من المجالس

 

 

موائد الرحمن هي إحدى مفاخر شهر رمضان. منّة امتنّ بها الله سبحانه وتعالى على مجتمعات المسلمين لتجعل التكافل في ما بينهم حقيقة قائمة يشعر فيها الغني بحاجة الفقير، ويشعر الفقير بالرضا عن الغني، رغم الأفضلية في الرزق التي يتمتع بها الغني دونا عنه.

لموائد الرحمن خيام يجتمع فيها الخير بين ضيف ومضيف.. وكلاهما صاحب حاجة.. الأول حاجته لسد رمقه وإشباع بطنه بالطعام ونفسه بالرضا والمحبة، والثاني حاجته لنيل القبول وتطهير ماله ونفسه وكسب رضا الخالق والمخلوقين. فهي معادلة شديدة التوازن، عميقة النتائج، وواضحة المعنى.

 

 ولمجالس الدخان والطرب والاعتداء على مقاصد رمضان خيام كذلك، تجتمع فيها الغفلة بين ضيف ومضيف أيضاً، وكلاهما يعاني من خلل. الأول ذهب الى الخيمة خالطاً عملاً صالحا وآخر سيئاً، والآخر جلس يحرق المعاني على جمر رؤوس الدخان ويوزع رمادها على الجالسين، لتضيق الصدور من فرط زفير الدخان، وزلات اللسان، والطرق على الآذان. فتلك مجالس، وبين نفحات أريج العطار ونفحات كير الحداد هناك فرق.

 

 نعود لموائد الرحمن التي أنعم الله سبحانه على مجتمعات المسلمين بها في هذا الشهر الفضيل لنقول إنها باب نرجو، ويرجو معنا الإخوة في جمعيات ومؤسسات العمل الخيري، أن يظل مفتوحاً طوال أيام وشهور السنة. وهي في مجتمعاتنا غير منحصرة، ولله الحمد، على شهر رمضان وحسب، ولكنها بزخمها الرمضاني، ومستواها الإيجابيين التي تتحلى بهما في هذا الشهر شيء مختلف، وسيكون فعل الخير فيها شيئاً مختلفاً عن سائر الشهور. فهي، كما يقول أهل النوايا الحسنة والسجايا الطيبة المتوكلة، «دفعة بلاء». ودفع البلاء وارد في استشعار البلاء لدى الآخرين. ومجتمع الإمارات خاصة له في هذا الشعور خصوصية جعلت كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة ينشد الخير ويتوقع الحصول عليه من دون ان يخيب رجاؤه.

 

 

 

وموائد الرحمن الرمضانية باب من أبواب هذا الخير الذي يتفضل علينا به رب العزة في رمضان الكريم، وهو باب مفتوح خلفه أبواب كثيرة تنادي يا باغي الخير أقبل.

 

adel.m.alrashed@gmail.com

 

 

الأكثر مشاركة