صورة الأبيض.. سوداء داكنة أمـام كوريا الشمالية
سبيت خاطر لم يظهر في المباراة سوى عند الضربات الثابتة. تصوير: سالم خميس ارتكب الأبيض الإماراتي أخطاء بالجملة في انطلاقة المرحلة الأخيرة «الحاسمة» المؤدية الى مونديال جنوب افريقيا 2010، ما أدى الى خسارته أول من أمس، أمام ضيفه الكوري الشمالي 1/2، على استاد محمد بن زايد في أبوظبي.
وتعد الخسارة الأولى للمنتخب الوطني، خلال سبع مباريات جمعته مع كوريا الشمالية في مختلف المناسبات، مقابل ثلاثة تعادلات، ليفقد الأبيض أول ثلاث نقاط مهمة من حسابات المجموعة الثانية على أرضه وبين جمهوره.
وأحرجت الخسارة أسرة الكرة الإماراتية، كونها جاءت على يد أضعف منتخبات المجموعة الثانية وفقا لآخر تصنيف صادر من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).
وبات على المنتخب تدارك الخسارة والتفكير بالتعويض في المباراة المرتقبة بعد غد مع ضيفه السعودي خلال الجولة الثانية من التصفيات، حيث كان الأخير قد تعادل على أرضه مع المنتخب الإيراني 1/.1
عرض غير متوقع ولم يقدم منتخبنا العرض المتوقع منه، وظهرت الأخطاء واضحة في التشكيل والنهج الذي اتبعه المدرب الفرنسي برونو ميتسو لمواجهة الكوريين.
وزادت التغييرات التي أجراها المدرب من أوجاع المنتخب في الشوط الثاني، ومهدت الطريق أمام الكوريين للوصول لمرمى عبيد الطويلة في مناسبتين جاء منهما هدفا اللقاء.
ويتحمل المدرب الفرنسي لمنتخبنا الجانب الأكبر من الخسارة بإصراره على اللعب برأس حربة وحيد رغم الصراحة الدفاعية التي لعب بها منتخب كوريا المباراة خصوصاً في الشوط الأول. ولم يتدخل ميتسو بإيجابية عبر التغييرات الثلاثة التي أجراها في تعديل أسلوب اللعب والزج بمهاجم صريح على الرغم من وجود فيصل خليل ضمن قائمة البدلاء.
وعاب على لاعبينا إضاعة جميع الفرص السهلة التي سنحت لهم في الحصة الأولى من المباراة، ولم يوزعوا عطاءهم البدني على شوطي اللقاء بصورة عكست ضعف اللياقة البدنية وقلة الخبرة عند البعض منهم، فبذلوا جهداً كبيراً في البداية وأنهكوا تماماً في الشوط الثاني.
الشوط الأول جاءت بداية المباراة نموذجية من جانب المنتخب الوطني، إذ سيطر منذ اللحظة الأولى تماماً على مجريات اللعب مستفيداً من حالة الدفاع الصريح التي أعلن عنها الفريق الضيف.
ولعب المنتخب بطريقته المعروفة 4/3/3 مع اختلاف في التنفيذ حيث عمد المدرب الفرنسي إلى تثبيت الرباعي حيدر الو علي وبشير سعيد وراشد عبدالرحمن وصالح عبيد في بداية اللقاء، وعدم تقدم ظهيري الأجناب بصورة ايجابية، وجاء تقدمهم عبر هذا الشوط على فترات متقطعة ومن دون أي فعالية.
ولعب في وسط الميدان الثلاثي هلال سعيد وسبيت خاطر وعبدالرحيم جمعة وتحفظ الأول في المساندة الهجومية وظل في الخطوط الخلفية ليكون حائط صد أول لمواجهة الهجمات المرتدة للضيوف.
وتأثر منتخبنا بقلة المردود الفني للثنائي سبيت خاطر وعبدالرحيم جمعة، فالأول لم يظهر سوى في الضربات الثابتة فقط وجاء دوره سلبياً في المساندة الهجومية لمواجهة الكثافة العددية للكوريين في منتصف الملعب.
ولم يقم عبدالرحيم جمعة بدوره الهجومي على الوجه المطلوب، وبدا عليه التأثر بالإصابة التي لحقت به أخيراً، وجاء أداؤه أقل مما كان متوقعاً، وكان بوسعه أن يحرز هدف التقدم للإماراتيين من الخطأ الدفاعي لكوريا، لكنه لم يحسن استغلال الفرصة.
ورمى المدرب بالثلاثي إسماعيل مطر ومحمد سعيد الشحي وإسماعيل الحمادي في الخط الأمامي، فلعبوا على شكل مثلث رأسه الشحي وقاعدته مطر والحمادي.
وغاب عن الثلاثي التعاون السليم في الأداء، وبدت عليهم الفردية الواضحة في الأداء، مما قلل من المحاولات الجماعية على مرمى الكوريين وغلبت الفردية ومهارات إسماعيل مطر على معظم الفرص التي سنحت للأبيض في الشوط الأول.
الشوط الثاني لم يغير ميتسو استراتيجيته التكتيكية مع مطلع الشوط الثاني، واحتفظ بنفس العناصر وإن بدا على الفريق الكوري انه في طريقه لتنفيذ فكره الرامي إلى استنفاد طاقات لاعبينا عبر الدفاع القوي في الشوط الأول والمشاركة الهجومية في الحصة الثانية، فاندفع نحو مبادلة الأبيض المحاولات الهجومية، ولم يحسن ميتسو استثمار هذه الفرصة وأجرى تغييراً كلاسيكياً بنزول محمد إبراهيم بدلاً من سبيت خاطر، ولم يصنع التغير الفارق على الإطلاق، بل على العكس مكن الفريق الكوري من ان تكون له الأفضلية في وسط الميدان، فنظم صفوفه واستغل الثغرة الموجودة في الجهة اليسرى التي اتسعت بعد خروج سبيت خاطر فتسببت في الهدف الأول الذي سجله بشير سعيد بالخطأ في مرماه.
ووقع ميتسو في خطأ فني قاتل عندما استبدل الشحي «المرهق» بأحمد دادا، ورمى بالحمادي جهة اليسار فافتقد الأبيض لمهاجم صريح داخل منطقة الجزاء، وبدأ معظم لعبه من خارج الصندوق، فتحطمت جميع المحاولات التي قام بها إسماعيل مطر عند أقدام المدافعين، ومن دون أي تأثير هجومي فعال في المرمى.
واستمر ميتسو على عناده بعدم الدفع بفيصل خليل، عندما اضطر لاستبدال هلال سعيد المصاب، فرمى بالبديل عبدالله مال الله، ولكن التغيير زاد الوضع سوءاً في وسط الملعب، ولم يعد للمنتخب بعد هذا التغير أي شكل دفاعي أو هجومي. |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news