاع عما يجري حولهم «بسبب غياب لغة الإشارة عن نشرات الأخبار، وبرامج المنوعات».

 

وطالبوا عبر «الإمارات اليوم» بتخصيص برامج موجّهة لهم، فضلاً عن تعيين متخصصين في لغة الإشارة في القنوات المحلية، لترجمة البرامج الترفيهية والإخبارية لهم أولاً بأول.

وعزا رئيس المجلس الوطني للإعلام، إبراهيم العابد، غياب هذه اللغة عن القنوات المحلية الى عدم وجود قرار بهذا الخصوص «لأن الموضوع  يعود إلى المحطات الفضائية ذاتها».

 

أما مدير قناة أبوظبي، إبراهيم الأحمد، فأكد أن القناة ستبدي اهتماماً كبيراً بهذه الفئة في دورة البرامج المقبلة التي تبدأ الشهر المقبل.

 

وقال إن القناة جرّبت لغة الإشارة في نشرة «علوم الدار»  في اليوم العالمي للصم، وكانت ردود فعل ذوي الإعاقة السمعية جيدة جداً».

 

ولكنه لفت الى أن المشكلة لا تكمن في سياسة القناة، وإنما في ندرة المتخصصين في لغة الإشارة، وعدم قدرة البعض على التعبير الحر، بشكل حي ومباشر أمام الكاميرا، وأشار إلى أنه تم الاتفاق مع بعض المؤسسات التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة لإيجاد شخص يتقن تقديم لغة الإشارة أمام الكاميرا، خصوصاً في البرامج الإخبارية، وبعض البرامج الاجتماعية، إذ إن المفترض أن نولي هذه الفئة اهتماماً كبيراً.

 

 وكانت المعاقة سمعياً بدرية الجابر أعربت عن شعورها بالتهميش وعدم الاهتمام، لافتة الى أن الغرب يبدي اهتماما شديدا بهذه الفئة «فالبرامج المصورة هناك إما تترجم إلى لغة الإشارة، وإما تترافق مع شريط مكتوب في أسفل الشاشة، في حين لا نجد على شاشات القنوات الفضائية المحلية اهتماما موازيا بأبناء هذه الفئة».

 

 وتابعت «نحن نتمنى أن نفهم عملا تلفزيونيا، خصوصا في هذه الأيام، حيث تنشط الأعمال والبرامج الدرامية».

 

وأخبرت بدرية «الإمارات اليوم» بأنها تدرس الكمبيوتر بلغة الإشارة،  مشيرة إلى قدرة هذه اللغة على تقديم فكرة واضحة للمعاق عما يجري  حوله.

 

ودعت الى ضرورة الاهتمام ببرامج الأطفال «لأن الأطفال المصابين بهذه الإعاقة أذكياء وقادرون على تعلّم أشياء كثيرة».

 

وأكدت أن الإعلام المحلي لا يهتم بأبناء هذه الفئة، على الرغم من أنهم يبذلون جهدا كبيرا للتواصل مع العالم من حولهم.

 

وأضافت «أحاول حين أتابع أي نشرة أخبار أن أقرأ الصورة، وفي أحيان كثيرة لا أدرك شيئا، بسبب غياب لغة الإشارة التي لا تأخذ سوى زاوية بسيطة من مساحة الشاشة».

أما مدير مركز دبي لتأهيل المعاق، إيمان حارب، فقالت إن هذا العصر هو عصر الإعلام، وأوضحت أن «الإنسان يأخذ أي معلومة من الصحافة المقروءة والمرئية. ومن هذا المنطلق فالأصم مهضوم حقه».

 

وبيّنت أنها حين تلجأ إلى أفلام الفيديو كوسيلة تعليمية، فإن الأصم لا يرى أمامه سوى رسوم متحركة، بسبب غياب الشريط المترجم في أسفل الشاشة، أو بسبب غياب لغة الإشارة، حتى إن الأصم غائب عن الفعاليات والأنشطة التي تترافق مع فعاليات صيف دبي، وتمنت أن يكون هناك مزيد من الاهتمام على شاشات  الفضائيات، مشيرة إلى أن هذا يساعد ذوي الإعاقة السمعية على الاندماج في المجتمع.


لغة الإشارة

رموز حركية بصرية تستعمل بترتيب ونظام معين، وتعتمد بشكل أساسي على استخدام اليدين في التعبير عن الأفكار.

 

ولغة الإشارة هي اللغة الرئيسة للتخاطب مع الصم، وتختلف من مجتمع إلى آخر، بل إن هناك اختلافات قد نجدها في داخل المجتمع الواحد في ما يتعلق ببعض الإشارات المعتمدة.

وقد بدأت الدول في الآونة الأخيرة محاولات لتوثيقهاألا وتعميمها ونشرها في كتب خاصة.

الأكثر مشاركة