أقول لكم
|
|
كان يفترض أن أكتب اليوم حول المسلسلات البدوية ، بما تحويه من مغالطات وتكرار لما أنتج من قبل ، وكأن حياة البادية كانت تدور في دائرة مغلقة لا تتعدى العداء والغارات والغدر ، وما عاد كلامي سيقدم جديداً، بعد قرار صاحب السموّ رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ بوقف عرض مسلسل «سعدون العواجي»، حيث تكفي حيثيات القرار، لنعود إلى سؤالنا الذي اختتمنا به حديثنا يوم أمس، حول من يجيز الأعمال التي تعرض ، وخصوصاً في محطاتنا المحلية التي تحمل الصفة الرسمية، مهما كانت سياسة الإدارات القائمة عليها، في ظل التنافس ومحاولات منحها صفة الاستقلالية، فما دامت المحطات تحمل أسماءها الكبيرة هذه، فلابد أن تستمر هي كبيرة أيضاً، وأن تبتعد عن مسلك المحطات «الهلامية» التي ظهرت مثل النبت الشيطاني ، فتلك المحطات لا تنتمي إلى وطن ولا تخضع إلى اعتبارات تفرضها السياسة العامة والبيئة المحيطة بها ، وهي كذلك لا تخضع إلى أية معايير أخلاقية وسياسية واجتماعية ودينية ، ولهذا ندعو إلى إعادة إحياء لجان الإجازة في محطاتنا، حتى لا نقع في أية محاذير مستقبلاً ، وهذه ليست دعوة إلى فرض رقابة أو تقييد إنتاج ، بل هي دعوة إلى حماية محطاتنا من «الغث» وهو كثير والتركيز على «السمين» وهو قليل ، ولجنة الإجازة تنظر إلى النص من حيث الحوار وقوتة ومضمونة وأهدافه ، وهذا أولاً، أما ثانياً وثالثاً فذلك مرتبط بمحاكاة الواقع وهموم المجتمع وتطلعاته ، والحفاظ على الثوابت التي يقوم عليها ، وحماية فئات المجتمع وأفراده من «شطحات» مؤلفين وتجاوزات مخرجين ، ولجان الإجازة ليست ابتكاراً، بل هي موجودة في كبريات القنوات والمحطات العالمية المستندة إلى اللوائح والنظم والمعايير الأخلاقية المحددة لدورها في مجتمعاتها ، ولهذا نرى أن بعض «الهنات» في ما يعرض الآن ربما ينبّهنا إلى ضرورة الحذر من التنافس غير المبرر على «الحصري» والكم الذي جاء على حساب الكيف.
myousef_1@yahoo.com |