«دبي للإعلام» تستعين بالكرتون في حرب الفضائيات

الرهان على الكرتون جاء منسجماً مع إحصاءات دقيقة لجأت إليها مؤسسة دبي للإعلام.أرشيفية

اتبعت «مؤسسة دبي للإعلام»، تغييراً تكتيكياً من أجل إثبات الوجود، في أهم موسم يحظى بإقبال المشاهدين والمعلنين على الشاشة الصغيرة، وهو شهر رمضان المبارك، وبعدما كانت برامج مثل الفوازير وحوارات المشاهير، هي فرس رهان المحطات الفضائية في جذب المشاهد،أدخلت «مؤسسة دبي للإعلام»، وبشكل خاص عبر قناتيها «دبي الفضائية» و«سما دبي» قواعد جديدة لمعادلة إرضاء المشاهد من خلال الزجّ بثلاثة مسلسلات كرتونية دفعة واحدة هي «فريج» و «شعبية الكرتون» و«سوبر هنيدي» .

 

وبعد أن تجاوز المسلسلان المحليان «فريج» و«شعبية الكرتون» حواجز جسّ نبض المشاهدين لوجودهما، محققين رقماً مهماً في تميّز محتوى القناتين في رمضان عبر العامين الماضيين، ضمت «مؤسسة دبي للإعلام» مسلسلاً كرتونياً آخر هو «سوبر هنيدي» الذي يقوم ببطولته ثلاثة من نجوم الدراما المصرية، هم محمد هنيدي وطلعت زكريا وحنان ترك، في سابقة رمضانية جديدة من نوعها، ممثلة في عرض ثلاثة أعمال كرتونية قوية على شاشة واحدة خلال الشهر الفضيل .

 

والرهان على الكرتون في موسم لا يحتمل الخطأ في الاختيارات، وفي وقت تخضع فيه الأعمال المرشحة إلى تدقيق وتمحيص شديدين، جاء منسجماً مع إحصاءات دقيقة لجأت إليها مؤسسة دبي للإعلام، سواء فيما يتعلق بميول وتفضيلات المشاهدين أو دراسة السوق الإعلانية، وكلها عوامل عضدتها مؤشرات إعلامية صبّت في خانة استمرار عرض «فريج» و «شعبية الكرتون» اللذين جاءا في مقدمة الأعمال الأكثر مشاهدة في استبيانات عديدة أجرتها «الإمارات اليوم» في أثناء الموسمين الرمضانيين السابقين .

 

«فريج» رائداً
محمد سعيد حارب الذي أسّس بمبادرة فردية شركة إنتاج فني في مدينة دبي للإعلام، استثمر أجواء تشجيع المواهب المواطنة في «مؤسسة دبي للإعلام» التي قدم إليها باكورة أعمال الشركة حينها، ممثلة في المسلسل الكرتوني «فريج» الذي تخطى منذ عامه الأول مجرد كونه مسلسلاً كرتونياً منجزا على درجة عالية من السوية الفنية، إلى حقيقة أنه أصبح معادلاً موضوعياً لمقولات مهمة تنادي بالمحافظة على الموروث الإماراتي المميّز في ظل عالم سريع التبدل والتحول، ليجد تعاونا كبيرا رسميا وتطوعيا، لإنجاز مشروعه الذي أغرى عدداً من التلفزيونات المنافسة إلى طرق باب عالم الأعمال الكرتونية، بعد أن التفتت «مؤسسة دبي للإعلام» إلى أهميته .

 

تنوع «الـشعبية»
في السياق نفسه كان رسام الكاركاتير الفنان حيدر محمد يجهز لأول تجربة له في عالم الكرتون التلفزيوني، بعدما ظل لنحو 10 سنوات، يعبر عن احترافه لفن الكاركاتير عبر صحيفتي «البيان» و «الإمارات اليوم» لينجز المسلسل الكرتوني الأول له«شعبية الكرتون»، وعلى الرغم من تقارب إيحاء المدلول بين لفظة «فريج» في عمل حارب ولفظة «شعبية» فيما يتعلق بإبداع حيدر فإن العملين جاءا شديدي التباين، ما صب في النهاية في مصلحة تنويع المنتج الكرتوني على شاشتي «دبي الفضائية» و«سما دبي» وليس تكراره .

 

وفي حين استلهم حارب فكرته من معين التراث وأحاديث الجدات العجائز، راح مخرج العمل ـ الذي هو حارب نفسه ـ يصلهن بخيوط غير محسوسة بواقع دبي والإمارات المعيش عبر فريج، يبدو كأنه شديد المجاورة المكانية للشارع الأهم في دبي، والذي يصلها بالعاصمة ابو ظبي، شارع الشيخ زايد، متنقلاً بعجائزه اللائي لازمتهن مقولة باللهجة المحلية «عند العيايز كل شي يايز» في العديد من معالم دبي الحديثة، ولكن بتقاليد وقيم اصيلة تسعى إلى طرح مفاهيم ثرية حول الهوية والتمسك بخصوصية التراث، في الوقت الذي تعالج فيه كذلك عدداً من المشكلات المستحدثة في الحياة اليومية .


«شعبية الكرتون»
على الجانب الآخر يولي اهتماماً خاصاً بطبيعة الحياة الاجتماعية السائدة في الدولة، بكل ما فيها من تنوع ثقافي يعكسه تعدد جنسيات ابطال الشعبية، من دون ان يغفل حيدر أيضاً معالجة قضايا كبرى، مستعيناً بسلاح الكاريكاتير الذي يقبل المشاهد منه مقولات وأفعالا لا يقبلها من غيره، لذلك تم تغيير موعد عرض «شعبية الكرتون» هذا العام إلى وقت ذروة المتابعة الجماهيرية عقب الإفطار، كما تم تمديد مساحة حلقاته الزمنية، لا سيما بعد توقف البرنامج المرافق له «فوازير مياو مياو» .

 

نجوم «سوبر»
وجاءت خطوة إنتاج «مؤسسة دبي للإعلام» لمسلسل كرتوني تلفزيوني يلعب فيه هنيدي دور البطولة المطلقة، لتؤكد أن هناك بدائل كثيرة لتحقيق سبق في الموسم الرمضاني، في مجالات بعيدة عن الأعمال الدرامية بأنواعها،من دون أن يكون البديل الجاهز لهذا الاختلاف، هو إنتاج برامج فوازير أو برامج حوارية ضيوفها أو مذيعوها من مشاهير النجوم أو حتى إنتاج برامج كاميرا خفية .


أسماء النجوم المشاركين في «سوبر هنيدي» وشهرتهم عربياً نهضت بالعمل، وتعدت كونه مجرد تجربة كرتونية، لا سيما في ظل مشاركة بطل «حاحا وتفاحة» و «طباخ الريس» الفنان الكوميدي طلعت زكريا، والفنانة حنان ترك التي صرّحت أكثر من مرة أن إحدى أمانيها الفنية إنجاز عمل كرتوني مؤثر ، بالإضافة إلى القدير حسن حسني الذي يعدّ أكثر الوجوه مشاركة في الأعمال السينمائية المصرية خلال السنوات الخمس الأخيرة، وهي معطيات صبّت في خانة نجاح «سوبر هنيدي» . 
تويتر