المنتخب «استــــسلم» أمام السعودية

  إسماعيل مطر.. الحاضر الغائب فـــــي لقاء المنتخب مع السعودية.        أ.ب

 

نزف المنتخب الوطني لكرة القدم النقطة السادسة في تصفيات المرحلة الآسيوية الأخيرة المؤهلة الى مونديال جنوب افريقيا 2010، إثر خسارته امام ضيفه السعودي 1/2 أول من أمس على ملعب محمد بن زايد  بعد أخطاء قاتلة من اللاعبين ومدربه الفرنسي برونو ميتسو.

وبات الأبيض في وضع صعب يحتم عليه الحصول على النقاط خارج ملعبه أمام منتخبات قوية ابتداء من الجولة الثالثة أمام نظيره الكوري الجنوبي بعد 35 يوماً.

ويقبع منتخبنا في المركز الأخير على المجموعة الثانية من دون نقاط مقابل أربع للمنتخب السعودي الذي كان قد تعادل مع ضيفه الإيراني في الجولة الأولى على ملعب الملك فهد بالرياض 1/.1

 

ونجح الأخضر في الثأر من خسارته السابقة أمام الابيض في خليجي 18 بهدف  الحاضر الغائب اسماعيل مطر الذي افتقد خطورته المأمولة.

 

ألاورسمت الخسارة على ملعب الانتصارات امام السعودية صورة قاتمة للمنتخب الوطني الذي لم ينجح في الفوز على ملعبه في خمس مباريات امام إيران، سورية، البحرين، كوريا الشمالية وأخيرا السعودية.

 

والمثير للاحباط في أوساط الجماهير أن خسارتي المنتخب في المرحلة الحاسمة جاءتا على ملعب الانتصارات الذي شهد الإنجاز الأول للكرة الإماراتية في خليجي .18

 

ولم يبد على لاعبي الأبيض امام السعودية رغبة في القتال على الكرة حتى نهاية الوقت الرسمي للمقابلة، ما دفع إلى تضاؤل مردودهم الفني على الميدان على نحو أتاح للضيوف الإجهاز على مرمى ماجد ناصر في مناسبتين خلال الشوط الثاني.

 

وبرزت تساؤلات عديدة حول أسباب نفاد المخزون البدني للاعبي المنتخب في الشوط الثاني، ما يعزز حالة الشكوك التي تسود الوسط الرياضي عن أخطاء كثيرة رافقت تحضيرات منتخبنا للمرحلة الحاسمة من تصفيات المونديال في سويسرا وفرنسا.

 

وأعاد مشهد الخسارة أمام الفريق السعودي أول من أمس صورة مماثلة لما حدث في الجولة الافتتاحية أمام الفريق الكوري الشمالي، حيث شهد الشوط الاول سيطرة للأبيض تحولت إلى كابوس في الشوط الثاني أثمر هدفين للكوريين من أخطاء قاتلة في الخط الخلفي.
 
 
نقاط سوداء
لم يخيب المدرب ميتسو الذي تعرض لجملة من الانتقادات عقب الخسارة الأولى أمام المنتخب الكوري الشمالي ظن الشارع الرياضي، إذ أشرك عددا من العناصر التي لم يشركها في المباراة السابقة، فزج باللاعبين فيصل خليل وعادل عبدالعزيز امام السعودية وأعاد مطر إلى منطقة المناورة لمساندة خليل، ولعب بطريقة 4/5/1 للاستفادة من مطر خلف فيصل في مقدمة الأبيض.

ويجيد مطر صناعة اللعب بطريقة جيدة والتقدم نحو مرمى الخصم من منطقة المناورة بسبب سرعته الممتازة ومهاراته الجيدة في تجاوز اللاعبين.

 

كما شكلت عودة الحارس البارع ماجد ناصر إضافة جيدة للمنتخب الاول لم تكن كافية لتجنيب الأبيض الخسارة الثانية، حيث لا يمكن تحميله مسؤولية هدفي عبدو عطيف والفريدي.

ورسمت البداية الجيدة صورة رائعة في مدرجات ملعب محمد بن زايد، خصوصا بعد الإيجابية الواضحة التي كان عليها خط الوسط خصوصا سبيت خاطر والحمادي.

 

ولم يستفد الأبيض من الأفضلية الواضحة في الشوط الأول مقابل حالة من عدم التوازن في صفوف الضيوف عدا اللاعب عبدو عطيف الذي اضطلع بدور مؤثر في منطقة المناورة وكان يهدي التمريرات الجيدة للاعبين سعد الحارثي وفيصل السلطان.

