الحامل في رمضان.. صيام بشروط

 

للحامل في رمضان وضع خاص ومختلف، نظراً لكونها تحمل بأحشائها حياة أخرى تؤثر وتتأثر بها،

وعلى الرغم مما يتداول عن أهمية أن تتغذى المرأة في رمضان بشكل أكبر من الأيام الأخرى لتغذية الطفل، إلا أن الواقع يحتم عليها مراعاة نوعية الأطعمة التي تحتاجها هي وجنينها، بالإضافة إلى كون الحمل حالة ظرفية وليس مرضاً، مما يعني إمكانية الامتناع عن الصوم، إذا اقتضى وضعها الصحي ذلك، أو الصيام بشكل طبيعي إن كانت تتمتع بمواصفات صحية جيدة.

 

من المهم التمييز بين الحامل العاملة والحامل ربة المنزل، وهذه الأخيرة تبدو أقل عرضةً للعوارض التي ذكرناها آنفاً وبالتالي ليست ثمة مشكلة مع الصوم إذا رغبت فيه، أما بالنسبة إلى الحامل العاملة، فيمكنها الصوم إذا وجدت نفسها مستعدة صحياً ونفسياً، إذ إن كثيراً من الأمهات العاملات عادة ما يكن أكثر استعداداً للصيام من ربات المنازل. المسألة هنا تقتصر على الوضع الصحي بين امرأة وأخرى.

 

ويقسم الحمل إلى ثلاث مراحل، تمتد الأولى على مدى الشهور الثلاثة الأولى، وتعرف بمرحلة التوحم، وفيها تتعرض المرأة الحامل لعوارض الغثيان والتقيؤ والدوار والقلق، وغير ذلك من عوارض ناتجة عن زيادة هرمون الحمل، فإن كانت الأعراض ظاهرة بشكل كبير لدى المرأة الحامل فيستحسن أن تمتنع عن الصيام، بينما تبدأ المرحلة الثانية من الشهر الرابع وحتى السادس، وقد تتعرض خلالها الحامل إلى أعراض مثل ارتفاع أو هبوط السكر، أو الضغط، أو فقر الدم، ويفضل عدم صيامها في مثل هذه الحالات، وتأخذ المرحلة الثالثة والأخيرة الشهور الثلاثة الأخيرة، التي قد تتعرض خلالها الحامل إلى نفس أعراض المرحلة الثانية، إضافة إلى الإرهاق، الذي يسببه وزن الجنين، والأورام في الأطراف، وكل ذلك يحول دون قدرة الحامل على الصيام.

 

وربما تكون المرحلة الثانية من الحمل أكثر ملائمة لصوم المرأة الحامل، باعتبار أن الأشهر الثلاثة الأولى والأخيرة من الحمل هي من أصعب الأوقات التي تمر بها الحامل، ولكن هذا لا يمنع أن تكون ثمة حوامل لا يشعرن بأي انزعاج طوال فترة الحمل ما يعني القدرة على الصوم.

 

وبحسب دراسة أجريت على عدد من الحوامل، ممن أعطين كميات قليلة من الفيتامينات، دلت النتائج على أنه لا أثر سلبياً على الحامل وإنما على الجنين نفسه، من حيث نقص الوزن فقط من دون أن تكون هناك أي مضاعفات أخرى مثل التشوهات والأمراض وغيرها، بينما تحتاج الحامل إلى كميات إضافية من المكونات الغذائية، وخصوصا الغذاء الذي يحتوي على الحديد والكالسيوم، إضافة إلى جرعات زائدة من المغنيسيوم وذلك بحسب العوارض وحاجة الحامل إليها.

 

ويفضل أن تتناول الحامل ما بين 1.5 إلى  ليترين من الماء يومياً، ويتم توزيعها على كميات منطقية على مدى فترة ما بعد الإفطار وحتى السحور، فالامتناع عن شرب السوائل يؤدي إلى تقلصات في الرحم، وقد يؤدي بالتالي إلى ولادة مبكرة، ما يعني التوقف عن الصيام فوراً بمجرد الشعور بعارض مماثل، كما يمكن توزيع جرعات الأدوية خلال فترة الفطور، وهي المكملات الغذائية التي عادة ما تعطى للحامل مثل الكالسيوم، وحامض الفوليك، وذلك مباشرة بعد الفطور، وليس قبل النوم، بينما يفضل أخذ فيتامين الحديد قبيل السحور.

 

ومن أهم الطرق التي تمكن المرأة الحامل من تجنب السمنة، معرفة تقسيم وجبات الغذاء إلى ثلاث، إفطار وعشاء وسحور، على أن تتضمن هذه الوجبات جميع المكملات الغذائية الضرورية لها، ثم المواظبة على الحمل والصوم في شهر رمضان.

تويتر