رايس في ليبيا: واشنطن ليس لديها أعداء دائمون

  رايس أثناء وصولها إلى مطار طرابلس. إ.ب.أ 

 وصلت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى طرابلس أمس في اول زيارة لوزير خارجية اميركي الى ليبيا منذ عام 1953 وقالت ان الزيارة دليل على ان واشنطن ليس لها «أعداء دائمون».  واجتمعت رايس مع الزعيم الليبي معمر القذافي خلال زيارتها القصيرة التي تأمل واشنطن ان تنهي عقوداً من العدواة والعنف وتأتي بعد خمس سنوات من تخلي ليبيا عن برنامجها لاسلحة الدمار الشامل في عام .2003 وصرحت  رايس للصحافيين المرافقين لها الى طرابلس «هذا يظهر أن الولايات المتحدة ليس لها أعداء دائمون».

 

يظهر أنه عندما تكون الدول مستعدة لاحداث تغييرات استراتيجية في الاتجاه. تكون الولايات المتحدة مستعدة للاستجابة. بصراحة لم أظن مطلقا أنني سأزور ليبيا.. لذلك فهذا شيء استثنائي. وأضافت «هذه الزيارة اقرار بمدى ما وصلت اليه العلاقات الليبية الاميركية.. لكن هذه هي البداية وليست النهاية». 

 

وكان آخر وزير خارجية اميركي يزور ليبيا هو جون فوستر دالاس في مايو  عام 1953 قبل ان تولد رايس. وليبيا مصدر رئيس للنفط. في واشنطن اشاد البيت الابيض بـ«الفصل الجديد» في العلاقات الاميركية الليبية الخارجية الاميركية، وقالت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الابيض ان «زيارة رايس الى ليبيا تاريخية وتمثل فصلاً جديدا في العلاقات بين البلدين».

 

واضافت ان العلاقات «تغيرت في اعقاب قرار ليبيا  التخلي عن اسلحة الدمار الشامل وقدراتها على انتاجها. وهذه تغيرات كبيرة ومهمة، وأننا بتحسين علاقاتنا مع ليبيا سنتمكن من توسيع التعاون الثنائي في العديد من المجالات وبالتأكيد الامن وحقوق الانسان». واجتمعت رايس مع وزير الخارجية الليبي عبدالرحمن شلقم. وامتنعت رايس عن زيارة ليبيا قبل توقيع اتفاق تعويضات الشهر الماضي لتسوية مطالب بتعويضات تشمل ضحايا تفجيرات أميركية وليبية. وقالت رايس لدي وصولها انها تتطلع الى مقابلة القذافي. وكان القذافي قد عبر في الماضي عن اعجابه برايس. وقال في مقابلة مع قناة الجزيرة التلفزيونية «أنا نؤيد حبيبتي السمرة الافريقية...

 

ونفخر بها أن بتضع لها رجل وتوجه الاوامر للحكام العرب وتؤشر بأصبعها لوزراء خارجية العرب يجيئوها ظرفات ووحدان وتنادي كذلك الى أمناء. أنا يعني بحبها وبأقدرها ونفخر بها لانها امرأة افريقية في الاصل وسوداء».  وقد توقع رايس خلال زيارتها لليبيا اتفاقا للتجارة والاستثمار. وقالت وزارة الخارجية الامير كية في بيان ان واشنطن تتفاوض أيضاً بشأن «مذكرة تفاهم عسكرية» مع ليبيا التي تتعاون في مكافحة الارهاب، وانتهت ليبيا  الاربعاء  الماضي من  الترتيبات القانونية بشأن تأسيس صندوق  لاتفاق التعويضات الذي وقع في 14 أغسطس الماضي.  ويختص الصندوق بتعويض الضحايا الاميركيون من قتلوا في تفجير طائرة بان امريكان فوق لوكيربي باسكتلندا عام 1988 والذي تسبب في مقتل 270 شخصاً والهجوم الذي وقع عام 1986 على ملهى في برلين والذي ادى الى مقتل ثلاثة وجرح .229

 

 كما يعوض الاتفاق الليبيين الذين قتلوا عام 1986 حين قصفت الطائرات الاميركية طرابلس وبنغازي وقتل في الهجوم 40 شخصا. وتعرضت رايس لانتقادات في الولايات المتحدة لتوجهها الى ليبيا قبل دفع أموال التعويضات. كما انتقدتها جماعات مدافعة عن حقوق الانسان بسبب قضايا اخرى منها قضية المعارض السياسي المريض فتحي الجهمي وهي قضايا لم تحسم.

 

وقال محمد الجهمي شقيق المعارض الليبي الذي يعيش في الولايات المتحدة قرب بوسطن ان رايس تخطئ بلقاء القذافي بينما يحتجز شقيقه في حجرة بمستشفى «موبوءة بالصراصير والبق». لكن رايس ذكرت أنها ستبحث محنته مع القذافي. وقالت «بالطبع سأثير القضية. من المهم الافراج عنه.. ليس كبادرة حسن نية .. لكن من المهم الافراج عنه». ومن المقرر ان تزور تونــس والجــزائر والمغــرب قبل ان تعــود الى واشنــطن غداً.

الأكثر مشاركة