 
 

وانكشف المستور في دفاع منتخبنا بعد ركنية نفذها عطيف إلى رأس الحارثي الذي تطاول للكرة بطريقة جيدة وركنها في زاوية صعبة لكن الكرة ابتعدت بقليل عن مسار الهدف.

 

ولم يتأخر ماجد ناصر في توجيه اللوم لقائد الأبيض راشد عبدالرحمن على تساهله مع اللاعب السعودي المشهود له بالكفاءة الجيدة في التسديدات الرأسية.

 

وكان في مقدور الابيض افتتاح التسجيل من فرص عدة لكن فيصل خليل بدا متأثراً بغيابه الطويل عن المشاركة مع الأبيض.

 

وبدا أن منتخبنا في طريقه لتصويب أوضاعه في المجموعة الاولى وتعويض الخسارة الأولى بعدما حافظ على تقدمه بهدف خاطر حتى نهاية الشوط، علاوة على إهداره فرصة لا تعوض لزيادة غلته عبر خليل الذي عانى من سوء التقدير والتركيز في حوار صريح مع الحارس السعودي اليافع وليد عبدالله الذي لم يخيب ظن الجوهر لتعويض غياب الحارس الاساسي منصور النجعي بداعي الإصابة.

ومع نهاية الشوط كان واضحا الحالة السيئة التي كان عليها اللاعب محمد الشحي على غرار مردوده الباهت في المباراة الأخيرة امام المنتخب الكوري، لكن الامر لا يعني ميتسو بعد ان أبقى على اللاعب في القائمة في الشوط الثاني.

 

سياسة الجوهر

وفي الشوط الثاني تدخل المدرب السعودي ناصر الجوهر بطريقة صحيحة وزج باللاعبين ياسر القحطاني لتعزيز المقدمة الهجومية وأحمد الفريدي للاستفادة من ثغرة منطقة عبدالعزيز، في حين لم يفطن ميتسو للخلل الواضح في الطرف الأيسر، خصوصا بعد حالة الإعياء التي بدا عليها اللاعب عادل عبدالعزيز الغائب عن قائمة الأبيض منذ وقت طويل.

 

واستمر سكون ميتسو وسط الخطر المحدق بمرمى ناصر من اللاعب عبدو عطيف الذي ظل اللاعب الأبرز في صفوف المنتخب السعودي منذ نهائيات أمم آسيا الأخيرة.

 

واستمرت معاناة الأبيض مع مرور الوقت وانتاب القلق الحاضرين في ملعب محمد بن زايد، لا سيما بعد سيل المحاولات الهجومية السعودية جهة عبدالعزيز والشحي.

 

ويملك ميتسو أكثر من ورقة لم يستخدمها، خصوصا صالح عبيد وسيف محمد وعبدالله مال الله.

واللافت أن الخطورة التي شكلها عطيف خصوصا بعد التسديدة القوية التي أبعدها ماجد ناصر إلى ركينة بصعوبة لم تدفع ميتسو إلى التفكير بوضع حد لخطورته التي شكلت نصف قوة الفريق السعودي.

 

وكان واضحا للمراقبين وحتى الجماهير ان الفريق السعودي الذي عانى من غياب الحارس منصور النجعي والمدافع رضا تكر، في طريقه لبلوغ مرمى ناصر بعد حالة الإعياء الواضحة على رباعي الخط الخلفي المكون من بشير سعيد، راشد عبدالرحمن، حيدر ألو علي وعادل عبدالعزيز.

وسجل الأخضر هدف التعادل عن طريق عطيف من خطأ واضح تسبب فيه حيدر علي وراشد عبدالرحمن.

 

وأغرى تساهل الابيض الفريق السعودي بالتقدم نحو المرمى، خصوصا بعد صيحات الجوهر الذي لم يشأ إهدار فرصة عظيمة على ملعب الخصم، قبل ان يطرق الفريدي مرمى ناصر بأريحية من عادل عبدالعزيز وهلال سعيد وبشير سعيد وراشد عبدالرحمن، في مشهد مكرر لهدف كوريا الثاني في الجولة الأولى.

 

وأراد ميتسو التدخل في الوقت الخطأ فدفع باللاعبين دادا ومحمد ابراهيم وأخيرا فارس جمعة المدافع في مركز رأس المهاجم الصريح وكأنه أراد اكتشاف مقوماته الهجومية قبل 10 دقائق من نهاية المباراة، لكن دون طائل مع الصافرة الأخيرة للحكم الياباني.

 

 

 

تويتر