المرض يفتك بكبد عبدالرحمن

تقريـر مستشفى الكويت أكد إصابة المريض بالتهاب الكبد الوبائي سي.الإمارات اليوم يعيش عبدالرحمن أحمد، 41 عاماً، بحريني، بين الحياة والموت، يفتك المرض بكبده، في انتظار عملية زرع كبد تتكلف 200 ألف درهم، وفق والدته التي أوضحت أن «ابنها كان يقيم في الإمارات ومتزوج من مواطنة، لديه منها طفلان ولد (12 سنة)، وبنت (11 سنة)، لكنه فوجئ منذ نحو ستة أشهر بإصابته بالتهاب الكبد الوبائي سي، وسريعاً تفاقم المرض ونتج عنه تليف في الكبد، وأمراض أخرى فاضطر لمغادرة الدولة إلى البحرين، في انتظار العلاج».

وفي التفاصيل روت أم عبدالله، والدة المريض عبدالرحمن لـ«الإمارات اليوم» قصة مرض ابنها قائلة «نعيش في الإمارات منذ أكثر من 26 سنة، وطيلة تلك الفترة كان ابني يعمل صياداً في البحر، وفجأة شعر بتعب شديد منعه من القدرة على الحركة والعمل، في رمضان الماضي، فنقلناه إلى المستشفى، وكان التشخيص الأولي للحالة أنه يعاني من وجود كميات زائدة من الماء في جسمه لابد من سحبها» مشيرة إلى أنه «فعلاً تم ذلك، وغادرنا المستشفى إلى البيت، لكنه بقي يعاني من آلام عديدة خصوصاً عدم المقدرة على الحركة».

أضافت «اضطر ابني إلى الجلوس في البيت، وعدم الذهاب إلى البحر، لكن حالته لم تستقر، خصوصاً أنه أصبح يعاني من نزيف دم». متابعة «في مارس الماضي نقلناه إلى مستشفى الكويت، وتم تشخيص حالته بأنه مصاب بالتهاب الكبد الوبائي سي منذ فترة، وقالوا لنا إنه بحاجة إلى زراعة كبد وهي مكلفة جداً، فقمنا بترحيله إلى البحرين».

زادت أم عبدالله «غادرت معه إلى البحرين للبحث عن حل وعلاج، وسألنا عن تكاليف العلاج في الهند على اعتبار أنها أرخص من أي بلد آخر، فعلمنا أن عملية زراعة الكبد تتكلف نحو 200 ألف درهم، فعدت إلى الإمارات للبحث عن وسيلة لعلاجه».

وتساءلت: «من أين لنا هذا المبلغ، أتمنى من أهل الخير أن يتكفلوا في هذا الشهر الفضيل لإنقاذه من المرض الذي لا نعرف كيف حل به».

ولفتت إلى أنه «خلال وجوده في البحرين احتاج بعض الأدوية، الأمر الذي اضطرني للبحث عن الدواء وإرساله له، لكنه مازال بحاجة إلى زراعة كبد، وحالته تتدهور يومياً، لكننا لم نفقد الأمل».

وتضيف والدته: «ابني في البحرين حالياً على أمل العلاج هناك أو الذهاب إلى الهند لإجراء عملية زراعة الكبد، لكننا صدمنا عندما علمنا أن العملية تتكلف هذا المبلغ المالي الكبير».

وقالت الدكتورة لينة مصطفى، إن «التهاب الكبد الوبائي سي، يعتبر أحد أنواع الالتهابات الفيروسية المزمنة التي تُصيب الكبد، وقد يتسبب الفيروس في التهابات مزمنة في الكبد، وأحياناً يحمل الشخص الفيروس دون أن تظهر عليه أية علامة من المرض، وفي كل حالة من هذه الحالات يحدد الطبيب وضع الفيروس ومدى تأثر الكبد من خلال الفحوص المخبرية والتصوير بالموجات الصوتية».

ولفتت إلى أنه «من الممكن أن يختفي هذا الفيروس عند بعض المصابين دون أي سبب، ودون أن يترك أثراً بعيد المدى».

