درويش في أربعينه نشيد يومي على طائرات ورقية
|
|
درويش.. «ضوء واحد يغيب يصير خسارة كبيرة لمسيرة النور». أرشيفية
في الأربعين من موته، يعود الشاعر إلى صالة الاحتفال، نجماً وشاهداً وشهيداً. كأنما لم يكن ليوم واحدٍ «الشاعر الراحل»، وكأنما ظلّ في الناس ظِلاً من الوهج، متطاولاً كالخريطة النحيلة، وملوّحاً بيده كأنما يربت، راضياً، على ظهر الكتابة. وفي الأربعين من غيابه الفادح، يرثيه قراؤه، بشعر آخر، صاغته عفوية الجمهور، وأنتجته مخيلة الشعب الذي لطالما اعتبر محمود درويش شاعره وفتاه و«زريف الطول» الذي يزف البلاد الى اللغة، ويزف اللغة الى بلاغتها الفريدة.
ففي عمّان ينظم «محترف رمال للفنون» اليوم، فعالية خاصة يستحضر فيها الشاعر محمود درويش بمناسبة مرور 40 يوماً على رحيله، تحمل عنوان «درويش.. نشيدنا اليومي»، يجري خلالها اطلاق 67 طائرة ورقية في تعبير رمزي عن عمره، يشارك في اطلاقها أكثر من 100 طفل، وبحضور مجموعة كبيرة من الفنانين والكتّاب والمثقفين، بمصاحبة الموسيقى وقصائده المغناة وصوته.
وكان المحترف وأصدقاؤه ومجموعة من الأطفال قد شرعوا في تصنيع الطائرات الورقية ضمن ورشة عمل خاصة، وتأتي هذه الفكرة لتلامس روح وعقل وعاطفة الناس على اختلاف اعمارهم ومرجعياتهم الفكرية والثقافية ولتفتح المجال أمام اكبر عدد ممكن منهم للمشاركة في صياغة الحدث والتفاعل معه، ومحاولة عملية جادة في إيصال أشعار الراحل وأفكاره الى الناس، لاسيما الاجيال الواعدة ومجموعة الاطفال واستعادة أحلامهم، حيث كتبت على هذه الطائرات مقاطع شعرية وعناوين قصائده وكتبه، بالإضافة إلى صورة شارك في تنفيذها عدد من الفنانين. كما ينظّم «محترف رمال» حفلا غنائيا غدا السبت، للمغني اللبناني خالد الهبر يغنّي فيه أعمالاً جديدة من قصائد الشاعر الراحل.
وفيما تنظم «رابطة الكتّاب الأردنيين» احتفالية أخرى، بالتعاون مع وزارة الثقافة الأردنية، تستضيف فيها مرسيل خليفة والناقد السوري صبحي حديدي، يستضيف «نادي الوحدات» في احتفالية يقيمها في مخيم الوحدات، الشاعر الفلسطيني تميم برغوثي في أمسية تقام بعد شهر رمضان وتهدى الى روح درويش، وتقام في فضاء الاحتفاء به. وفي القاهرة صدر أخيراً عدد خاص من مجلة «الهلال» الثقافية الشهرية عن شاعر فلسطين محمود درويش بعنوان «لن تغيب» وجاء العدد في 226 صفحة من القطع المتوسط.
وكتب فيه من الكتاب والمفكرين والصحافيين: مجدي الدقاق ونبيل عمرو ود. صلاح فضل ود. عبدالعزيز المقالح وخيري منصور وعبدالمنعم رمضان ود. جابر عصفور وسميح القاسم وعبـدالرحمن الأبنــودي، وخــيري شلبي ود. احمد الطيبي وبشرى أبوشرار وشوقي حجاب ورشا الأمير ويوسف القعيد وهند القاضي وحلمي سالم ود.ماهر شفيق فريد ومحمد ابوسنة ود. حسن فتح الباب وابراهيم عبد المجيد ود. عزة بدر ومحيي محمود واحمد علي بدوي وعبده جبير ود.
يسرى العزب ووليد العوض ود. يوسف زيدان وشعبان يوسف ود. وائل غالي وماجد يوسف وبهيجة ادلبي وحسن طلب وعبد القادر ياسين وناصر عراق ومحمد الحسيني وعبدالله الكباريتي واسامة عرابي وعزمي عبدالوهاب ومصطفى بيومي ود. مصطفى عبدالغني ومحمد دياب وسعد هجرس. وكتب رئيس التحرير مجدي الدقاق في افتتاحية العدد تحت عنوان «محمود درويش لن تغيب» «كنت اتمنى ان يتحقق أملي، ويصدر هذا العدد الخاص عن شاعرنا وكاتبنا وضميرنا الوطني والقومي، الراحل الكبير محمود درويش في حياته، لأهديه النسخة الأولى، وأضعها بين يديه تكريماً له كرمز فلسطيني وعربي وعالمي، مشيراً أنه بعد إصدار اعداد خاصة من «الهلال» عن العديد من الشخصيات الفكرية والأدبية المصرية والعربية، سألني أخي وصديقي الشاعر والكاتب العربي الجميل خيري منصور، ماذا تخطط لأعداد «الهلال» المقبلة، فأجبت سريعاً، علينا ان نكرم محمود درويش باحتفالية ثقافية ضخمة وبعدد خاص يليق بقلم وابداع الرجل»، وقد حمل الغلاف الداخلي للمجلة مقاطع من قصيدته الأخيرة «لاعب النرد» التي قال فيها: «أنا لاعب النرد ـ أربح حيناً وأخسر حيناً ـ أنا مثلكم ـ أو أقل قليلاً ـ ولدت إلى جانب البئر ـ والشجرات الثلاث الوحيدات كالراهبات ـ ولدت بلا زفّة وبلا قابلة ـ وسُمّيت باسمي مصادفةً ـ وانتميت الى عائلة ـ مصادفة».
وبمناسبة مرور 40 يوماً على وفاة الشاعر محمود درويش، صدر عن مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث في البحرين، والمؤسسة العربية للدراسات والنشر، كتاب بعنوان «محمود درويش.. وداعاً»، قام بإعداده وتحريره الباحث نواف الزرو. وفي كلمة مجلس أمناء مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث، قال حسن كمال «إن ضوءاً واحداً يغيب عن عالمنا يعد خسارة كبيرة لمسيرة النور وسط الظلمات»، منوهاً إلى ان الشاعر محمود درويش كان «ضوءاً ينير المسيرة في عالمنا، متوهجاً بنضاله الدؤوب بالشعر والفكر والثقافة، وفي الانتماء إلى الوطن، وفي الحب، وقد أملى على التاريخ ذلك».
|