ركوب الأمواج في كوبا.. متعة لا تجد من يقدّرها
|
|
الشرطة الكوبية تشكل عائقاً أمام ممارسي هذه الرياضة البحرية. أي.أس.بي
بينما تنفّس معظم الكوبيين الصعداء بعد مغادرة أحدث عاصفة استوائية ضربت جزيرتهم إلا أن هناك مجموعة صغيرة من الشباب ينتظرون بشغف هبوب العاصفة التالية. وعلى الرغم من عدم وجود الكثير من هواة ركوب الامواج في كوبا إلا أنهم يسعون بشدة للترويج لهذه الرياضة في تلك الدولة التي تقدس الانشطة البدنية.
وكوبا ليست معروفة كمقصد لهواة ركوب الامواج وهذه حقيقة لعدم توافر الامواج العالية فيها في جميع الاوقات. ومع ذلك ففي هافانا نفسها وبعض بلدات الجنوب مثل جواردالافاكا وباراكوا فإن ركوب الامواج ورؤية شخص يمارس هذه الرياضة وهو يرقد على بطنه على لوح بدأت تنتشر. ويعد أنسب وقت لممارسة هذه الرياضة في المنطقة هو موسم العواصف الموسمية الذي يبدأ من يونيو ويستمر لغاية يناير وخصوصاً في أشهر نوفمبر وديسمبر ويناير عندما تصل الرياح الباردة إلى كبرى جزر منطقة الكاريبي.
ويقول جويليرمو إن «هذه الرياح تكون آتية من الولايات المتحدة وكندا وتتسبب في إثارة أمواج ذات قوة كبيرة. وكوبا ليست كالدول الاخرى التي تجد فيها الامواج كل يوم. إلا أن الاجانب الذين قدموا إلى هنا استمتعوا حقاً بالرياح الباردة»، ويعشق هذا الشاب (23 عاماً) ركوب الامواج على ألواح على البطن وهو يمارسها منذ أكثر من 11 عاماً وهو أمر صعب.
ولا توجد في كوبا متاجر مختصة في بيع أدوات هذه الرياضة على عكس ما هو شائع في دول أخرى. وكما هو الحال في العديد من مجالات الحياة في تلك الدولة الشيوعية فإن هواة ركوب الامواج عليهم الابداع. وتؤكد لورينا «رياضة ركوب الامواج موجودة في كوبا منذ سنين، وفي بادئ الامر كانت الالواح.. مصنوعة من مادة الراتنج. لقد كانت كالقمامة. لم تكن صالحة لشيء على الاطلاق. عندما تقفز على الالواح تغوص بك لأن وزنها أثقل من وزنك»، أما الالواح الحديثة فتصنع من مادة رغوية هيدروديناميكية.
وتعد لورينا (18 عاماً) التي تدرس التربية الرياضية واحدة من من الفتيات القليلات اللاتي تمارسن هذه الرياضة من بين 50 شخصاً يمارسونها في هافانا. ويرى جويليرمو وجود «قلة فهم» لهذه الرياضة. واشتكى قائلاً «في كوبا هناك اهتمام كبير بالرياضات الاولمبية، أما الرياضات التي فيها مخاطرة فلا ينظر إليها باهتمام». وعلى الرغم من ذلك فإن هواة ركوب الامواج من الشباب لم يفقدوا أملهم في الحصول على اعتراف رسمي في يوم من الايام. وأضاف وصوته مليء بالفخر «هناك لاعبون جيدون في كوبا فى ركوب الامواج، لدينا الكوادر الجيدة ولسنا خائفين، عندما يأتي الاعصار سنكون في المياه وسنظل فيها طيلة الاعصار. نحن لا نهاب الامواج». وفي هذا السياق اشتكى أيضاً من أن الكثير من الناس يعتقدون أن ممارسي هذه الرياضة «مجانين» وأن رياضتهم «تافهة»، كما أن الشرطة تعد عائقاً إضافياً في وجه هذه الرياضة. وتضيف لوريا «رجال الشرطة يخافون من أن يتعرضوا لمشكلة كبيرة لو مات أحدنا».
|