مقتل 15 مسلحاً في قصف بـاكســتاني على مخابئ «طالبان»

  مروحيات وطائرات ساندت القوات الباكستانية عند هجومها على المسلحين.      إي. بي. إيه  

شنت القوات الباكستانية تساندها مروحيات وطائرات هجوما على مخابئ مسلحي حركة طالبان  في شمال غرب المنطقة القبلية، ما اسفر عن سقوط 15 قتيلا، في وقت حلقت فيه طائرات أميركية بلا طيار في السماء فوق ملاذ آخر للمسلحين في وزيرستان على الحدود الأفغانية.
 
وفي التفاصيل قال المتحدث العسكري الميغر مراد خان إن طائرات باكستانية قصفت ثلاث مناطق في باغور «تانغ خاتا وراشاكاي ولويزام» في الوقت الذي بحثت فيه قوات برية عن مسلحين من منزل إلى آخر. وأضاف «أقاموا (المتشددون) مخابئ تحت الأرض ويبدون هم ومقاتلون أجانب مقاومة شرسة. القوات تفتش كل منزل في هذه المناطق». 
 
وقال مسؤول امني لم يذكر اسمه ان «القوات قتلت 15 ناشطا وجرحت عشرين آخرين في القصف الذي بدأ أول من أمس واستمر حتى أمس». وأفاد سكان خار البلدة الرئيسية في باغور أنه كان بامكانهم سماع دوي القصف صباح أمس.

 

وأكد مسؤولون أمنيون باكستانيون أن إطلاق القوات الباكستانية النيران أول من أمس أرغم طائرتين أميركيتين عسكريتين على العودة إلى أفغانستان، بعد أن عبرتا إلى المجال الجوي الباكستاني، رغم أن كلا من الجيش الأميركي والباكستاني نفى الأمر. وذكر سكان أن طائرات أميركية بلا طيار والتي بامكانها إطلاق صواريخ حلقت فوق منطقة وزيرستان الشمالية الليلة قبل الماضية وصباح أمس، ولكنها لم تفتح نيرانها. وقال أحد سكان قرية هامزوني الواقعة على بعد عشرة كيلومترات غرب بلدة ميران شاه «أصبنا بذعر ولم ننم الليلة بأكملها ولكن الحمد الله لم يحدث أي شيء». 

 

وفي باغور قال سكان يقيمون على الحدود إن العديد من الطائرات الأميركية بلا طيار حلقت فوق منطقتهم في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية. وكانت القوات الباكستانية أطلقت هجوما ضد تنظيم القاعدة ومسلحي حركة طالبان في شمال غرب البلاد في أغسطس الماضي، وتقول الحكومة إن مئات المسلحين قتلوا. وفي الوقت نفسه صعدت القوات الأميركية ضرباتها التي تستهدف المسلحين على الجانب الباكستاني من الحدود، ما أغضب إسلام أباد ووتر العلاقات بين البلدين الحليفين. وعارضت باكستان الضربات عبر الحدود واحتجت بغضب على هجوم بري دموي قامت به قوات خاصة أميركية في وقت سابق من الشهر الجاري.

 

وقال الجيش الباكستاني إنه سيدافع عن أراضيه بأي ثمن، وهو ما أثار احتمال وقوع اشتباك بين القوات الباكستانية والأميركية عند الحدود. إلا أن رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني قال إن باكستان تهدف إلى تسوية القضية مع الولايات المتحدة بشكل دبلوماسي. من جهة أخرى، قال ريتشارد باوتشر مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون جنوب ووسط آسيا إن وكالة المخابرات العسكرية الباكستانية القوية والمثيرة للجدل في حاجة إلى الإصلاح ولكن ليست هناك مؤشرات على حدوث ذلك. وعندما سئل ما إذا كان لاحظ مؤشرات على الإصلاح قال لـ«رويترز» أول من أمس «لا.. ليس لدي أي شيء معين أريد أن أشير إليه في الوقت الحالي».

 

وقال باوتشر مشيرا إلى العنف المتزايد للمسلحين داخل باكستان إنه لم يعد ينظر إلى المشكلة على أنها أمر يتطلب التعامل معه بشكل يحقق ما تريده الولايات المتحدة، وإنما بشكل يحقق ما هو ضروري لمستقبل باكستان، مضيفا أن «المشكلة أصبحت أكثر حدة». وأضاف مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ان ادارة الرئيس جورج بوش تتوقع معركة صعبة مع الكونغرس للحصول على موافقته لاستخدام اموال لمكافحة الارهاب في تحديث طائرات مقاتلة باكستانية من طراز اف-.16 لكن حتى اذا عرقل اعضاء الكونغرس ذلك فان وزارة الخارجية الاميركية تعتقد ان لها سلطة تحويل اموال مخصصة لمساعدات مكافحة الارهاب الى برنامج تحديث المقاتلات.

 

وقال باوتشر «في الوقت الراهن لا نتبع اسلوبا قانونيا لهذا الموضوع. اننا نحاول العمل مع الكونغرس». ويزمع اعضاء الكونغرس عقد جلسة استماع لتوجيه انتقادات شديدة لمسؤولي ادارة بوش بشأن برنامج تحديث طائرات اف-16 مع باكستان واستخدامه في عمليات مكافحة الارهاب ضد مسلحي القاعدة وطالبان في المناطق الحدودية مع افغانستان.

الأكثر مشاركة