مع التحية..
في يوم من أيام مهرجانات دبي للتسوق جلستُ في مقهى بأحد مراكز التسوق بدبي، ثم لاحظتُ زوجين أوروبيين ينظران إليّ، وكلاهما يحاول دفع الآخر للتقدم نحويّ والتحدث إليّ! لم أعرهما أي اهتمام وتجاهلتهما، لكنهما بقيا يحدقان فيّ! فرفعت يدي إليهما بأن يأتيا نحوي ولاحظتُ الخوف بادياً على ملامحهما وهما يتقدمان! قال الزوج: «سيدي، هل أنت لوكال؟»، أجبتهُ: «نعم، أنا إماراتي بمعنى أصح من لوكال». قال: «سيدي نحن سائحان من اليونان وسنغادر غداً ونود أخذ صورة تذكارية مع أحد السكان الأصليين من الإمارات» (حلوة هذه السكّان الأصليين!). قلت له: «عزيزي، بإمكانك بكل بساطة أن تطلب هذا مني دون تردد! لماذا أنت وزوجتك مترددان من هذا الطلب البسيط، وكأنكما تشاهدان فيلم زومبي»؟! قال اليوناني: «لقد حذرنا الدليل السياحي الأجنبي من مجرد التّقرب من أحد الإماراتيين، لأنهم قوم متعجرفون متكبرون مغرورون....إلخ»! أشرّت إليه بالتوقف وقلت بتعجب: «ماذا تبقى؟ أشرار!»، فقال: «تقريباً نعم، بل يقال إنكم ترحلون أي أجنبي بكل بساطة إن أخطأ ولو خطأً بسيطاً». على الفور طلبتُ إلى أحد العاملين في المقهى بأن يلتقط لنا صورا أنا و الزوجين، ثم طلبت إليهما مرافقتي إلى قرية التراث، حيث تقام فعاليات فنية تراثية عدة، وقام السائحان بالتقاط صور كثيرة مع العديد من الإماراتيين من راقصين وحرفيين وغيرهم، واشتركا أيضاً في الرقص في لوحة شعبية، وقبل أن أغادر سألتهما: «هل تريانا أشراراً الآن؟» في دولة الإمارات توجد نحو 200 جنسية، ولكن رغم هذا التنوع الكبير والتعدد الثقافي، فإننا نشترك جميعاً في حضور الأنشطة الفنية، فمن خلال الفن بمختلف أشكاله نعبر الحدود التي تُفتح تلقائياً للفنون من دون تأشيرة دخول. إلى نهاية المحاضرة...
لكم أن تتخيّلوا الفرق بين من يعمل دليلا سياحيا لدينا ولديهم! مع التحية.
salem.humaid@yahoo.com
|
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news