مخاطر يتحملها عراقي اسمه صدام حسين

صدام حسين.. حضور رغم الغياب.   أرشيفية ـ أ.ب


ارتعدت فرائص صدام حسين عندما أمره الملازم في الجيش العراقي بالنزول من السيارة على الرغم من توسلات والدته وعمته، لكنه فوجئ بالضابط يؤدي له التحية و«الهوسة» التي يشتهر بها العراقيون.

 

ويقول صدام الذي يعمل مصورا في مدينة الفلوجة (50 كلم غرب بغداد) «اعتقدت للوهلة الاولى أنني اواجه الاعتقال او ما قد يكون اسوأ منه.. لكن الملازم بدا بـ«الهوسـة» محييا الرئيس السابق، ومن ثم طلب مني الصعود مجددا الى السيارة».

 

وولد المصور عام 1979، عندما تبوأ الرئيس السابق اعلى هرم السلطة في العراق. وفي غياب والده الرقيب في الجيش المنتشر في البصرة (جنوب)، كان من الصعب على والدته وعماته العثور على اسم لأول ولد بين سبع إناث، الا ان الطبيب اقترح تسميته صدام، خصوصاً ان اللقب هو حسين.

 

وكان صدام حسين نائبا للرئيس ومسؤولا عن الاجهزة الامنية عند انقلاب البعث عام 1968، لكنه ازاح الرئيس الفريق احمد حسن البكر عام 1979 للحلول مكـانه.

ويضيف المصـور « عندما كنت ادخل الى قاعـة الفصـل المـدرسي، كان الزمـلاء يهتفـون ضاحـكين بالـدم بالـروح نفديـك يا صدام».

 

لكن اوجه الشبه متباعدة جدا بين المصور والرئيس السابق. فالأول بني الشعر والعينين مربوع القامة يتحدث بصوت تكاد لا تسمعه، بينما كان الاخير طويل القامة مهيب المنظر صاحب صوت جهوري. ويؤكد المصور «كان بعض الاساتذة يمنحونني علامات اكثر في الامتحانات بفضل اسمي».

كما كان للاسم وقعه لدى الفتيات ايضا. ويقول «في مخيم للعطلات الصيفية، كان ناظر المدرسة يناديني باسمي الاول فسألتني احدى الفتيات اذا كان هذا صحيحا فاجبتها بالايجاب، لكنها الحت عليّ لمعرفة اللقب. وعندما عرفت فتحت حدقتيها بشكل واسع طالبة مني ان اكون صديقها».  ولدى سقوط النظام في ابريل  2003، توسلت اليه والدته لتغيير اسمه «أسدى كنت مرتعبا لكنني رفضت تغييره مادام اسدى اليّ خدمات في السابق».

 

وابان معركة الفلوجة الثانية في نوفمبر 2004، فرض الجيش الاميركي على سكان المدينة حمل بطاقات باسمائهم.

 

ويروي صدام في هذا السياق، «فوجئ الجنود عندما عرفوا اسمي وقال احدهم بينما كان يتهجى الاحرف  انتم السنة كنتم مسيطرين اثناء عهد صدام حسين اما الآن فلم تعودوا كذلك».

ويضيف ان «الضابط الاميركي طلب منهم طبع بطاقة باسمي، وقال لي العسكري الذي التقط الصورة كان صدام حسين رجلا قويا رافعا ابهامه الى اعلى».

 

وكما حصل على البطاقة الاميركية، حظي صدام باحترام المسلحين الذين قام بتصوير تحركاتهم «كانوا بغالبيتهم العظمى عسكريين سابقين ومن اجهزة الامن والحرس الجمهوري كان اسم صدام حسين يفرض نفسه عليهم».

 

وتوصل صدام ايضا الى تفاهم مع الجيش العراقي الجديد بحيث ان احد الضباط اراد تفتيش منزله في احد الايام لكنه اوقفه قائلاً «لا توجد اسلحة هنا. اسمي صدام حسين وانا مثله ليس لدي سوى كلمة الصدق لقد اقنعته بعدم التفتيش».

 

وقبل اعدام الرئيس السابق في 30 من ديسمبر 2006، اصيب صدام برصاصتين في الكتف خلال تبادل اطلاق نار بين عقيد في سلاح الجو السابق كان منتميا الىالجيش الاسلامي وعناصر من «القاعدة».

وفي المستشفى، صرخ افراد من العائلة بأن «صدام حسين اصيب بجروح» فسرعان ما بادر «الاطباء والممرضات الى الاعتناء بي كما لو كنت الرئيس السابق».

 

ويختم المصـور قائـلا «عندما شنقـوه، اصبت باحـباط تام ومنذ ذلك الحـين، اصبحـت اشعر بأنني الوحيد الذي يحمل هذا الاسم».

 

 

تويتر