زرداري يتحدث بعد قليل من اعلان انتخابه
انتخاب زرداري رئيساً لباكستان
اُنتخب آصف علي زرداري أرمل رئيسة الوزراء الراحلة بنازير بوتو، رئيساً لباكستان أمس، بينما قتل 16 شخصاً وأصيب أكثر من 80 في تفجير استهدف نقطة تفتيش للشرطة والجيش في بيشاور ضمن دوامة العنف المستمرة. وتفصيلاً اعلن رئيس اللجنة الانتخابية الباكستانية انتخاب زرداري، رئيساً لباكستان ليخلف الجنرال برويز شرف الذي استقال في الثامن عشر من الشهر الماضي.
وقد انتخب زرداري المعروف بـ«السيد عشرة في المائة» بغالبية أصوات البرلمان والمجالس الإقليمية، بعدما ظل اسمه لفترة طويلة مرتبطاً بالفساد، حين كانت زوجته الراحلة بنازير بوتو تقود البلاد، وامضى زرداري في السجن 11 عاماً حتى 2004 بعد اسقاط قسم من التهم الموجهة اليه، فيما اسقط كامل التهم بعدما عفا عنه برويز مشرف عام .2007 غير ان زرداري لايزال يعاني من سمعة سيئة، حيث يرى الصحافيون والخبراء السياسيون انه ما كان ليخلف مشرف لو لم تقتل زوجته في نهاية 2007 في عملية انتحارية.
كما يشكك كاتبو مقالات الراي في الصحف الباكستانية في قدرة زرداري على الاضطلاع بمهام الرئاسة في باكستان، القوة النووية الوحيدة في العالم الاسلامي، وهو ما ينسجم مع رأي قسم كبير من نحو 160 مليون باكستاني. وسيكون زرداري مخولاً عند وصوله الى سدة الرئاسة، بحل البرلمان وإقالة الحكومة والقيام بتعيينات في المناصب الأساسية في الدولة والجيش.
وذكر احد اشهر كتاب الرأي النائب السابق شفقة محمود، متحدثاً لوكالة فرانس برس ان «زرداري له سمعة مثيرة للجدل، وقد اتهمه القضاء من جملة ما اتهمه به بالفساد واختلاس الأموال وحتى القتل» (قتل احد اخوة زوجته) في وقت كانت بوتو على رأس السلطة (1988-1990 و1993-1996). ويردد زرداري (52 عاماً) بأن هذه التهم «سياسية» وان القضاء «اعترف ببراءته» وببراءة زوجته التي اضطرت للانتقال الى المنفى نتيجة تعرضها للإجراءات القضائية ذاتها. ولم يكن زرداري معروفاً عند زواجه من بوتو عام 1987 سوى كابن عائلة من كبار الملاك في ولاية السند الجنوبية، معقل آل بوتو، وزير نساء يهوى لعب البولو وقيادة السيارات الجميلة.
وعند تولي زوجته رئاسة الحكومة عام 1988، استحدث لنفسه مكانة داخل السلطة السياسية، فتولى خصوصاً عام 1995 وزارة الاستثمارات في منصب اساسي سرعان ما عرف فيه بلقب «السيد عشرة في المائة» بما في ذلك في الخارج، بسبب العمولات التي اتهم بتقاضيها على كل صفقة عامة يتم ابرامها. وسجن ثلاث سنوات في نهاية عهد بوتو الأول عام 1990، وتكرر السيناريو ذاته عام 1996 حيث ادخل السجن بعد نصف ساعة بالكاد من سقوط حكومة بوتو الثانية فبقي معتقلاً حتى عام .2004 وعند خروجه من السجن انضم الى زوجته المقيمة في المنفى في لندن ودبي، ولم يعد الى البلاد الا غداة اغتيالها في 27 ديسمبر 2007 وسط حملة الانتخابات التشريعية التي لم يشارك فيها حتى ذلك الحين.
وبعد بضعة ايام عين مع ابنه على رأس حزب الشعب الباكستاني الذي كانت بوتو تتزعمه، غير انه كان هو من يقود بالفعل هذا الفصيل الرئيس في الائتلاف الفائز في الانتخابات التشريعية في 18 فبراير بالرغم من عدم موافقة قسم كبير من مسؤوليه ومن اصدقاء بوتو الاوفياء. وقال رسول بخش ريس استاذ العلوم السياسية في جامعة لاهور (شرق)، مختصرا الوضع «سترتفع اصوات في العالم بأسره متسائلة عن هذا الرجل وسيكون الأمر مربكاً جداً بالنسبة لباكستان».
من جهة أخرى قتل 16 واصيب أكثر من 80 بجروح في اعتداء انتحاري نفذ بواسطة سيارة مفخخة واستهدف نقطة تفتيش للجيش والشرطة في شمال غرب باكستان، وقال أحد ضباط الشرطة إن الانفجار كان قوياً للغاية، وأتى على المركز بكامله وانهارت ابنية مجاورة وسط سوق مزدحمة في زنغلاي، قرب بيشاور في شمال غرب البلاد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news