«المرموم الثقافي» يمزج خيال البادية بواقعية المدينة

حمدان بن محمد يشهد انطلاقة مهرجان «المرموم الثقافي».        تصوير : محمود الخطيب


تأهل في سباقات الهجن ضمن فعاليات «المرموم الثقافي» 12 متسابقاً. ويتضمن المهرجان خيمة تراثية تمزج بين خيال البادية وواقعية المدينة.

 

وشهد انطلاقة فعاليات المهرجان، أمس سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، يرافقه سموّ الشيخ منصور  بن محمد بن راشد آل مكتوم.

 

وكان المتأهلون حلّوا في المركزين الأول والثاني في كل شوط من اشواط السباق الستة، حيث تصدرت «دمعة» لمالكها راشد حمد راشد بن غدير الشوط الأول المخصص للأبكار «الإناث»، تلتها «أشواق» لمبارك رغش العامري، وفي الشوط الثاني المخصص لـ«الجعدان» (الذكور) حل في المركز الأول «الشارد» لمالكه سعيد خليفة بالرشيد، تلاه «شوام» لمالكه عبدالله حمد محمد الجحافي.

 

وتأهل عن الشوط الثالث من «الأبكار» «براقة» لمالكها حمدان محمد راشد بن غدير بعدما حلت في المركز الأول، تلتها «السرودية» لعلي أحمد بونواس، وجاءت «أفعا» لمالكها حميد غدير الجنيبي أولى في الشوط الرابع المخصص لـ«الأبكار»، وتأهلت معها بعدما حلت ثانية «الشاهينية» لطايع عبد الله الجنيب. وفي الشوط الخامس المخصص لـ«الجعدان» جاء «براق» أولاً لراشد سعيد بالمروشد، و«الشارد» ثانياً لسالم الجنيبي.

 

ترفيه

ورغم تأثر الهجن المشاركة التي تفاوت عددها في الشوط الواحد ما بين 50 و90 جملاً، برطوبة مفاجئة أحاطت بمنطقة السباق، فضلاً عن صعوبة السباقات الليلية، إلا أن جواً من الإثارة والمتعة ساد فعاليات السباق الذي شهد نخبة من الأصايل لم تزد أعمارها على ثلاث سنوات حسب أحد الشروط الفنية للسباق. من جانبه قال المدير التنفيذي لمكتب بطولات فزاع، عبدالله حمدان بن دلموك إن «هذا الإقبال الشديد من المتسابقين للمشاركة في هذا الحدث رغم صعوبة السباقات الليلية، يؤكد نجاح فكرة إقامة هذا الحدث الذي يؤمل أن يكون جاذباً على مدار الشهر الكريم وعطلة عيد الفطر للأسر والعائلات، ليقدم نموذجاً جديداً من الترفيه في أحضان التراث، لاسيما أن الخيمة التراثية تشمل العديد من الفعاليات الترفيهية من دون الاقتصار على الجانب التراثي فقط، مثل مدينة الألعاب ومنطقة التلوين والمأكولات الشعبية والمشروبات والسوق، وغيرها» .

 

إثارة

وحول المستوى الفني للسباق قال مراقب خط النهاية عوض محمد السبوسي إن «هناك تقارباً شديداً في مستويات الهجن المشاركة، أفرز إثارة وندية في معظم الأشواط، الأمر الذي أسهم في تحقيق أرقام جيدة رغم اقتصار السباقات على مسافة واحدة، وهي كيلومتران للشوط الواحد»، مؤكداً أن نفس هذه الهجن المشاركة قادرة على تحقيق نتائج أفضل في أوقات السباق الطبيعة التقليدية.

 

في السياق أثنى مدير قناة دبي للسباقات، التي تغطي الحدث بشكل حصري، درويش محمد، على فكرة إقامة سباق ليلي للهجن، مؤكداً أن هناك توقاً لدى الجمهور وحتى مالكي الهجن أنفسهم لمثل هذه السباقات التي تمثل مبادرات جديدة في عالم سباقات الهجن، مشيداً في الوقت ذاته بالمستوى الفني والتنظيمي للحدث.

 

وأضاف درويش أن القناة أجرت استعدادات خاصة لهذا الحدث، سواء عبر إعداد استوديو خاص له ضمن برنامج «الناموس» الذي ينقل فعاليات الحدث على الهواء مباشرة أو أسلوب تموضع الكاميرات الذي يسهم في رصد السباق بشكل يعكس الجانب الجمالي المرافق لعنصري الإثارة والتشويق.

 

 من أجل البقاء

ضمت الخيمة التراثية العديد من مظاهر الحياة القديمة، ليس فقط البشرية بل أيضاً الطبيعية، وهو ما رصدته كاميرا «الإمارات اليوم» في ذلك المشهد التلقائي الذي تُرضع فيه ناقة صغيرها في حنو وحميمية خالصتين، وبينما الناقة الأم ورضيعها هنا في فعل يتم من أجل البقاء، كانت مئات الجمال الأخرى تخوض سباقاً ممتعاً خارج الخيمة، لإمتاع الجماهير الغفيرة التي توافدت من أجل الاستمتاع بمفهوم جديد للترفيه في عبق خصوصية التراث المحلي.

 

 الزعفران للمنتصرة

 الهجن الفائزة في السباق يقوم راعوها بتكريمها من خلال دهنها بالزعفران في مشهد قد لا تفسره الهجن نفسها، في ظل وجود أعداد كبيرة من الجمهور والازدحام الشديد، على أنه ذو أغراض تكريمية وليست عدائية، لذلك فإن «هياج» جمل ما يبقى دائماً حادثاً وارداً في مثل هذه المواقف. هذا الأمر لم يَحُل دون اقتراب الفتاة هيفاء سمير أحمد من تلك الجمال ومداعبة المتصدر منها للسباق، من دون أي ارتباك أو قلق لتسهم من جانبها في وضع الزعفران للمنتصرة منها. 

تويتر