قرية عصيرة.. ضحيّة دائمة للمستوطنين

جنود الاحتلال .. تواطؤ معلن مع المستوطنين ضد الفلسطينيين.   أ.ف.ب 

اختبأت الفلسطينية شروق قاسم ابنة الرابعة عشرة مع اخوتها تحت المجلى في المطبخ، عندما كان مستوطنون  يحاولون اقتحام بيتهم في قرية عصيرة الجنوبية شمالي الضفة الغربية. ويعيش في عصيرة الجنوبية 2500 شخص. اما مستوطنة «يتسهار» فأقيمت على 3000 دونم من اراضي القرية، على تلال مرتفعة ويسكنها نحو 700 مستوطن يعدّون من «المتطرفين ايديولوجيا»، بحسب ما يصفهم مسؤولون في منظمة «بتسيلم» الاسرائيلية لحقوق الانسان المناهضة للاستيطان.

وروت شروق كيف خافت وبكت عندما هجم مستوطنو «يتسهار» على قريتها السبت الماضي، وحاصروا بيتها وهاجموا والدها. وبهدف حماية السكان من هجمات المستوطنين، زودت المنظمة الفلسطينيين بكاميرات لتصوير الاعتداءات التي يتعرضون لها. وقالت شروق «بدأ المستوطنون هجومهم في السابعة صباحا، كانوا كثيرين، خفنا منهم. بقوا في القرية عدة ساعات.

 

 كانوا يرشقون البيوت بالحجارة ويحطمون زجاج النوافذ. حطموا سيارتنا». واضافت «كان والدي يصورهم على السطح. اقتربوا منه كثيرا وحاصروه بالحجارة فهرب منهم». وقالت «والدتي أغمي عليها من شدة الخوف. اتصلنا بسيارة الاسعاف ولم يسمح لها الجيش بالوصول الينا، لأنهم فرضوا علينا منع التجوال». وعن ردة فعل المستوطنين على تعرض طفل منهم للطعن، قال احمد محمد داود  «لا يحتاج المستوطنون الى ذريعة لاجتياح القرية. فهم يأتون كل سبت الى قريتنا ويقذفوننا بالحجارة. أول من أمس وصلنا تحذير من الارتباط العسكري ان ثلاثة مستوطنين مسلحين خرجوا باتجاهنا». وكان زجاج نوافذ منزل داود محطما. وقال«مشكلتنا ان الجيش يساندهم. اشتكيت للجنود عدة مرات.

 

توجهت اليهم في آخر مرة وقلت لهم ان المستوطنين يحطمون بيتي بالحجارة فما كان منهم الا ان اطلقوا عيارات نارية في الهواء وقالوا لي اذهب الى البيت». لكن احمد قرر التغلب على خوفه ومواجهة المستوطنين. وأضاف «كان اولادي يرتعبون من المستوطنين لهجومهم المتكرر على القرية. لكن هذه المرة كانت الأسوأ لأنهم صعّدوا هجومهم، فقررت ان اجعل اولادي يتغلبون على خوفهم حتى لو اقتضى الامر التضحية بهم، فجعلتهم يشاركون جميعهم برشق المستوطنين بالحجارة».

 

 وتابع أحمد «عندما هاجمنا المستوطنون السبت الماضي ناديت زوجتي وأولادي الثلاثة وعاملا يعمل معي، وصعدنا الى السطح. قلت لهم: دافعوا عن بيتكم وردوا الحجارة على المستوطنين. وتراوح اعمار اولاد احمد بين خمسة و12 عاما. وقال «لم أشأ ان يترعرع أولادي على الخوف والجبن، ولو لم افعل ذلك لدخل المستوطنون البيت ومتنا كالنعاج».

 

وأكد أن  المواجهات انتهت عندما اصيب جندي اسرائيلي بحجر في رأسه.وقال: عندها قام الجنود بضرب المستوطنين وتفريقهم بالهريّ، وأطلقوا عيارات نارية ومطاطية علينا في القرية، فأصيب العامل الذي كان معي بعيار مطاطي في فكه. حملته الى الاسعاف والجنود يطلقون النار باتجاهنا.

 

 وأصيب محمد نجل احمد داود الاوسط (10 سنوات) بشظية رصاصة في رسغه، وكان جرحه لا يزال ظاهرا بعد عدة ايام. وقال رئيس المجلس القروي لعصيرة الجنوبية حسني الشريف إن المستوطنين يستهدفون القرية مرة او مرتينكل اسبوع.  وأضاف «سرقوا اغناما وأحرقوا اكثر من 200 شجرة زيتون ومحاصيل قمح. جرفوا بئر القرية وردموها، ولم يعد يصل إلينا سوى 10% من مياهها، علما أن مساحة اراضينا تبلغ  15 الف دونم».

 

وقالت المديرة التنفيذية لـ«بتسيلم» جيسيكا مونتيل «من دون شك هناك ارتفاع في درجة العنف في منطقة عصيرة الجنوبية. الجندي الاسرائيلي يعتقد انه مجرد من الصلاحيات امام المستوطن».  وأضافت «نحن نريد ان يعامل الجيش المستوطن والفلسطيني بالتساوي،من دون خرق حقوق اي منهم». وأكدت أن الكاميرات التي وزعتها المنظمة على الفلسطينيين، كانت سلاحا جيدا في بعض القرى، اذ تراجع المستوطنون عند ابراز الكاميرات. لكن ذلك لم ينفع في عصيرة الجنوبية.

الأكثر مشاركة