فرنسا لا تعتزم الاقتداء بإيطاليا بشأن الاستعمار

إيطاليا كانت اعتذرت لليبيا عن الاستعمار.أرشيفية - أ.ب

لا تعتزم فرنسا أن تحذو حذو ايطاليا في قرارها غير المسبوق دفع خمسة مليارات دولار لليبيا كتعويض عن الفترة الاستعمارية، مكتفية بسياسة القيام بـ«خطوات صغيرة» تجاه الجزائر من دون الاعراب عن الندم.


ورأت وزارة الخارجية الفرنسية ان الاتفاق الموقع السبت الماضي من قبل ايطاليا وليبيا لا يشكل «سابقة ولا مرجعاً»؛ لان «لكل علاقة ثنائية ان تتقدم بالشكل الذي تريد. وكل تاريخ له خصوصيته»، في اشارة الى الاستعمار الفرنسي للجزائر.

 

ورغم ان الاتفاق الليبي الايطالي يطغى عليه الطابع الاقتصادي لانه ينص على تعويضات في شكل استثمارات في مشروعات ليبية للبنى التحتية فهو «ليس امراً ثانوياً»، بل انه «إشارة قوية تأتي معاكسة تماماً لخطاب عدم (اعلان) الندم»، كما يقول المؤرخ جان بنجامين ستورا. ويرى ستورا المتخصص في قضايا الاستعمار، انه من الواضح ان فرنسا لن تتبع المثال الليبي في علاقاتها بالجزائر.


وذكر انه في مجال التعويضات، فإن اتفاقات ايفيان التي انهت الحرب بين الجيش الفرنسي وثوار جبهة التحرير الوطني الجزائرية، تتضمن عفواً عاماً ولا تنص على اي تعويضات.

 

وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد رفض فكرة تعبير فرنسا عن الندم عن الماضي الاستعماري، معتبراً انه يعود للمؤرخين القيام بـ«عمل للذاكرة».

 

كما اوضح المؤرخ محمد الحربي ان «الخلاف الجزائري الفرنسي تمت تسويته من خلال المفاوضات اثناء الحرب ثم من خلال عمليات التأميم التي تلت الاستقلال»، في حين ان «خلافاً حقيقياً بين ايطاليا وليبيا» كان لايزال قائماً. اما بشأن مسألة الذاكرة فإن ستورا لاحظ ان فرنسا اختارت انتهاج «سياسة الخطوات الصغيرة» التي قال انها لن تصل حد التعبير عن الندم كما ترغب الجزائر. وفي المقابل يرى الحربي ان هذه السياسة ستقود فرنسا «الى الاقرار بأخطائها»، بسبب ثقل المواطنين من اصل مهاجر في الرأي العام الفرنسي.

 

وفي الجزائر دعا الامين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين النافذة، سعيد عبادو، فرنسا الى «القيام بالخطوة» التي قطعتها ايطاليا وإلى «الاعتراف (بالاخطاء) والاعتذار والتعويض».


ورد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، ايريك شوفالييه، بتأكيد ان «السلطات الفرنسية اقرت دون لبس بظلم النظام الاستعماري». وذكر بأن السفير الفرنسي في الجزائر وصف في سطيف مجازر عام 1945، بأنها «مأساة لا تغتفر» وأن سفيراً آخر اشار في هذا الصدد الى «المسؤولية الثقيلة جداً» للسلطات الفرنسية في هذه «المجازر البشعة».

 

كما اشار ساركوزي في ديسمبر 2007 خلال زيارة رسمية للجزائر، الى النظام الاستعماري باعتباره «ظالماً بطبعه» و«أنه لا يمكن ان يعاش الا باعتباره نظاماً للاستعباد والاستغلال».


وفي المغرب اشارت صحيفة «الجريدة الاولى» (مستقلة) الاثنين الماضي الى ان الجزائر قبلت تلك الزيارة «رغم عدم تقديم الرئيس الفرنسي اعتذارات للجزائريين» في حين انه في المغرب «لا احد يطالب القوى الاستعمارية السابقة بالاعتذار». وكان القسم الشمالي من المغرب خضع للاستعمار الاسباني في حين خضغ باقي المغرب للاستعمار الفرنسي بين 1912 و1956 تاريخ الاستقلال.

 

تويتر