نور وزينة !

سامي الريامي

 
رفعت سيدة فاضلة يديها وهي تقول: «الله ينوّر درب هذا الرجل، ويجزيه الخير الكثير».. سألتها: «من تقصدين؟». قالت: «محمد بن راشد».


هذه السيدة كانت تقرأ الصفحة الأولى من «الإمارات اليوم»، عدد أمس، الذي يحكي قصة «نور وزينة».


«نور» ليست تلك الممثلة التركية التي شاركت «مهند» بطولة المسلسل الذي «خبل بالعرب»، إنما هي طفلة عراقية لم تتجاوز عامها الثامن، و«زينة» طفلة أخرى في العمر نفسه، وُلدتا وهما تعانيان أمراضاً في عينيهما، فالأولى تعاني انفصال العدستين عن شبكة العين، والثانية تعاني مرضاً يسمى «تهطل الجفن» وحولاً في العينين، تلك الأمراض جعلت رؤية الطفلتين محدودة للغاية، بل إن «نور» فقدتها تماماً بعد إجراء عمليات غير ناجحة في العراق.

 
تقول السيدة الفاضلة، التي لا تعاني أي مشكلة في عينيها، ولا يوجد في عائلتها وأولادها من يواجه مشكلات من هذا النوع: «مبادرة (نور دبي) التي أطلقها الشيخ محمد عمل عظيم جداً لا يمكن وصفه، هل لك أن تتخيل الفرحة التي تشعر بها والدتا هاتين الطفلتين بعد أن أبصرت ابنتاهما النور، شعور وفرحة يصعب وصفهما».


وبكل تأكيد فإن كلام السيدة، إنما هو مؤشر بسيط على أهمية مبادرة (نور دبي)، والفرحة التي تنشرها ليس لأهالي المرضى فقط، بل لكل إنسان، يقرأ أو حتى يسمع عنها، إنها بكل اختصار «عمل عظيم». 

 

«نور وزينة» أحضرتهما «المبادرة» من العراق، بعد أن استأجرت لهما طائرة خاصة، وخضعتا للعلاج الفوري في المركز المخصص الذي جهزته «المبادرة»، وعلى يد فريق طبي أميركي متخصص، وفي غضون خمس ساعات، تغيرت حياتهما، ووُلدتا من جديد، نعم لقد وُلدتا من جديد، فمن يعيش في الظلام ليس كمن يرى النور، تغير شعورهما بدرجة كبيرة، حيث كانتا تمران بظروف نفسية سيئة وصعبة، انعكست على حياتهما وحياة أهاليهما، واليوم أصبحت «نور» اسماً على مسمّى، واستطاعت (نور دبي) أن تضفي النور على حياة «نور» الطفلة العراقية.

 
أما «زينة» فإنها لم تصدّق نفسها، وأصبحت تعشق النظر إلى نفسها في المرآة، لتنظر في عينيها اللتين صارتا مختلفتين، وأصبحت قادرة الآن على أن تسير من دون مساعدة أحد.

 

هل يمكن الآن «قياس» فرحة هاتين الطفلتين؟ وهل يمكن مقارنة هذه الفرحة بأموال الدنيا جميعها؟ هل «المال» هو وحده الذي يستطيع إسعاد البشر؟!


محمد بن راشد ومن خلال (نور دبي) أثبت أنه صاحب «رؤية» شاملة في كل شيء، فالمساعدات المالية ربما تلقي فرحة مؤقتة لأي فقير أو مريض، لكن المال سرعان ما يفنى وينتهي، بينما هناك أشياء أهم وأثمن من المال. إعادة بصر «نور» و«زينة» اللتين ستشاهدان بغداد للمرة الأولى لا يمكن مقارنتها بالمال.

 

قصة هاتين الطفلتين ما هي إلا تعبير مختصر عن «عبقرية» فكرة مبادرة دبي، وعن «عبقرية» صاحب الرؤية الشاملة. لذلك نضم صوتنا إلى صوت السيدة الفاضلة لنقول جميعاً: «اللهم أنر درب هذا الرجل».

  

 reyami@emaratalyoum.com

تويتر