بـوش يقـترب مـن نهـايـة ولايتـه دون القبض على بن لادن

  لورا بوش اعتبرت تصريح زوجها عن بن لادن غير موفق.  أرشيفية ــ أ.ف.ب 

لم يعد امام الرئيس الأميركي جورج بوش سوى اقل من خمسة اشهر للوفاء بوعد قطعه قبل سبع سنوات، بالقبض على اسامة بن لادن «حياً أو ميتاً» قبل ان يواصل خلفه المطاردة. ولا شك ان القبض على زعيم تنظيم القاعدة سيسمح لرئيس تدنت شعبيته الى مستويات قياسية، باستعادة قسم من الدعم المطلق الذي قدمه له الشعب الاميركي صفاً واحداً، بعد اعتداءات 11سبتمبر وما خلفته من هول وصدمة. لكن اذا كان العدو الأول للولايات المتحدة لايزال فاراً بحلول 20 يناير 2009 موعد انتقال رئيس جديد الى البيت الابيض، فسيبقى ذلك من اكبر اخفاقات عهد رئاسي تبدل مساره بشكل كامل ونهائي بعد ثمانية اشهر من بدايته، مع انهيار برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك.

 

ويؤكد البيت الأبيض ان المطاردة تتواصل بلا هوادة، وان بوش يطلع باستمرار علىمجراها. غير ان بوش من جهته ينفي ان يكون يضاعف الجهود بهذا الصدد، حتى لا يترك لأي رئيس جديد مهمة انجاز هذا العمل، وقال متحدثا لشبكة سكاي نيوز البريطانية في يونيو الماضي «رأيت صحفاً تعنون: بوش يأمر ببذل قدر خاص من الجهود للعثور علىاسامة بن لادن. هذا من قبيل المزايدة الصحافية. فهذا ما نفعله في نهاية الامر منذ11 سبتمبر».  فبعد ستة ايام من تنفيذ اتباع «القاعدة» اعنف اعتداءات ارهابية في تاريخ الولايات المتحدة، اطلق بوش وعداً بات شهيراً بالقبض على اسامة بن لادن «حيا او ميتا»  معلنا «حربا عالمية» على الارهاب.

 

وحين سئل ان كان يريد القبض على بن لادن ميتا رد الرئيس «أريد احقاق الحق،  اذكر انه كان لدينا في الغرب الأميركي لافتة يكتب عليها: مطلوب حياً او ميتاً»  ويصنف بوش اليوم هذا الكلام في خانة تصريحاته «غير الموفقة»، وقد اسفت زوجته لورا نفسها لهذا الاستشهاد بنظام العدالة الذي كان سائدا في الماضي في اقصى الغرب الاميركي.

 

وقالت متحدثة لشبكة سكاي نيوز في يونيو الماضي  «لم يكن لهذا الكلام وقع جدي، لنقل ذلك صراحة» فيما اضاف بوش في المقابلة ذاتها «هذا يوحي بأنني أهوى الحرب، وانا لا احب الحرب».  ويحرص بوش والبيت الأبيض منذ طلب القبض على بن لادن «حياً أو ميتاً» على التشديد على ان «الحرب على الارهاب» تتخطى شخص زعيم «القاعدة» وحده.

 

وقال بوش في مارس 2002 في وقت كان منهمكا في الحرب على العراق «الحقيقة انني لا اكترث له كثيراً».  وفي يناير 2008 بدا كأنه يتقبل فكرة ان ينجح رئيس آخر في القبض على بن لادن، اذ قال لشبكة فوكس نيوز «سينال منه حتما رئيس ما». ويتهمه خصومه بأنه وظف في حرب غير مبررة في العراق موارد كان يجدر استخدامها لإرساء الاستقرار في افغانستان ومنع بن لادن من الفرار.

 

واليوم يتنافس المرشحون لخلافته في البيت الأبيض على تقديم انفسهم على انهم الاكثر جدارة لوضع اليد على اسامة بن لادن. وقال الديمقراطي باراك اوباما «يحلو لجون ماكين القول انه سيلاحق بن لادن حتى ابواب الجحيم، في حين انه لا يصل حتى الى الكهف الذي يعيش فيه»  ملقياً على عاتق منافسه الجمهوري والادارة المنتهية ولايتها، على السواء، مسؤولية ترك زعيم القاعدة يفر من بين ايدي القوات الاميركية بعد الهجوم العسكري على افغانستان في نهاية .2001 ورد ماكين متكلما الى شبكة ايه بي سي الاربعاء الماضي «ان الرئيس الديمقراطي السابقبيل كلينتون سنحت له فرص للنيل من اسامة بن لادن، مثلما سنحت فرص للرئيس بوش للنيل من اسامة بن لادن. انا اعرف كيف اقوم بذلك وسأقوم به».

الأكثر مشاركة