«حاير طاير».. كوميديا محلية لا تُمل
نغموش في مشهد من حلقة «الاعتذار الأخير» في «حاير طاير». مؤسسة دبي للإعلام اعتبر مؤلف مسلسل «حاير طاير» جمال سالم أن الميزانية التي وفرتها مؤسسة دبي للإعلام من أجل إنتاج المسلسل كانت مناسبة، مؤكداً ان الممثلين الذين اشتركوا بالعمل «راضون عن أجورهم»، وأن العمل كان يمكن ان يكون أقل كلفة أيضاً لو تم التغاضي عن فكرة تصوير إحدى الحلقات في بلغاريا، وهي الحلقة التي تطرقت إلى قضية البعثات الدراسية».
واعترف سالم أن اللجوء إلى التصوير في بلغاريا تحديداً، دون غيرها من الدول، كان لأغراض تتعلق بترشيد النفقات، مضيفاً «بسبب عدم وجود بعثات دراسية إماراتية بالأساس إلى بلغاريا، لجأنا إلى حل إخراجي وهو عدم الاستعانة بأماكن تمثل معلماً بلغارياً، فضلاً عن عدم وجود ما يشير داخل النص والسياق الدرامي بأن الأحداث تجري في بلغاريا».
وقال سالم إنه سعى هذا العام إلى الاستعانة بأفكار شبابية شارك في طرحها مسرحيون شباب من خلال التنسيق مع جمعية المسرحيين في الدولة، مستدركاً أنه «رغم الحماسة الكبيرة التي قوبلت بها الفكرة، إلا أن المحصلة النهائية كانت متواضعة»، لذلك لجأ كعادته إلى استقاء معظم موضوعات الحلقات من وحي الصحافة المقروءة، وما يتم نشره في المنتديات الإلكترونية، «لتأتي بعدها رحلة جمع معلومات دقيقة حول القضية المتناولة من أجل الالتزام بالمصداقية والدقة».
وذكر سالم أنه استحدث موقعاً جديداً بعنوان المسلسل نفسه على شبكة الانترنت من أجل التواصل مع الجمهور والاستفادة من افكارهم حول الموضوعات الجديدة .
وكانت مؤسسة دبي للإعلام فاجأت المشاهدين بعرض الجزء الخامس من المسلسل المحلي «حاير طاير» الذي كان مهدداً بالتأجيل هذا العام لولا تقدم المنتج المنفذ له ومؤلفه الكاتب جمال سالم بمشروع العمل لإدارة الإنتاج بالمؤسسة، بعد مواجهته صعوبات في مواصلة إنتاجه ليواصل بطل العمل الفنان القدير جابر نغموش تحليقه بحرفية وتلقائية في سماء الدراما المحلية.
وبتعاون 40 ممثلاً قادهم نغموش مع المخرج السوري عارف الطويل، متكئين على نص جمال سالم، أنتج تلفزيون دبي 30 حلقة تم تصويرها بين الفجيرة والعين وبلغاريا بميزانية لم تتعدَ ثلاثة ملايين درهم، حسب معلومات حصلت عليها «الإمارات اليوم»، وهي ميزانية معتدلة مقارنة بالأعمال المصرية والسورية وأيضاً الخليجية التي يتم استقطابها، اضافة لإمكانية تسويق المسلسل لقنوات أخرى عقب العرض الحصري في رمضان.
التزام
وأثنى سالم على جهود مؤسسة دبي للإعلام في النهوض بالدراما المحلية مطالباً القنوات الإماراتية الرسمية الأخرى بتقديم جهد مماثل ومساندة الدراما المحلية حتى لا تغيب عن المشاهدين طوال العام وتكتفي فقط بإطلالة رمضانية مثلما يحدث الآن.
وقال مؤلف «حاير طاير» إنه ملتزم في جميع أجزائه بتقديم 30 حلقة كاملة لا تشوبها شبهة التكرار أو وجود أفكار بهدف ملء الفراغ وحسب، مؤكداً أن هذه النوعية من الدراما التلفزيونية التي تقوم على فكرة الحلقات المنفصلة «تحتاج لمجهود وطاقة كبيرة تجعل كل حلقة بمثابة عمل فني قائم بذاته».
وأشار سالم إلى أنه يرمي دائماً إلى الالتزام بالتنويع في نصوص «حاير طاير» الذي يجب ألا يتوقع مشاهده مناقشة قضية جادة في كل حلقة، حيث يكتفي مؤلفه برصد بعض المواقف التي تساهم في الاستفادة من طاقة نغموش الكوميدية، مشيراً إلى أنه حاول في الوقت نفسه تقديم حلقات تخاطب اهتمامات كل فرد من أفراد الأسرة الإماراتية والعربية المقيمة على أرض الدولة،مع الالتزام بالقالب الكوميدي الذي تميز به «حاير طاير»، والابتعاد عن كل ما قد يجلب ملل أو تذمر المشاهد.
