أعلام

 

قال محمد مهدي الجواهري:

شممت تربك لا زلفى ولا ملقا          وسرت قصدك لا خبّاً ولامذقا
وما وجدت إلى لقياك منعطفا           إلا إليك، ولا ألفيت مفترقا          
كنت الطريق إلى هــاوٍ تنازعـه        نفس تسدّ عليه دونهـا الطرقـا    
وكــان قلبــي إلى رؤياك باصرتي     حتى اتهمت عليك العين والحدقـا
وســرت قصدك لا كالمشتهي بلدا       لكن كمن يتشهّى وجه منعشقـا             
دمشق وبغداد فقلت هـا                  فجر على الغد من أمسيهما انبثقـا
ما تعجبون؟ أمن مهدين قد جمعا        أم توأمين على عهديهما اتفقا؟
أم صامدين يرُبان المصير معـا         حبّـــاً ويقتسمان الأمن والفرقا
أقسمت بالأمة استوصى بها قدر        خيراً ولاءم منها الخَلق والخُلقا
دمشق صبراً على البلوى فكم صهرت  سبائك الذهب الغالي فما احترقـا


محمد مهدي الجواهري  
ولد الشاعر محمد مهدي الجواهري في النجف في 26 يوليو عام 1899م، والنجف مركز ديني وأدبي، وللشعر فيها أسواق تتمثل في مجالسها ومحافلها، وكان أبوه عبدالحسين من علماء النجف، أراد لابنه الذي بدت عليه ميزات الذكاء والمقدرة على الحفظ أن يكون عالماً، لذلك ألبسه عباءة العلماء وعمامتهم وهو في سن العاشرة. 
وتوفي الجواهري في 27 يوليو 1997، ورحل بعد أن تمرّد وتحدّى ودخل معارك كبرى وخاض غمرتها واكتوى بنيرانها، فكان بحق شاهد العصر الذي لم يجامل ولم يحابِ أحداً. وقد ولد الجواهري وتوفي في الشهر نفسه، وكان الفارق يوماً واحداً ما  بين عيد ميلاده ووفاته.  

الأكثر مشاركة