«أسفار مقدّسة».. توثيق فوتوغرافي لرحلات قديمة

خلال المؤتمر الصحافي.  تصوير: ساتيش كومار

 

افتتح أمس في مركز دبي المالي العالمي معرض «أسفار إلى الديار المقدسة»، الذي تنظمه هيئة دبي للثقافة والفنون ويستمر حتى الرابع من نوفمبر المقبل ، ويتضمن مجموعة نادرة من الصور الضوئية التاريخية للمناطق الإسلامية ويرجع تاريخ عدد كبير منها إلى نحو قرنين ، وتمثل جانباً مهماً من اوائل الصور التي تم التقاطها في العالمين العربي والإسلامي، لاسيما تلك التي توثق للرحلات الدينية وممارسة العبادات في مكة والمدينة المنورة والقدس الشريف.

 

وتعود المقتنيات التي التقطها الرواد الأوائل لفن التصوير الضوئي في الوطن العربي إلى متحف رايس إنغلهورن «آر إي إم» الذي اختارته هيئة دبي للثقافة والفنون ليكون أول شريك أوروبي لها في مجال المعارض.

 

ويتميز المعرض على المستوى الفني بمنظور فريد لبدايات فن التصوير في المنطقة. وتجسد الأعمال المنتقاة إدراك المصورين الرواد للإمكانات والقدرات التي ينطوي عليها التصوير الضوئي وأهمها تقديم مرآة دقيقة للواقع وفق رؤية الفنان أو المصور.

 

 ومن الأعمال التي يقدمها المعرض مجموعة فريدة من الصور التي التقطها الدكتور محمد صادق بيه لمواقع الحج في مكة المكرمة والمدينة المنورة. وتنبع أهمية هذه الصور من أنها واحدة من ثلاث مجموعات فقط للدكتور محمد في العالم بأسره، علماً بأن إحدى المجموعتين الباقيتين موجودة لدى العائلة المالكة في المملكة العربية السعودية، والأخرى موجودة في فرنسا.

 

ويقدم المعرض أيضاً مجموعة صور التقطها الدكتور السيد عبدالغفار، أحد الرواد العرب في مجال التصوير الضوئي والذي التقطت عدسته صوراً رائعة للحجاج ومناسك الحج. وكان عبدالغفار صديقاً لكريستيان سنوك هرجروني، الخبير الألماني في الثقافة العربية الذي يعد أول من التقط صوراً للحجاج المسلمين من مختلف مناطق العالم، بما فيها يافا وتيمبوكتو والمغرب وباكو ومكة المكرمة. وكان كريستيان سنوك هرجروني أول أوروبي التقط صوراً وثائقية لمختلف شرائح المجتمع والتي يظهر فيها شيوخ وشرفاء وباشاوات وفقهاء إضافة إلى أهالي مكة. ومن الصور الأخرى التي يضمها المعرض أعمالاً لجاكوب أوجست لوران، أحد الرواد في تاريخ فن التصوير في المنطقة العربية. وتمتلك متاحف رايس إنغلهورن المجموعة الوحيدة للصور التي التقطها لوران والتي تعود إلى عام .1846

 

في هذا الإطار قال سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس إدارة هيئة دبي للثقافة والفنون إن «استراتيجية الهيئة تركز على تفعيل الحركة الفنية والثقافية في دبي والإمارات والمنطقة عموماً، وذلك من خلال مبادرات رائدة ومستدامة تُثري الحياة اليومية لمختلف شرائح المجتمع. وستعمل هيئة دبي للثقافة والفنون على تنظيم مزيد من الأحداث المتميزة التي تتمحور حول تاريخ المنطقة وإرثها الثقافي والفني».

 

من جانبه، قال العضو المنتدب في هيئة دبي للثقافة والفنون، الدكتور عمر محمد احمد بن سليمان  إن «المعرض يأخذنا إلى القرن التاسع عشر الذي شهد أول احتكاك بين التصوير الضوئي، الذي كان اختراعاً حديثاً آنذاك، والعالم العربي والإسلامي».

 

 

تويتر