وفي ما يتعلق بالعلاج قالت الدكتورة لينة: «هناك أنواع كثيرة من العلاجات التي أثبتت فائدة في التخلص من الفيروس، منها حقن الانتفيرون وعقار الريبافيرين، وقد يأخذ المريض نوعاً واحداً من العلاج أو أكثر، ويحدد الطبيب المعالج مدى الحاجة للعلاج بعد التقويم الكامل للوضع».

وأشارت إلى أن «أكثر من 170 مليون شخص في العالم مصابون بفيروس هذا المرض إصابة مزمنة، وكل عام يُصاب ما بين ثلاثة الى أربعة ملايين شخص، وينتشر هذا الفيروس بشكل رئيس عبر التعرض لدم ملوث به، وينتقل عبر نقل الدم المُلوث أو أحد منتجاته، أو زراعة الأعضاء المأخوذة من إنسان حامل للفيروس، أو الانتقال عبر الإبر التي يشترك في استخدامها أشخاص عدة ويمكن انتقال العدوى على مستوى أهل البيت بسبب استعمال الأدوات الملوثة بالدم كأدوات الحلاقة وفرش الأسنان وغيرها».

وأكدت: «لا ينتقل فيروس التهاب الكبد سي بالطرق العرضية كالعطاس والسعال والمُصافحة والعناق والمشاركة بأدوات الطعام أو كؤوس الشرب، ولا عن طريق المسابح أو استعمال المراحيض العامّة، وتختلف الطريقة التي يؤثر بها التهاب الكبد بين الناس، فمنهم من لا يتأثر وتلك نسب ضئيلة وهم يتخلصون من الإصابة في مدة تراوح بين شهرين وستة أشهر» مشيرة إلى أن «نحو 80% من المُصابين حديثاً تتطور إصابتهم نحو الالتهاب المُزمن».

وعن أعراضه قالت إن «نحو 70% من الأشخاص الذين اكتسبوا العدوى بالتهاب الكبد سي لا يشعرون بأية أعراض، بما فيهم أولئك الذين تطورت إصابتهم إلى الالتهاب المُزمن. ومع ذلك، تتضمن الأعراض الشائعة للالتهاب الكبد سي الحادّ التعب وألم العضلات وقلة الشهية وحمّى خفيفة، وليس بالضرورة أن يحدث صفار. وعادة تستغرق الأعراض للظهور بين 15 إلى 150 يوماً بعد التعرض للعدوى».

ولفتت إلى أن «أهم سبل تجنب العدوى هو تجنب التماس مع دم الإنسان، وتجنب المشاركة في استعمال الأدوات الشخصية مثل فرشاة الأسنان وآلة الحلاقة وغيرها من الأدوات التي يمكن أن تكون مُلوثة بالدم». كما يجب على المُصابين بعدوى فيروس التهاب الكبد سي أخذ اللقاح ضد التهاب الكبد ايه و بي».

تقرير طبي

وفقاً لتقرير طبي صادر عن مستشفى الكويت في الشارقة، حصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منه، فإن «المريض عبدالرحمن، يعاني من التهاب الكبد الوبائي سي، وتليف كبدي وارتفاع في ضغط الوريد البابي ودوالي المريء والتهاب التجويف البطني».

ويتابع التقرير:«تبين وجود دوالي المريء وتجمع مائي في التجويف البطني، على أثره أدخل المستشفى مرات عدة في السابق، وأجريت جلسات عدة لربط دوالي المريء وسحب كميات من الماء من التجويف البطني.

كما تبين أنه قد تعرض لالتهاب البريتوني في التجويف البطني مرات عدة، وعليه فإن حالة المريض هي حالة فشل كبدي متأخر، لذلك فإن حالته غير مستقرة ويحتاج إلى زراعة كبد في أقرب وقت ممكن، وقد تنتكس حالته في أي وقت ما يستدعي أن يكون تحت إشراف طبي مباشر».

تويتر