الاتفاق الأمني مع أميركا يضع «جيش المهدي» في مفترق

مسلح من جيش المهدي.   أ.ف.ب - أرشيفية

 

بعد اجبار ميليشيا جيش المهدي على الابتعاد عن شوارع العراق وتراجع ثقلها السياسي، قد تكون الخطوة التالية للزعيم الديني لمقتدى الصدر وجيشه مصيرية اذا أرادا البقاء على الساحة.


كانت الدعوة التي يطلقها جيش المهدي والحركة السياسية التي يتزعمها الصدر منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003، هي اخراج القوات الاميركية من البلاد.

 

وبعد تحديد عام 2011 كمهلة محتملة لانسحاب القوات الاميركية من العراق على الصدر أن يجد قضية أخرى تمنح حركته الغرض والتماسك اللازمين. ولكن الصدر قرر أن حركته لن تخوض الانتخابات المحلية المقبلة تحت لواء التيار الصدري، بل إن الصدريين سينضمون بدلا من ذلك لجماعات مرشحة مستقلة. وربما تكون هذه الحركة وسيلة للابقاء على يده في السياسية من دون اضفاء شرعية على الانتخابات التي تُجرى في الوقت الذي ما زالت توجد فيه القوات الاميركية في البلاد. وقاطع التيار الصدري بدرجة كبيرة آخر انتخابات محلية، والتي أجريت عام .2005 

 

وشارك التيار في الانتخابات البرلمانية السابقة ولكنه حاز على 10% فقط من المقاعد.  وسحب الصدريون وزراءهم الستة من الحكومة عام 2007، احتجاجا على رفض رئيس الوزراء نوري المالكي تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الاميركية من العراق.

 

ويرى المتخصص في شؤون العراق من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن توبي دودج أن من غير المرجح أن يظل التيار الصدري على قيد الحياة كحركة ثقافية وخيرية بحتة من دون طابع عسكري أو سياسي. ومضى يقول «سيختفون بين عشية وضحاها تقريبا اذا ما أقدموا على ذلك. ان هذا يتعارض مع أي نموذج يسعون لتقليده.. اذا لم يرشحوا أنفسهم «في الانتخابات» ويسرحوا الميليشيا فماذا سيكون الطائل من وجودهم. ما هو الفكر الذي يوحدهم؟».

 

ويقول ناطق  باسم الصدر إن من أسباب تجميده لجيش المهدي هو امهال بغداد وواشنطن الفرصة الكافية للتوصل الى اتفاق أمني، والذي يمر حاليا بمراحله النهائية من المفاوضات، والذي من المرجح أن يمهد الطريق لسحب كبير للقوات الاميركية بحلول نهاية عام 2011 . وقال كبير المتحدثين باسم الصدر  صلاح العبيدي في مقابلة بمقر الصدر في مدينة النجف «أكيد اذا كانت الاتفاقية فيها نقاط ايجابية وفيها سقف زمني محدد أكيد راح نقدم دعما لهذه الاتفاقية». 

 

ولمح العبيدي في الشهر الماضي الى تسريح جيش المهدي اذا ما سحبت الولايات المتحدة قواتها طبقا لجدول زمني محدد. ومع تراجع العنف في العراق الى أدنى مستوى له منذ أربع سنوات تسحب وزارة الدفاع الاميريكية 8000 جندي بحلول فبراير وتترك 138 ألفاً آخرين. ولكن العبيدي قال إن التيار الصدري لن يحدد الخطوة التالية التي يقوم بها، الا بعد انتهاء الوجود الامير كي وليس قبل ذلك.

 

وقال رئيس اللجنة السياسية للكتلة الصدرية في البرلمان لواء سميسم إن للحركة طموحات سياسية في المستقبل وإنها تريد أن تقوم بجهود محورية في اعادة بناء العراق. وأضاف أن التركيز على الجناح الثقافي للتيار الصدري الذي عرف نفسه على أنه «جيش ثقافي عقائدي» يحارب «المد الغربي العلماني»، ربما يكـون خطوة سياسية استعدادا لانسحاب القوات الاميركية.

الأكثر مشاركة