أبوظبي تتهيّـأ لمواجهة الزلازل

جسر الشيخ زايد في أبوظبي سيتاح اختباره في مقاومة الزلازل. تصوير: جوزيف كابيلان

أعلن خبير الزلازل في المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، محمد جرادات، عزم المركز إنشاء مختبر متخصّص في الهندسة الزلزالية «سيكون الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط». 

 

وقال إن المشروع الذي سينجز خلال السنوات الثلاث المقبلة سيتيح إجراء اختبارات نمذجة ومحاكاة لتصاميم مختلفة من المباني والمنشآت الهندسية مثل الأبراج، والجسور، والهياكل الخرسانية، فضلاً عن ربطه مع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والدفاع المدني والشرطة والحماية المدنية.


وأضاف أن المركز «سيدخل خدمة رصد ردود فعل المباني تجاه الحركات الزلزالية، لاستنباط معاملات الأمان الزلزالي لإدخالها في كود البناء المقاوم لأفعال الزلازل، إضافة الى تحسين أداء المباني القائمة». 

 

وكان سكان في أبوظبي والإمارات الشمالية شعروا بالزلزال الذي ضرب مدينة بندر عباس الإيرانية أخيراً، وبلغت قوته ست درجات على مقياس «ريختر»، فيما سجلت شدته أربع درجات على مقياس «مركال» في الإمارات الشمالية، وثلاث درجات في أبوظبي. وأكد جرادات أن الإجراءات الجديدة ستسمح بتحديد كود للبناء، مقاوم لأفعال الزلازل، ما يعزز إجراءات حماية المنشآت من مثل هذه الأخطار.

 

وأوضح أنه سيتمّ تركيب  ثلاث محطات لرصد الزلازل في صير بني عير، وليوا، والسلع، خلال العام المقبل، ضمن المرحلة الثانية من المشروع الذي دخلت مرحلته الأولى حيّز التنفيذ الشهر الماضي، وتشتمل على تركيب خمس محطات لرصد الزلازل في الدولة موزعة في مناطق شعم ومسافي وحتا والعين وعجبان. 

 

وشرح أن المحطات مزودة بأجهزة رصد زلزالي بتقنيات حديثة، تشتمل على مجسّات رصد الحركة الزلزالية الضعيفة والقوية «ما يتيح نقل المعلومات الزلزالية من المحطات إلى المركز الرئيس في العاصمة، وفقاً للمدة الزمنية المعتمدة بهذا الخصوص، وعلى مدار الساعة، بوساطة الأقمار الاصطناعية». وأضاف أن تحديد موقع الزلزال وعمقه وقوته في حال حدوثه يستغرق بضع دقائق فقط.


 إلى ذلك، وصف مدير شركة «رويال اسكتش» للاستشارات الهندسية، المهندس عبدالله نبيل، عملية إقرار قوانين تنظيم قطاع البناء بأنها بطيئة، مطالباً بسن قانون اتحادي ينصّ على عقوبات محددة ورادعة لمخالفي كود الزلازل. 

 

وأكد المدير العام لمجموعة بيروت للاستشارات الهندسية، لبيب أبوعتمة، أن المهندسين الاستشاريين يطبقون مواصفات فنية عالية لمقاومة الزلازل تحت إشراف بلدية أبوظبي، لافتاً إلى أن المكاتب الاستشارية تقدم للبلدية دراسة لمقاومة الزلازل قبل الشروع في تنفيذ أي بناية.


وأوضح أن إدارة تراخيص البناء في البلدية تراجع الدراسات الخاصة بالمشروعات للتأكد من وجود دراسة لمقاومة الزلازل، مضيفاً أن السلطات تتخذ إجراءات صارمة منذ الزلزال الشهير الذي وقع عام 1992 في مصر تحسباً لأي نشاط زلزالي في المنطقة.  

تويتر