صدمة في الأسواق العالمية مع انهيار «ليمان» وبيع «ميريل»

مجموعة من موظفي بنك ليمان يغادرون مقره في لندن بعد أن أعلن إفلاسه أمس.جيتي 

يواجه النظام المالي الأميركي المضطرب، أزمة لم يسبق لها مثيل، حيث طلب بنك ليمان براذرز أمس الاثنين، حمايته من الدائنين، بينما سيشتري «بنك أوف أميركا» بنك «ميريل لينش»، في الوقت الذي أعلن فيه مجلس الاحتياطي الاتحادي «البنك المركزي الأميركي» للمرة الأولى أنه سيقبل تقديم قروض نقدية مقابل أسهم.


وتشير هذه التطورات، التي تأتي بعد ثلاثة أيام من المحادثات بين الرؤساء التنفيذيين للبنوك والسلطات التنظيمية في مقر مجلس الاحتياط الاتحادي، إلى أن وول ستريت وواشنطن تسلمان بأن قدراً هائلاً من الدعم والمساعدة، بات مطلوباً لمواجهة أزمة الائتمان ومتاعب سوق المساكن في الولايات المتحدة.

 

ومن ناحية أخرى، ذكرت تقارير صحافية أن مجموعة أميركان انترناشيونال للتأمين، المتعثرة، طلبت من المركزي الأميركي منحها قرض إنقاذ، وتحاول المجموعة ـ التي خسرت في تسعة أشهر نحو 18.5 مليار دولار ـ جمع بين 10 و20 مليار دولار من خلال إصدار أسهم لشركات «كولبورغ كرافيس روبرتس» و«مجموعة تكساس باسيفيك» و«جي سي فلاورز» كجزء من خطة الطوارئ لإيصال ميزانيتها إلى بر الأمان.

 

وقالت مصادر مطلعة إن المجموعة تسعى إلى إعادة هيكلة ديونها وبيع أصول تصل قيمتها إلى 20 مليار دولار، وأن أي سيولة نقدية تأتي من بيع أسهم الشركات المذكورة، ستضاف إلى أكثر من 20 مليار دولار استطاعت المجموعة جمعها هذا العام. 


انسحاب «باركليز» 
وتأتي الاجتماعات، التي عقدها مسؤولون ماليون وحكوميون في وول ستريت، بعد انسحاب بنك باركليز ـ أحد بنكين عرضا شراء بنك ليمان براذرز ـ من المفاوضات، وبدء تحضير السلطات المالية الأميركية لاحتمال إعلان الإفلاس. 

 

وشكل انسحاب بنك باركليز ضربة لجهود كل من سكرتير الاحتياط الأميركي،هانك باولسن، ورئيس المجلس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك تيم غيثنر، لإيجاد حل قبل افتتاح الأسواق أمس، وبهذا يبقى بنك أوف أميركا الأمل الوحيد لإنقاذ المجموعة التي يصل عمرها إلى 158 عاماً. وبرر بنـك باركليز انسحابه من المفاوضات بعدم استطاعته تقديم ضمانات للحكومة الأميركية باستمرار عمليات بنك ليمان خلال فترة إتمام عملية الشراء، وقال «لقد كانت الخطة المقترحة تتطلب ضماناً لاستمرار بنك ليمان بالعمل لمدة غير محددة الأمر الذي لا نستطيع تأكيده».

 

وتتوقف إمكانية شراء بنك ليمان من قبل بنك أوف أميركا، أو أي جهة قد تتقدم لاحقاً، على اتفاق البنوك في وول ستريت على السيطرة على أصولها الضعيفة.

 

أرضية جديدة
وقال عضو مجلس الإدارة المنتدب في «نايت ايكويتي ماركتس» في جيرسي سيتي، بتير كيني «النظام المالي الأميركي بدأ يكتشف أن الأرضية التي تقف عليها أساساته تتحرك كما لم يحدث أبداً من قبل. انه عالم مالي جديد على شفا عملية إعادة تنظيم شاملة».


وهبط مؤشر «ستاندرد أند بورز 500» للمعاملات الآجلة في الأسهم 3.6%، بعد أن أعلن بنك ليمان أنه سيتقدم بطلب لحمايته من الدائنين، وهبط الدولار بشدة متأثراً بذلك، فيما قفز اليورو إلى 1.4416 يورو للدولار مقارنة مع 1.4225 يورو في أواخر المعاملات الأميركية يوم الجمعة الماضي.


ومع غياب «ليمان» و«ميريل» عن الصورة، تكون ثلاثة من أكبر بنوك الاستثمار الأميركية قد خرجت بالفعل من الساحة خلال ستة شهور، حيث اشترى بنك «جيه.بي.مورجان» بنك «بير ستيرنز» المتعثر في مارس الماضي.

 

وسيصبح بنك ليمان أشهر حالة لإشهار الإفلاس في وول ستريت منذ انهيار مؤسسة «دركسل برنام لامبرت» المتخصصة في السندات العالية المخاطر في عام .1990

 
صندوق طوارئ
وعلى صعيد متصل وافقت مجموعة من أكبر بنوك العالم على تكوين صندوق للطوارئ بقيمة 70 مليار دولار لمنع الإفلاس، يكون من حق أي من هذه البنوك الحصول على ثلث هذه القيمة، وأعلنت 10 مصارف تجارية واستثمارية دولية ـ أميركية وأوروبية ـ كبيرة الأحد، تأسيس صندوق بقيمة 70 مليار دولار تستطيع الاستعانة به، إذا ما واجهت خطر نقص في السيولة، في محاولة لاستباق انهيار بنك «ليمان براذرز».

 

وقالت هذه المصارف في بيان مشترك إنها «قامت بسلسلة من الخطوات لتأمين السيولة والحد من تأثير التقلبات غير المسبوقة، وغيرها من التحديات التي تواجه أسواق الإقراض»، وأضافت أن كلاً منها سيمول هذا الصندوق بسبعة مليارات دولار، ويمكن لكل منها الحصول على ثلث المبلغ المودع فيه لتسهيل الحصول على أموال في حالة واجهت ظروفاً مشابهة.

 

والمصارف المساهمة في الصندوق، هي: الأميركية «بنك اوف اميركا» و«سيتي بنك» و«غولدمان ساكس» و«جيه.بي. مورغان تشيز» و«ميريل لينش» و«مورغان ستانلي»، والبريطاني «باركليز»، والألماني «دويتشه بنك» والسويسريان «كريديه سويس» و«او بي اس» (اتحاد المصارف السويسرية). ويفترض أن يزيد حجم هذا الصندوق مع انضمام أعضاء جدد إليه.

 

كما أكدت المصارف أنها ستلجأ، اعتباراً من الأسبوع الجاري، إلى تسهيلات إعادة التمويل من الاحتياطي الفيدرالي الأميركي التي تستخدمها نادراً، لأن ذلك يعتبر مؤشراً إلى ضعف السوق. وعبرت المصارف العشرة عن ارتياحها للتسهيلات التي أعلنها الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، ومن بينها قبول مجموعة منوعة من السندات، بما فيها أسهم ككفالات.

 

سوق الوظائف 
قالت شركات توظيف ومستشارون إن سوق الوظائف الأميركية المتخمة بالكفاءات العالية، التي فقدت أكثر من 100 ألف وظيفة في القطاع المالي هذا العام، يجب أن تتأهب الآن لخسارة 50 ألف وظيفة أخرى.  
 

الأكثر مشاركة