جدار الفصل العنصري يهدد الزراعة الفلسطينية
الجدار العازل دمر تفاصيل الحياة الفلسطينية. أرشيفية تفرقت سحابة الدخان المسيل للدموع، بيد أن الشارع المؤدي لخارج قرية نعلين الفلسطينية لا يزال مغطى بقطع الزجاج والحجارة، ولا تزال قطع ورق الكرتون والسجاد الذي كان يستخدم للصلاة ينتشر تحت أشجار الزيتون بعد الاشتباكات التي حدثت في اليوم السابق بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وسكان البلدة.
وتعتبر نعلين الواقعة غرب رام الله، والتي يقطنها نحو 5000 فلسطيني من أحدث النقاط الساخنة في الضفة الغربية. وتقع على الأرض الفلسطينية بالقرب من هذه القرية مستوطنتا موديم ايليت وهامونيم. وخلال الأشهر الأربعة الأخيرة نظم أهالي نعلين تظاهرات احتجاجية ضد الجدار الإسرائيلي العازل الذي تخطط إسرائيل لبنائه عبر أرضهم يساعدهم في ذلك ناشطون إسرائيليون وأجانب، وبمجرد اكتمال ذلك الجدار سيفقد الأهالي ثلث أراضيهم الزراعية. في مايو الماضي، شكل الأهالي لجنة لإيقاف تشييد الجدار، وانضم إليهم في ذلك أهالي القرى المجاورة الذين خاضوا من قبل مطالبات مماثلة مع الحكومة الإسرائيلية لكنها ناجحة، حيث طلبوا من المحكمة الإسرائيلية العليا ان تأمر الجيش بتغيير مسار الجدار العازل.
وفي كل أسبوع ينظم أهالي القرية ومناصروهم الخارجيون تظاهرات تتجه نحو الأرض المصادرة ليهتفوا ضد الإسرائيليين. هذه التظاهرات تتسم بالطابع السلمي إلا أن المتظاهرين في بعض الاحيان يرشقون الجند بالحجارة، ويرد الجنود الإسرائيليون بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع. وأظهرت لقطة فيديو صورتها فتاة فلسطينية بكاميرا وفرتها منظمة «بي تسليم» الحقوقية- قبل شهرين أظهرت الجنود الإسرائيليين وهم يطلقون الرصاص المطاطي على رجل من أهالي نعلين معصوب العينين ومقيد اليدين من الخلف.
و يقول مزارع فلسطيني من الأهالي أن 70% من أشجار زيتونه تم قطعها وبئرين تم ردمهما. أحد الشباب الذي أطلق على الجدار «حاجز السرقة» يقول إن المزارعين المسنين سيصابون بالذبحة الصدرية إذا ما حان موعد قطاف الزيتون وحال الجدار بينهم وبين مزارعهم. بدا الإسرائيليون في تشييد الجدار في أعقاب الانتفاضة الثانية التي بدأت عام 2000 عندما كان مسلحون فلسطينيون يتسللون داخل إسرائيل للقيام بعمليات استشهادية.
وتقول الحكومة الإسرائيلية إن القصد من رسم مسار الجدار ليمر بالقرب من قرية نعلين هو لتوفير الحماية للإسرائيليين في المستوطنتين المجاورتين. إلا أن الجدار سيعزل مزارع الزيتون كلياً عن القرية ويجعلها على الجانب الإسرائيلي من الجدار، ويرى أهالي القرية أن الجدار يمكنه أن يمر قريبا من المستوطنتين ويحميهما من دون أن يعزل مزارع الزيتون عن القرية. ويعتقد الأهالي أن الحكومة الإسرائيلية تنوي من فعلها ذلك ترك مساحة كافية داخل المستوطنات تحسباً لأي زيادة محتملة مستقبلا في عدد السكان، في محاولة فسرها الكثيرون بأنها انتزاع صريح لأراضي الغير.
ويعتبر التوسع المستمر في المستوطنات الإسرائيلية انتهاكاً لتعهدات إسرائيل بموجب آخر خطة سلام إسرائيلية فلسطينية رعتها أميركا وأيضا اتفاقات سابقة. ويشير آخر تقرير أصدرته المنظمة الإسرائيلية السلام الآن، إلى أن إسرائيل ضاعفت العام الماضي معدل اقامتها للمستوطنات، حيث تم تشييد ما يصل إلى 2600 وحدة سكنية معظمها على الأراضي الفلسطينية داخل الجدار الحاجز، كما أقام المستوطنون 125 مبنى تعتبر غير شرعية حتى من جانب الحكومة الإسرائيلية نفسها. |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news