الأزمة الجورجية تُنهي «الودَّ العابر» بين واشنطن وموسك

سحب الجنود من العراق أصبح مطلب الأغلبية في أميركا.       أرشيفية

 باتت الولايات المتحدة قريبة من اتخاذ قرار حول عديد قواتها في العراق، اذ تلقى الرئيس جورج بوش التوصيات التي ستساعده على البت في مسألة هي في صلب المعركة للوصول الى البيت الأبيض، في خضم الحملة الانتخابية. وقال البيت الأبيض ان قائد القوة المتعددة الجنسيات في العراق الجنرال ديفيد بترايوس، ابلغ بوش بأنه مرتاح للوضع الأمني في العراق، مما يعني امكانية مواصلة خفض عديد القوات بعد انسحاب خمسة ألوية في الأشهر الماضية. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو «ان الرئيس يدرس حالياً خياراته». 

 

ولم تكشف فحوى توصيات الجنرال بترايوس او وزير الدفاع روبرت غيتس ولا الوقت اللازم لبوش لاتخاذ قراره. لكنها ذكرت ان غيتس ورئيس اركان الجيوش الأميركية الأميرال مايكل مولن، سيقدمان افادتهما الأسبوع المقبل امام الكونغرس. وقالت انها تتوقع ان يتطرقا الى عديد القوات، حتى وان كان لن يُتخذ قرار بهذا الصدد في هذه المناسبة.

 

ومن المستبعد ان يتأخر بوش في اتخاذ قراره. وقبل الانتخابات الرئاسية المقررة في الرابع من نوفمبر قد يسلط قراره مجدداً الضوء على احدى القضايا التي يختلف حولها المرشحان الجمهوري جون ماكين والديمقراطي باراك اوباما. ودافع ماكين بقوة عن الحرب على العراق التي افتخر اوباما بانه عارضها منذالبداية. وأقر أوباما أول من أمس، في حديث لتلفزيون «فوكس نيوز» الاميركي، بأن سياسة ارسال تعزيزات عسكرية الى العراق كانت ناجحة «اكثر مما كنا نتوقع».

 

واضاف «أعتقد ان ارسال تعزيزات حقق نجاحاً لم يكن احد يتوقعه». وبحسب استطلاعات الرأي فإن اميركيين من كل ثلاثة يعارضون اليوم الحرب. والنسبة نفسها تقريباً تؤيد وضع جدول زمني للانسحاب الذي يعارضه بوش وماكين بشدة. وتبقى المسألة معرفة إلى اي مدى سيخدم قرار بوش ماكين الذي يحاول الديمقراطيون اظهاره بأنه يريد الاستمرار في تطبيق سياسات بوش غير الشعبية.

 

واكد بوش مراراً انه سيتخذ قراراته المتعلقة بالعراق من دون الاكتراث بالحسابات الانتخابية. ويواجه بوش مطالبة القادة العراقيين باحترام سيادتهم، ودعوات لإرسال جنود الى افغانستان. وأكد بوش أخيراً بوضوح ان تراجع العنف في العراق قد يفتح الباب امام عودة مزيد من الجنود الأميركيين الى ديارهم. ومن غير المعلوم كيف سيندرج قراره في اتفاق تتفاوض بشأنه الحكومتان الاميركية والعراقية لتنظيم الوجود الاميركي في العراق اعتبارا من ينايرالمقبل.  حتى إن اكد البيت الأبيض ان المفاوضات لم تنته بعد، قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان اتفاقاً أُبرم يقضي باستكمال سحب القوات الأميركية من العراق قبلنهاية العام .2011

الأكثر مشاركة