خبرة الأعوام العشرة منحت سالم حنكة في توزيع الأدوار في مخيلته أثناء كتابة النص الدرامي فهذه الشخصية المحورية لنغموش، وتلك لأحمد الأنصاري وهذه لحبيب غلوم، فيما يناسب هذا الدور النسائي سميرة أحمد أكثر من رزيقة طارش أو مريم سلطان، لكن ثمة عوامل أخرى تتحكم في التوزيع الفعلي للأدوار وقت التصوير، حيث يضيف مؤلف «حاير طاير»: «رغم أن المخرج عارف الطويل غالباً ما يوافقني الرأي حول توزيع الأدوار بين أسرة «حاير طاير» التي تمتد إلى 40 ممثلاً، إلاّ أن ظروف الممثلين أنفسهم تلعب دوراً مهماً في تنفيذ تلك الرؤية من عدمه، حيث تم استبعاد الفنانين أحمد الجسمي وسميرة أحمد - على سبيل المثال - في اللحظات الأخيرة «بسبب ارتباطهما بتصوير عملين ينتجانهما لصالح مؤسسة دبي للإعلام في التوقيت ذاته».
طاقة نغموش
وأثنى سالم بشكل خاص على موهبة بطل «حاير طاير» الفنان جابر نغموش، مضيفاً «مسيرتي معه بدأت عبر الجزء الأول من المسلسل العام 1998، وهو طاقة درامية هائلة مازالت تخفي الكثير من عبقرية الأداء الدرامي في أكثر أشكاله حرفية».
وحول نغموش أيضاً قالت الفنانة سميرة أحمد التي تقوم ببطولة مسلسل «نص درزن» «مازال جابر بخفة ظله الفطرية نفسها يطالعنا بشخصياته المحبوبة في «حاير طاير» الذي أسس لنفسه واحداً من أهم الأعمال الإماراتية في مجال الدراما التلفزيونية» مشيرة في الوقت ذاته إلى أن «نغموش أضحى مطالباً رغم ذلك بالاشتغال على أدوار جديدة لم يعهده المشاهد فيها، ورغم نجاح «حاير طاير» بهذا القالب الكوميدي، إلا أن نغموش نفسه أضحى في حاجة إلى الدخول في قوالب درامية أخرى».
وأثنت سميرة أيضاً على الأسلوب الدرامي السلس الذي اعتمده جمال سالم في المسلسل وانسجامه الشديد مع المخرج عارف الطويل، مؤكدة أن مهام المنتج المنفذ التي قامت بها في «نص درزن» لم تتح لها فرصة الاحتفاظ بموقعها ضمن أسرة «حاير طاير» هذا العام.
نغموش: كلنا أبطال
جابر نغموش نفسه الذي ألمح مراراً إلى خشيته من غياب «حاير طاير» هذا العام بسبب عدم جهوزية نصوص جمال سالم، أعرب عن سعادته بردود الفعل الإيجابية للمسلسل مضيفاً: «ليس نغموش فقط من يقف خلف نجاح «حاير طاير»، بل هناك قائمة طويلة من المبدعين وعلى رأسهم الكاتب جمال سالم والمخرج عارف الطويل، وكل زملائي الفنانين وكذلك الفنيين، «لأن العمل الدرامي عمل جماعي ويستحيل أن ينجح اعتماداً على جهد فردي»، رافضاً مقولة إنه البطل الرئيس للعمل، واصفاً كل من شارك في «حاير طاير» بأنه بطل، «بل بطل رئيس له دور فعال في وصوله إلى قلوب الجماهير».
بين تلفزيونين
..وفي لقطة تجمعه بالفنانة رزيقة طارش.
تعاون بين تلفزيوني أبوظبي ودبي قاده موظف في مؤسسة أبوظبي للإعلام هو الكاتب جمال سالم بعدما قام بالتعاون مع مؤسسة دبي للإعلام من أجل إنتاج الجزء الخامس من المسلسل المحلي «حاير طاير»، في مشهد يؤكد الاستعداد الدائم للتعاون المثمر بين تلفزيونين يقطران عربة الدراما الإماراتية.
ومسنوداً بـ40 ممثلاً استطاع الفنان جابر نغموش أن يقدم عملاً محلياً قادراً على المنافسة خليجياً وعربياً في حال توافر له قدر من تسليط الأضواء التي تحتكرها الأعمال الدرامية غير المحلية، متنقلاً عبر قصص شديدة التباين متكئاً في الوقت ذاته على طاقة درامية هائلة وكوميديا فطرية يعرفها عنه زملاؤه الفنانون والمتعاملون معه عن قرب.
نغموش الذي نهض عبر 10 سنوات بـ«حاير طاير» موصلاً إياه إلى جزئه الخامس استحوذ عن جدارة على كامل الوجبة الدرامية الكوميدية المحلية هذا العام، حيث يذاع مسلسلاه تباعاً عقب الإفطار مباشرة على قناة دبي الفضائية التي تستهل بـ«حاير طاير»، ثم تعقبه بـ«حظ يا نصيب» الذي يجسد فيه نغموش دور البطولة المطلقة أيضاً.