أقول لكم

محمد يوسف

 

 العمل الفني، أياً كان نوعه، لابد أن يكون له هدف واضح ومحدد يقصد منه خدمة المجتمع الذي ينتمي إليه، أو لنقل حتى يستفيد منه ذلك الشخص الذي أضاع وقته في مشاهدته، حتى ولو كانت الاستفادة ضئيلة ومحصورة، ولهذا تقوم القصص والروايات على محور مهم تبدأ وتنتهي به مروراً بالأحداث، والأعمال الفنية، مثل الأفلام والمسرحيات والتمثيليات والمسلسلات التلفزيونية، ما هي إلا تعبير تصويري للقصص والروايات، تنقلها من بين الورق كنصوص محدودة التداول لتحولها إلى زائر يدخل كل بيت، خصوصاً عندما تكون مادة للتلفزيون، ولهذا أريد أن أسأل كل القائمين على مسلسل «ريح الشمال» ماذا تريدون أن تقولوا لنا وترسخوا في نفوسنا؟ قبل أن أكمل كلامي عن المسلسل سأوضح نقطة مهمة، وهي أننا كنا ضد اندفاع محطاتنا المحلية خلف «فنتازيا أنزور» وغيرها قبل سنوات عدة، وطالبناها بالالتفات إلى الإبداع المحلي ولو من خلال إنتاج مسلسل واحد في السنة، واليوم، وبعد أن فرض الإنتاج المحلي نفسه نريد أن نشرك إدارات المحطات في السؤال عن معايير الموافقة والعرض للمسلسلات في شهر رمضان، وغيره من أشهر السنة، وأخص حديثي اليوم عن «ريح الشمال» كمثال، نظراً لما كنا نتمنى أن نجد فيه، بعد كل ما سمعنا عنه، وأيضاً بعد قراءتنا الأسماء الكبيرة المشاركة فيه، من الفنانات والفنانين المحليين والخليجيين، والجهد الذي بذل لإنتاجه من خلال توفير بيئة مشابهة لبيئة زمن ما قبل الكهرباء والسيارات والنفط، وقد تلاشى كل ذلك، وأخذنا «طوفان» القفز فوق الواقع والعدل والحقيقة، نعم، إنه الطوفان يا سادة وليس «ريح الشمال»، عندما تعتدون على كل ما رسخ في وجداننا من معتقدات دينية تعلمناها من شيوخنا وكبارنا، ونعلمها لأبنائنا، وهي المعتقدات الحقة التى لا تقبل بالزيف والدجل و«الخزعبلات»، فمن ذا الذي تفتق ذهنه عن صبية تعلم بالغيب؟ تتخيل مرة ما سيحدث لاحقاً، ومرة أخرى تخبر أهلها عما حدث بعيداً عنها، ومرات تظهر أسماء مكتوبة على كف يدها مرتبطة بوقائع لا تراها، ومن أين استقى المؤلف تلك الحكاية؟ وكيف اقتنع بها المنتج؟ وبأي منطق ديني أو علمي أو حضاري أو عقلي، اتفقوا على إنتاج هذا النص الذي ينسف الحقيقة بالوهم؟!

تويتر