المكسّرات.. رفيقة التسلية المفيدة

تصوير: خالد نوفل

تقول فوزية محمد، ربة منزل، «أسعى بقدر الإمكان، إلى التقليل من تناول المكسرات بأنواعها، لأنها غالباً ما تحتوي على نسبة عالية من الملح، الذي يسهم في ارتفاع ضغط الدم الذي أعاني منه». وبغرض التسلية وكسب فوائد المكسرات، تعمل روضة عبدالله، موظفة، على تناول المكسرات، «بعد أن سمعت عن فوائدها الجمة، ارتأيت تناولها أثناء مشاهدتي للتلفاز، عوضاً عن رقائق البطاطا (الشيبس) والمشروبات الغازية التي لا تجدي نفعاً. وبهذا أكون قد حققت الهدفين اللذين أرنو إليهما، وهما التسلية والفائدة». وتشير روضة الى أن «المكسّرات لا تعمل على زيادة الوزن».

وتقول شمسة علي، موظفة، «أشعر بحاجتي لتناول المكسرات أثناء مشاهدتي للأفلام والبرامج التلفزيونية حتى تنتهي، إلا أنني سرعان ما أشعر بتأنيب الضمير بعد انتهائي منها، حيث ينتابني ألمٌ في بطني من كثرة تناولها».

وظائف القلب

تقول رئيسة قسم التغذية في مستشفى أم القيوين، اختصاصية التغذية، آمنة سالم ضاحي «على الرغم من احتواء المكسرات على دهون، إلا أنها تعتبر دهوناً غير مشبعة، فهي مفيدة لصحة القلب وللمرضى الذين يعانون من ارتفاع الدهون الثلاثية فيه، وارتفاع الكولسترول وضغط الدم، ولمرضى السكري كذلك».

وأثبتت دراسات وابحاث أجريت على المكسرات خلال السنوات الماضية أن «الأشخاص الذين يتناولونها بشكل معتدل (56 غراماً في اليوم، وتكون غير مملّحة)، يكونون أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب من الرجال والنساء على حد سواء. كما ان المكسرات صحية للرجال الذين يعانون من السكتات القلبية»، حيث تؤكد آمنة «تحتوي المكسرات على (أوميغا3) المفيد لوظائف القلب، وحمايته من التوترات غير المنتظمة، ومنع تصلب الشرايين، والإصابة بالتجلطات، كما يقلل الكولسترول الضار في الجسم. كما تحتوي على الأرجنين وهو حمض أميني يقلل من الذبحات الصدرية وضغط الدم، ويعمل على حماية وظائف الأوعية الدموية».

حساسية الجلد

وتشدد رئيسة قسم التغذية في مستشفى أم القيوين على «ضرورة توخي الحذر من الإفراط في تناول المكسرات كنوع من التسلية، اذ يعمل الجسم في آلية معينة لها طاقة واستيعاب، فيأخذ القيمة الغذائية التي يحتاجها من الطعام، ويقوم بتخزين الفائض منه على شكل دهون في الجسم، الأمر الذي ينتج عنه أمراض عديدة»، مشيرة الى الاكتفاء بتناول كمية بحجم قبضة يد واحدة في اليوم. وتؤكد ضرورة قراءة المرفق الغذائي على عبوة المكسرات، لتفادي الآثار الجانبية لبعض مكوناته على بعض الحالات المرضية، كالمرضى الذين يعانون من حساسية الجلد، حيث يعمل الحمض الأميني «الأرجنين»، الذي تحتويه بعض المكسرات على زيادة الحساسية إلى حدوث طفح جلدي.

مناسبات

يقول مدير محمصة قصر الشوكولاتة، عماد حسان  «تتوافر أنواع عديدة من المكسرات في مختلف دول العالم، ونقوم باستيرادها من سورية ومصر وفلسطين وإيران والهند وماليزيا وفنزويلا وأميركا، وغالباً ما تكون نيئة، وأنواع قليلة منها تأتي مطبوخة كالبازيلاء، والذرة، والمكسرات التايلاندية».

ويكمل «تختلف طرق طهو المكسرات، فإما أن تقلى، أو تحمّص وهي الطريقة الأكثر شيوعاً، وتختلف طرق تحميصها من محمصة إلى أخرى، إلا أن أغلبها يتمثل في إضافة الماء والملح، وفي بعض الأحيان الليمون، ويقوم البعض بإضافة خلطات خاصة به على المكسرات كالفلفل والجبن».

ويتم بيع المكسرات، كما يقول حسان «بالكيلو، وتراوح أسعاره ما بين 20 و25  درهماً للكيلوغرام الواحد، ويعتبر المكديميا المشهور في أستراليا أغلى أنواع المكسرات، أما الفول السوداني فيعد من أرخصها».

ويذكر أن أكثر أنواع المكسرات التي تشهد إقبالاً في الإمارات هي «الفستق والكاجو والبيذام والحب الأبيض والحب المصري والذرة، والإقبال يكون في المناسبات، كالنصف من شعبان والعيدين عيد الفطر وعيد الأضحى المبارك». ويشير حسان الى ان صلاحية المكسرات «تكون لمدة سنة، إذا تم تخزينها وحفظها في جو معتدل لا تزيد حرارته على 24 درجة مئوية». وينصح بتجنب وضع المكسرات في الثلاجة، إذ يؤدي ذلك الى تشبعها بالرطوبة، الأمر الذي يؤدي الى فقدان طعمها الطازج».

بروتين وألياف

تعد المكسّرات من أكثر المصادر النباتية الغنية بالبروتين والألياف ومواد الفايتو كينيكل المقاومة للأكسدة التي تحدث في الجسم، وتحتوي على مضادات الأكسدة مثل فيتامين (إي)، والسيلينيوم، وكذلك هي غنية بالاستيرول وهو نوع من أنواع الدهون المفيدة. والمكسرات على تعدد أنواعها واختلاف أحجامها، لا تفقد من قيمتها الغذائية إذا ما تمت إضافتها إلى الطعام، كالبسكويت والكعك والآيس كريم.