بغداد: واشنطن أهملت اعتراضنا على الاتفاقية الأمنية

الرئيسان الأميركي والعراقي خلال لقائهما بواشنطن مساء الأربعاء.  غيتي 

 أعلن نائب من الائتلاف الشيعي الحاكم في العراق أمس أن حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي لاتزال بانتظار الرد الأميركي بشأن الاعتراضات العراقية حول بنود أساسية في الاتفاقية الأمنية مع واشنطن. وقال علي الأديب النائب عن حزب الدعوة الذي يتزعمه المالكي نفسه، خلال مؤتمر صحافي عقده في بغداد أمس «حتى الآن لم يخبرنا الجانب الأميركي ردّه على اعتراضات الجانب العراقي حيال بنود رئيسة في الاتفاقية» وأضاف «ننتظر مجيء الوفد الأميركي مرة أخرى الى بغداد».

 

وكان الأديب، وهو مقرب من المالكي، أعلن في الثالث من سبتمبر الجاري ان أمام الولايات المتحدة ثلاثة أيام للرد على الاعتراضات العراقية حول بنود أساسية تتضمنها الاتفاقية. وكشف عن توقف المفاوضات مع الجانب الأميركي حول الاتفاقية بسبب تقديم الجانب الأميركي صيغة اعتبرها نهائية، إلاّ أنها تضمنت نقاطاً يرفضها المفاوضون العراقيون - حسب تعبيره -.

 

من جهته، أعلن نائب رئيس الوزراء برهم صالح إثر اجتماع دام اكثر من ساعتين مع المرجع الشيعي علي السيستاني في النجف ان المفاوضات وصلت الى «مراحلها النهائية». وقال للصحافيين إن «المفاوضات وصلت الى المرحلة النهائية والجانب العراقي ينتظر رداً من الجانب الأميركي على جملة من النقاط التي طالبت بها الحكومة».

 

وتشكل مسألة الحصانة القانونية التي تريدها الولايات المتحدة لجنودها في العراق عائقاً امام توصّل البلدين الى اتفاقية حول مستقبل القوات الأميركية في هذا البلد. وتتفاوض الادارة الأميركية والحكومة العراقية على اتفاق بشأن وجود القوات الأميركية في العراق ما بعد 31 ديسمبر .2008 على صعيد ذي صلة أكد الرئيس الأميركي جورج بوش انه بحث مع نظيره العراقي جلال الطالباني في «الحاجة الى توقيع اتفاق إطار استراتيجي» مع واشنطن، وذلك في ختام لقاء مع بوش بالبيت الأبيض الأربعاء.

 

وقال بوش ان «العراقيين يريدون عدداً اقل من الجنود الاميركيين والولايات المتحدة تريد عدداً اقل من الجنود الاميركيين في العراق لكننا نريد تحقيق هذا الهدف على أساس ناجح». من جانبه قال الطالباني لبوش ايضاً إنه «ليس هناك شبر واحد في العراق تحت سيطرة الإرهابيين» معترفاً في الوقت نفسه بوجود بعض المجموعات التي «مازالت مختبئة هنا وهناك».

 

وأكد في الوقت نفسه أن لا مشكلة لبلاده مع إيران وسورية اللتين تتهمهما واشنطن باستمرار بزعزعة الاستقرار في العراق، وقال لبوش «يسرني ان ابلغكم ان علاقاتنا مع جيراننا تحسنت كثيراً مع تركيا ومع سورية ومع ايران ومع الدول العربية» واضاف ان «العلاقات طبيعية الآن ولا مشكلة لدينا مع اي من هذه الدول وأن سفراء جدداً عديدين يأتون الى بلدنا من دول عربية». واتهمت الولايات المتحدة في السنوات الاخيرة سورية بغض النظر عن تسلل المقاتلين الاجانب الى العراق عبر حدودها لمحاربة القوات الأميركية في هذا البلد. كما اتهمت إيران بدعم الهجمات على القوات الاميركية في العراق.

 

 لكن مسؤولاً اميركياً كبيراً صرح للصحافيين الثلاثاء بعيد إعلان بوش عن خفض للقوات في العراق خلال الاشهر المقبلة، ان ايران قد تكون غيرت سياستها تجاه جارتها التي تشهد حرباً مدمرة، واضاف «أنه قرار تكتيكي اتخذته ايران في هذه المرحلة وليس قراراً استراتيجياً (...) لكنه مطبق الآن منذ اشهر». في غضون ذلك سارع المسؤولون الأميركيون في العراق الى القول إن ازدياد مهارة الجيش العراقي في ميدان المعركة كشف نقطة ضعف الجيش العراقي ألا وهي النظام الإداري الضعيف، بحسب كبير مسؤولي الشؤون الإدارية لعمليات الجيش الأميركي بالعراق الكولونيل ادوارد دورمان، لكنه استدرك ان الأمور يمكن ان تكون في طريقها الى التحسن النسبي.

تويتر